حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 95888

الدور المستقبلي للمعلم العربي

الدور المستقبلي للمعلم العربي

الدور المستقبلي للمعلم العربي

24-02-2013 02:13 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.علي سالم الصلاحين
ولقد عرفت الحضارة الإنسانية التعليم كمهنة منذ أقدم العصور ، وكانت هذه المهنة من أشرف المهن على الإطلاق ، ولم يكن يستطيع مزاولتها إلا الصفوة المختارة من أبناء الأمة ، وتقع على مهنة التعليم مسؤوليات أساسية في رقي المجتمع وتطوره، ولقد أصبح من المسلم به أن التعليم الجيد هو أساس المجتمع المتقدم ولا يتم التعليم الجيد إلا بمعلم مؤمن بمهنته أحسن إعداده وتربيته لأنه العمود الفقري في إنجاز العملية التربوية حاضراً ومستقبلا، ولدراسة مستقبل التربية هنالك ثلاثة عوامل:
1-القرارات السياسية المعاصرة المتعلقة بتنظيم المدرسة
2-ثم دراسات العلماء الرقمية.
3-القيم الاجتماعية والسياسية.وما يرافق ذلك من ازدياد للوعي والشعور بالمسؤولية ، وما يصدر عن وسائل الإعلام والعقول الإلكترونية ،
مفهوم الدراســـة
قلنا أن المعلم يواجه عوامل التغيير طوعاً أو كراهية وبهذا يكون للمدرسة مفهوماً مستقبليا سوف يتركز على الكيفية في تحصيل المعرفة ، أو أداء الأعمال أو صنع الأشياء ،وسيفرض هذا المفهوم نفسه على الأبنية الجديدة مستقبليا ، أما معلم المستقبل في هذه المدرسة فمهمته ستتركز على التدريب، وليس تعليم الطلبة الفنون المختلفة التي يتمكنون بواسطتها باستخدام الأجهزة أو صنع الأشياء أو إصلاح الأعطال أو التخطيط للعمليات المتباينة، والواقع أن الذي سيدفع بهذا المفهوم إلى السطح هو التركيز على الكيف في التعليم، وأن محور مبنى مدرسة المستقبل في التصميم المعماري والهندسي سيكون وفقاً لما يلي :
1-مراعاة جودة البناء الهندسي ، من الناحية النوعية في إطار الكلفة الاقتصادية 2-التوجه نحو البناء القابل للاستخدامات متعددة الأغراض .3-مراعاة البناء المدرسي لأوضاع الطلاب ذوي الحاجاتالخاصة. بهذا حتى تكون المدرسة مجهزة بالآلات والأدوات والأجهزة والكمبيوتر وغيرها من مستلزمات التعليم ، بحيث يكون هدف المعهد أو الكلية أو المدرسة النهائي تكوين الإنسان المستقبلي الذي يصلح لممارسة الحياة ،
مهمة مدرس المستقبل
بهذا ستكون مهمة مدرس المستقبل تدريب التلاميذ على استخدام الآلة ، ومعلم المستقبل سوف لا يكون غريباً ، بل إنه سيكون خبير الحياة بالمجالات المتباينة إن مفهوم المدرس ومهمته ستتغير تغيراً جذرياً،فهي من الواقع الذي يدرس فيه مهنته ، وبهذا فإن معلميهم سيكونون من المشتغلين بالبنوك أو الشركات، ومعلم المستقبل قد لا يعد لمهنة واحدة فقط، وإنما سوف يمرُّ في حلقات تدريبيّة مستمرة لكي يكتسب مهارات جديدة ، ومن الطبيعي أن كليات التربية ستتغير لأنها تستقبل خريجي الجامعات من جميع التخصصات.
