حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,29 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2386

الاقصاء

الاقصاء

 الاقصاء

27-02-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الإقصاء وأكذوبة الصف الثاني تشبثت الإدارات المتعاقبة بمناصِبها بكامل مستوياتها في الوظيفة العامة والخاصة ، زاعمةً أحقيتها وكفاءتها التقليدية ، ومخزون خبراتها المتقادم ، المصاب بداء الهشاشة وتآكل المفاصل، متجاهلةً حقوق الآخرين وقدراتهم ، فسلبت حماسهم وأحبطت جهادهم وتفانيـهم ، فعملت على إعاقة وعرقلة التنمـيـة وهدر مـكتسبات الوطن وثرواتـه البشـريـة ، وتنـاسـوا القـول الحـكيـم:(لكل زمان دولة ورجال)، فساقوا حججهم على راحلة العجز والاستحواذ غير المبرر للوظيفة العامة بذريعة (عدم كفاءة الصف الثاني) ، متجاهلين دورهم المهني والمؤسسي في تطوير الكفاءات واستقطابها وتعزيز دورها، واستثمارها ، واستنبات مواهبها وتوجيهها نحو دفع عجلة الإصلاح والتطوير والتنمية ، ولو دامت لغيرك ما وصلتك ، فالأصل والأجدر تقديم مصلحة الوطن والمصلحة العامة والخروج من عنق زجاجة الترهل الفكري المتمحور حول إدمان التذرع بالبدائل والتـطــوع للتـقـاول ، وتحريف الكلم عن مواضعه ، أليس من مهام الإدارة التطويـر وتفعيل المهنـيـة ومأسسة العمل ، وكـما قـالوا (إن الفانوس الذي لا يُضيء هو ذلك الذي لم يُشعل بعد ،وهذا البخــور لا يصوغ عطـرة ما لم يحـرق) (وإن الذين يقومون بالإعمال فعلاً لديهم أفكار مبدعة وبناءة لتسيير الأعمال وتطويرها ، ولا شيء يعيق التطور أكثر من الذين يعتقدون أن طريقة عملهم بالأمس هي الأفضل. فمقولات " الرجل المناسب في المكان المناسب " مجرد أكاذيب وأضاليل يائسة بائسة ، آمال وأحلام ، ووصفات علاجية جاهزة ومكشوفة ، فسولت لهم أنفسهم احتراف تطويع الفتاوى بنية الاستخفاف بعقول العامة وتسفيههم ، وتجرءوا على بسترة المفاهيم وتدجينها وتهجينها ، ودس المفردات والعبارات كاستثناءات عرجاء عمياء شلاء، لاستخدامها كأصول بحجة عدم توفر البديل ، وتوقير النزيل ، لاستنساخ ذاتهم ، فتعكزوا على المصلحة العامة ، ومنحوا شهادات الكفاءة الشفوية والعفوية لغير مستحقيها قرباناً ، ونـحروا أفئدتهم عليها مجانا واستهجاناً ، (ستكتب شهـادتهم ويسألـون). قَالوا الظُهُور يكْسِر الظُهُور ، والتَمَيُز يستفز الصُدُور ، والتفوق طريقٌ شَاقْ ، ونَبْتٌ لا يُطاقْ ، يستدرج ويستخرج الغضب وحسد الأقربون وحقد الأبعدون ، مقولات ومفاهيم نتحفظ عليها رغم احتوائها على مفاسدٍ ومقاصدٍ ومكائدٍ عبثيةٍ جاهلة ، يتوارى البعضُ خلفَ ظلاميتها وسوداوية وشحوبُ نواياها ، ينجرفون نحو الأهواء والغوغائية والغائية والطوباوية ، وينغمسون في الأنانية والتسويف والتبرير ، فأَسَرَتهُم شَهوةُ الانتقام والانفصام ، وتَلحَفُوا بالقيم والمبادئ لاستغفال العامة ، فبذلوا جهودهم لتبرير بقائهم ووجودهم ، الاسترضاء ، وتلبية الرغبات ، وتبادل المصالح ، وتجسيدها لحذف ونفي الآخرين وإنكـار ما حباهم الله ، وتقزيم انجازاتهم ، ووأد ثمرات كَـدِهِمْ وجَـدِهِمْ ،(ولا تبخسوا الناس أشياءهم)، وكما قال الشاعر والفارس عنترة العبسي واصـفاً التعسف وبـداية الإقصـاء :- ( وكلُ قريبٍ لي بعيدُ مودةٍ وكلُ صديقٍ بينَ أضلعهِ حِقْدُ ). وعليه نقول ،إن الإقصاء هو الاستبعاد ،الإبعاد ، التحييد ، التغييب ،التهميش ، التقزيم ،وآي من هذه المعاني والتفاسير له مدلولات ساكنة وداكنة ، فقد أُقصي هَابيل ، والنبي يُوسف عليه السلام ، والكثيرين، فثقافة الإقصاء ثقافة إدارية وثنية ، قِبلتُها المنصب وصنمها الاستحواذ ، وتسبيحها الحذف من المعادلة الإدارية ، وسبيلها الواسطة والمحسوبية والجهوية ، فَيُعد الإقصاء مظهراً من مظاهر العنف الإداري والاغتيال المهني ، مهما كان الدافع، وقائي أو عدائي أو كان احترازي أو غرائزي ، وموروث نفسي لممارسات إدارية شاذة قاصرة عاجزة عن إنتاج وتنمية النماذج القيادية والإدارية الفذة والقائدة ، وقد قـال الحطيـئة :- ( لا تظلمْ القوس أعطِ القوس باريها ) ، فلننظر ما حوته هذه العبارة من نظرة عقلانية شمولية واسعة واعية تُتَرجِم المنهج السليم القويم للإدارة وسلامة الاختيار ؟ ، وماهية الفطر السليمة المستقيمة ، واخيراً {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين} .








طباعة
  • المشاهدات: 2386
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-02-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم