16-03-2013 05:03 PM
سرايا - يعرف الغباء انه مرض حيث يوصف بأنه ضعف الذكاء وضعف في القدرة على التعلم ومن اهم صفاته عدم القدرة على فهم المعلومات بشكل صحيح .
والأفراد الأذكياء قد يصبحون أغبياء عندما يحاولون الخروج عن مسار الأفكار والمعتقدات الثابته والسائدة والمتعارف عليها حيث يسقط الانسان داخل دائرة انحراف التاكد ويصبح منفصل عن العالم الخارجي ، مثل الأصم أو الأعمى .
وهناك من يقول ان الغباء قد يكون هو السبيل في الوصول الى نقطة بداية النجاح .
والغباء مصيبة وبذلك فان المصيبة الأكبر هو الذكاء الذي من الممكن ان يؤدي بنا الى الهاوية من خلال دعوته لنا وحثنا على التفكير عندها تبدأ رحلة المعاناة والتي ان طالت فانها قد تؤدي بنا الى الجنون .
فالمجتمع يسير وفق أفكار محددة تعودنا عليها منذ سنين طويلة واصبحت لها مكانتها الشعبية المتعارف عليها .
فان خالفها العقل لأي سبب كان وجد نفسه منبوذا يعيش في صراع قاتل ما بين الواقع الذي يعيشه والذي يرفضه عقله وما بين الحقيقة او المتغيرات التي يعتقد انها يجب ان تسود والتي توصل اليها ولكنه لا يستطيع ان يعبر عنها .
فما هو الحل من اجل ذلك ... انا شخصياً من وجهة نظري المتواضعة أجدها في التشجيع على الغباء والترويج له بكافة الوسائل الممكنة فهو الحل الوحيد والمتيسر لنا حالياً في مثل هذه الظروف والمتغيرات على الساحة الداخلية والخارجية .
فمن مارس الذكاء سيجد نفسه يوماً في هذا المجتمع المسير وليس المخير ... انه يتمنى الغباء .. فأحياناً كثيراً ما يكون الغباء بوقت من الأوقات ... ذكاء .
والغباء لمعلوماتكم يطيل العمر ويجنبكم ارتفاع الضغط والسكر وانفجار المرارة .
فالغباء يجعلك لا تهتم بغطرسة المتغطرسين ولا تهتم بأي قرارات مهما كان نوعها وتتحول الى انسان غير مبالي ويجنبك ذلك فوران الأعصاب .
والأهم من ذلك كله فان الغباء يجعلك لا تدرك خطورة مستقبلك ومستقبل اولادك وغير مبالي بما تقرأه او تسمعه من أخبار سواء عن الفواجع في سوريا او العراق او غيرها من دول الربيع العربي او غيرها من الأخبار المؤلمة والتي من الممكن ان ترهقك نفسياً او نتائج قضايا الفساد وحجمها ومجرياتها وما نجم عنها على الاقتصاد والتنمية وغيرها .
الغباء يا سادة يا كرام نعمة على رؤوس الأغبياء ولا يراها الا الأذكياء الذين يتمنون في كثير من الأحيان منح العقل اجازة وكما قال بيل غيتس ( تم اختيار الأغبياء والكسالى لأداء المهام الصعبة لانهم يجيدون تنفيذها بطرق سهلة ) .
والغباء يمكنه ان يكون في كثير من الحالات بديلاً للحرية خاصة في الظروف الصعبة وفي ظروف الكبت التي من الممكن ان يعيشها الانسان .
وعلينا بعد ذلك كله ان نطالب بتحديد يومٍ يحتفل به نسميه يوم الغباء ، يوم لا نحسب فيه حساب لأي شيء فلا نتذاكى ولا نفكر ولا نحلل ولا نناقش ولا نحاور ولا ان نحاول معرفة من مع من أو من ضد من اومن ضرب من ... لنتركه يوماً عفوياً يمر بنقاء وسريرة وسلاسة التصرف مثله مثل عيد الحب .
يوم ننزع فيه عنا كل قشورنا الاجتماعية والسياسية ونتصرف على سجيتنا وهي ليست دعوة عدوانية فكثيراً ما يحمي الغباء صاحبه من ان يجن ؟!
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com