مهنة التعليم وإعداد المعلم
وفي بعض التصورات عن إعداد معلم المستقبل هنالك عدد من الكفايات ،التي تشير إلى عمق أهمية التطوير والتجويد النوعي والكمي، واشترط بعضهم تحسين مكانة المعلم كشرط مجتمعي سابق على كل التحولات ، ويرى بعضهم أن رفع قيمة ومكانة المعلم لا يكون إلا بعمل قومي، ويرى آخرون أن المكانة تبدأ من أستاذ الجامعة ليعمل ويعلم بحرية كاملة تؤدي إلى تنمية التعلم الذاتي عند المعلم.
كيف تفكر النخب العربية
من خلال إبراز وإظهار الموروث الإسلامي ، ونجد أن آخرين يركزون على أساليب التعامل مع المستقبل ، وكذلك ربط المعرفة العلمية بالحقائق، ويقودنا تفكيرهم بالتركيز على المضامين المستقبلية للتعليم ( كإنسانية التعليم ودوره في المجتمع، ديمقراطية تكافؤ الفرص ، ووظيفة التعليم للتنمية ، والعمل والابتكار.
ملامح التردي
1-انكشاف قطري أمام الثورة التكنولوجية الثالثة.
2-الإفراط في التبعية للخارج ، وتدهور أوضاعها الاقتصادية ، وزيادة مديونيته.
3-تفاقم المشكلة السكانية.
4-زيادة معدل البطالة نحو( 25%) وارتفاع نسب التضخم إلى (20% ) والأمية الأبجدية قد تصل إلى (45% )، والأمية الثقافية (80%)، والأمية الإلكترونية إلى( 97% ) .
5-هامشية نتائج التنمية العربية،.
6-غياب العدالة الاجتماعية.
7-سيطرة النخب الحاكمة .
8-شيوع قيم مجتمعية أصبحت القيمة للمؤهل العلمي وليس للممارسة .
ولهذا سيكون التعليم جزءاً من هذا الواقع ، وسيسعى التعليم إلى تكريس التجزئة والتخلف ، وسيعجز عن تنمية الشخصية العربية، وتنمية الإبداع شعار في ظل سيادة المؤهلات ، والتعليم بنكي تلقيني، وهكذا يستمر قتل مَلَكة النقد والتفكير، ووسط عالم يزداد ترابطاً ، يتاح للبشر فرص التعبير عن آمالهم في المستقبل ، وإن لم نتح مثل هذه الفرص في مدارسنا وأفكار معلمينا ، فإن المعلمين يخاطرون بخلق أجيال عاجزة ، يحتاج إلى توافر نوع خاص من التدريب والتأهيل القائم على المعرفة
رؤيا إصلاحية ( عربية )
فيها الفرضيات التالية :
1-إدارة تعليمية تطبق برامج تعليمية وإدارية متقدمة.
2-كذلك اعتماد مضمون جديد في التعليم.
3-خلق كفاءات مهنية .
4-وجود الإرادة السياسية .
5- ديمقراطية التعليم.
6-تعزيز القيم التنموية الاجتماعية.
7-التعليم العالي الأصل أن يمتاز بالكفاءة وخدمة قضايا المجتمع.
إشكاليات تقدم التعليم في الوطن العربي

