حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,5 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 22912

هاشم المجالي يكتب: نمتطي الانصاف .. ولا .. نخاف الارجاف

هاشم المجالي يكتب: نمتطي الانصاف .. ولا .. نخاف الارجاف

هاشم المجالي يكتب: نمتطي الانصاف  ..  ولا  ..  نخاف الارجاف

24-03-2013 04:15 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - المرجفون في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم هم قوم كانوا يخبرون المؤمنين بما يسوءهم ويضرهم من عدوهم فيقولون اذا خرجت سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم انهم قد قتلوا او هزموا او هربوا وان العدو قادم اليكم اي انهم قوم ينطقون بالاخبار الكاذبة حباً بالفتنة والارجاف يعني الزلزلة والاضطراب الشديد من خلال الاشاعة المفبركة وينقلون الاحداث بصورة مزيفة ملؤها الاثارة لتثبيط العزائم واضعاف الثقة بالناس .
قال تعالى " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلاً ملعونين اينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً " سورة الاحزاب 62 .
فمن الواجب التثبت من الاخبار والقصص والحكايات قبل تناقلها او التأثر بما جاء فيها " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً او ليصمت " العاقل يلبس لكل حال لبوسها ويعيش كل زمان بما فيه واعياً متيقظاً غير منساق لما يراد به من سوء او ضر ولا غافل عما يحاك ضده من مؤامرات وشر ، وانه اذا كانت الحروب قديماً نشبت بالسلاح فان من دهاء العدو في هذا الزمان خبثه للايقاع بخصمه حيث يسلك العديد من المسالك المتنوعة الاشكال لغايات الضرر وكان من أخطر هذه المسالك وسائل الاعلام والاتصال والشائعات وتحريف الكلام والتلاعب به وغدت شرها واخطرها بما بيت فيها من اخبار زائفة محرفة تأخذ أكثر من معنى وما تنشر من خلالها وعبرها من قصص منسوجة لا يلبث قارئها المستهدف بأن تصله رسالتها ان يكتشف بعد حين انها محض افتراء وكذب ولكن بعد ان عاشها بكل تداعياتها وتأثر القائل وتأثر القارئ وتفاعل معها اخذاً وعطاءاً وانخدع بها وزادها نشراً فلا يكسب من ذلك التفاعل الا تراكم المصائب فتصبح المشكلة مشاكل والنار تأكل كل اخضر ويابس .
لقد اصبحت الكلمة وخاصة في هذا الزمان هدف يتربص بها العدو ليستغلها ويستثمرها فاذا كان السلاح يكلف مالاً وعتاداً ويتطلب تخطيطاً وتعبئة واستعداداً وخسارة رجال وازهاق مقدرات فإن الكلمة وتحريفها لا تكلف عُشر ذلك ، اذا لا يحتاج فيها الا الى حبك خيوط المؤامرات الكلامية ثم بثها ليتناقلها من هم اتباع للعدو في كل مكان فضائيات كتاب اعلاميين لنشرها عبر وسائلهم وبصيغهم المتحدثة لحبك خيوط المؤامرة الكلامية لتتحول الى معارك كلامية بين الناس في مجالسهم وتجمعاتهم واماكن عملهم ومناظرات لا اول لها ولا اخر تتلوها احقاد تمتلىء بها الصدور وغيظ تتجرعه القلوب وبذور فتن تتشربها النفوس ثم هرج ومرج في مجتمعات كانت آمنه مطمئنة اثارها المفسدون والمفتنون صدقتها عقول خفيفة لم تقتنع بالمواعيظ والعبر ممن آلت الامور عندهم للسيء والاسوء .
ان العاقل المجرب والناقد الخبير لا يرضى لنفسه ان يكون مطية لكل قول لا يعرف ابعاده واهدافه ومن وراءه ولماذا انه باطل لا يمكن ان يرده الا بالحق ، قال تعالى : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " الانبياء 18 .
وقال سبحانه " فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض " الرعد 17 .
ان الانسان العاقل الحصيف المتنبه يعطي كل شيء حجمه الطبيعي فلا يضخم صغيراً ولا يرفع وضيعاً ولا يهزه حدث ولا يحركه موقف ولا يخلق للناس قضية كبيرة من امر صغير بل لا تراه الا حكيماً لا يجور ولا يظلم ولا ينساق مع الوهم الزائف ولا يجلبه السراب الخادع فحذار حذار من العثرات والفتن والزلات والسقطات والتثبت التثبت من كل شيء قبل كل شيء وقال سبحانه وتعالى " يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " الحجرات .
وليعلم السامع لهذه الاراجيف ان الشر لا يكال بمكيال ولا يوزن بميزان ليس له ارض دون ارض فما يقع اليوم قد وقع مثله بالامس وسيقع مثله غداً لان الحق والباطل يتصارعان الى ان تقوم الساعة فعلينا ان لا نقف امام هذه التيارات بضعف فالجبال لا تهزها الرياح ، والباطل مهما تنامى ومهما طالت جذوره وفروعه فإن له يداً من اهل الحق حاصدة فلا خوف ولا اضطراب انما الايمان بالله ليحفظ هذا البلد آمناً سالماً من كل فتنهم واجعلوا هذه الاراجيف خلف ظهوركم فإنما هي من جند الشيطان .
اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك شكر نعمتك على الامن والامان ونسألك قلوباً سليمة وألسنة صادقة ونستغفرك لما نعلم انك انت علام الغيوب .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 22912

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم