26-03-2013 11:43 AM
سرايا - عندما تفقد الاوزان ثقلها ويصبح كل شيء باهت اللون وتنعدم روائح كل العطور وتصبح السماء ملبدة بالغيوم وتكون اشعة الشمس سوداء تغمر الدنيا ظلاماً موحشاً ولا تستطيع الاضواء أن تضيء ولو غرفة صغيرة فقط , حين تنام الضمائر ويكون كل شيء مهملاً ليس له معنى وعندما تعلو وجوههم علامات التقصير وتأنيب الضمير وتتدفق من افواههم نسائم الخوف من المجهول وتهز الارض اصوات طبول الرقص المجنونة عندها فقط تستيقظ النفوس الضائعة الهائمة والتي انتظرت سنيناً املاً وعهداً زاهراً فلا يأتي ، عند هذه اللحظات تبكي الضمائر الحية والقلوب البيضاء والافواه المنادية للحب والعطاء والسلام السائرة في درب الفضيلة والمتحملة لكل صعوبات الايام ومشاكلها عندما ينفجر غضب المحرومين والمقهورين والمظلومين عندما تعبر ألسنتهم عن دموع مكبوتة لدهور ودهور وتعبر اعينهم عن اصالة روحهم وكرامة انفسهم فيبرق شعاع خاطف على جباههم الساجدة لربهم الواحد الاحد ، حينها تزمجر قلوبهم .
فلماذا تلعبون وتلهون بالشعب ما دام هناك من هم مقهورين ومهمشين ومظلومين وجائعين هناك هم في النفق المظلم يبحثون عن العدالة والمساواة والعيش الكريم فلا يلقون غير السراب ، شباب عاطلون عن العمل ينظرون الى قوس الله الملون في السماء وتتلألأ عيونهم كأنها لؤلؤ ثمين وقد تركوا واستباح الوطن للفاسدين ولتجار البشر بأبخس الاثمان وها هم لا يزالون يصولون ويجولون لا سائل ولا حسيب ولا رقيب سوى التهويل .
وبالرغم من كل الظروف التي يعيشها العالم العربي المسلم ومع كل الضغوطات القاسية التي يفرضها الغرب على واقعنا وفي ظل كل الانتهاكات القسرية نجد انفسنا نسأل عن الضمير الغائب .
هل هو موجود ام خائف ان يقول كلمة حق ام ان كلمات الحق لم يعد لها وجود فلماذا اصبحت القلوب متحجرة كالجليد الذي لا يذوب لماذا لازمنا الصمت رغم اننا نملك الكلام ... فأين الضمير ... الضمير .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com