وتبرز عدّة إشكاليات :
1-تنمية بشرية مشوهة ، ولا يزال الكثيرين بلا تعليم إذ أن الأمية في الوطن العربي تصل إلى ما يقرب ( 26% ) أي ما يعادل ( 60 مليون .
2-تفاقم الفجوة بين الخطاب الرسمي والواقع.
3-تعظيم التمايز.
4-ارتفاع الكلفة على انخفاض المردود
5-غياب التخطيط المستقبلي
6-السياسة العربية في إعداد المعلم ، ما زال يغلب عليها صفة الاستعجال والارتجال
7-كذلك أن السياسة التربوية بطيئة في تقبل ما هو مستحدث وجديد
8-إن السياق الثقافي يفرض أو يحدد طبيعة الإصلاح والتجديد ،و في أن تسند إلى فكر مبدع وخلاق ، تقوم فيه المدرسة بدورها، والمجتمعات العربية محاربة لنظم التغيير، ولكن تتوافر شروط موضوعية للأحداث تؤدي إلى تحولات حقيقية ، ومع ذلك هو أمر ليس بالمستحيل حينما تأتي التحولات العالمية الجارفة .
وفي هذا قد نعوّل على الإجراءات التالية في إعداد السياق التعليمي العربي :
1.الارتكاز إلى المدرسة ونقل بعض الصلاحيات .
2.إقرار منطق المنافسة .
3.اعتماد معايير وطنية للجودة.
4.دراسة الخصائص التنافسية لكل قطر وإقليم في المنطقة .
الدور المستقبلي
في النظرة البرجماتية هو امتداد للماضي والحاضر، ويعتمد في قراءته للمستقبل على نظرة كلية للتطور الاجتماعي ، فهو يعتمد على التنبؤ الاجتماعي، وتوسع دائرة الخطاب المستقبلي .
واستشراف المستقبل من خلال تقليل فرص المفاجئة في المستقبل، والذي يمدنا بأساس سليم لاتخاذ القرارات طويلة المدى ، من خلال الرؤيا أن التربية نظام متكامل ، وهذا النظام له محتوى اجتماعي وسياسي ، والذي بدوره سيؤدي إلى تصميم بدائل تربوية مستقبلية معقولة .
إن نوعية المستقبل رهن بنا نحن اليوم، على أساس أننا نبني المستقبل الآن، فإذا بنيناه بروج متفائلة فإن الناس سيتخذون التدابير الواقعية الضرورية واللازمة لبناء هذا المستقبل.
ومن مقولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في نظرته إلى المستقبل ( لا تطبعوا أولادكم على أخلاقكم ، فإنهم مخلوقين لزمان غير زمانكم ) . فمصير العرب ومستقبلهم يتوقف على الكيفية التي بها سيعدون أبناءهم تربوياً .
والدور الجديد للمعلم في التعليم المستقبلي للوطن العربي
تدعو جميع التوجهات الحالية والحديثة منها إلى فهم جديد لدور المعلم، على اعتبار أن مهنة التعليم مزيجاً من الإحساس والتذوق الفني والممارسات المبنية على أسس ومرتكزات علمية وإعطاء المعلم دور أكبر لممارسة سلوكه بحرية واستقلالية. وعلى اعتبار أن المعلم يقود سفينة المستقبل فهو الربان والقائد الذي يوجه السفينة ، لذلك نجد أن له عدّة أدوار تفرضها ظروف متطلبات الحياة المتطورة
الثورة العلمية الثالثة
وتعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة ، حيث أن حجم المعلومات تضاعف في السنوات الأخيرة ، بما يساوي ما قدمته البشرية طوال تاريخها .
1.التغير الاجتماعي المتسارع تغير في القيم والعلاقات الاجتماعية نتيجة التقدم المعرفي الهائل .
2.الانفتاح الإعلامي وتقدم وسائل الاتصال السريع عبر الأقمار الصناعية .
3.تغير الأهمية النسبية لقوى وعلاقات الإنتاج ، ونحن كعرب بدورنا لا بد من الاستفادة ، ماذا يخطط العالم للقرن الحادي والعشرين .
ويرى زاهر ( 1990 ) في استطلاعه لآراء ( 1000 ) شخصية فكرية وأصحاب قرار في الدول العربية ، أن مستقبل التعليم يعتبر الأساس لمستقبل الأمة العربية نجاحاًَ وإخفاقاً ، ومن هنا تأتي أهمية النظر في مستقبل التعليم العربي .
وفي الحديث عن الثورة الديمقراطية في نظر مفكري الغرب أنها الحقيقة ليس في اختيار من يحكمني، ولكن في النظر إلى العقل الذي لا يعمل إلا في ظل حرية كاملة،
كذلك الحاجة إلى ترجمة النظريات إلى شعارات حول دور المشاركة الرئيسة في كافة المستويات على الصعيدين الرسمي والشعبي،
قيادة التغيير
يمارسها المعلم كنمط ضروري للانتقال بمؤسساتنا إلى القرن الجديد، بما يتضمن من رؤية لما سيكون الدور الذي سيقود التغيير، تؤكد إبراز الاتجاهات الحديثة على أهمية قيادة التفكير، كجزء من القيادة الإبداعية التي عليه مستقبل المؤسسة التعليمية، هذا النمط أو الدور لدى المعلم يخلق رؤيا جماعية مشتركة تخلق الحماس من خلال كسب ثقة العاملين ( الطلبة )، بما يوصلهم لأداء أدوارهم المتجددة بكفاءة وغالباً ما ننطلق من ميول المعلمين واهتماماتهم ، وغالباُ ما يؤكد من خلال هذا الدور على تنمية الأسلوب العلمي في التفكير وحل المشكلات ، وإيجاد استراتيجيات جديدة للتعليم.
دور المعلم في ضوء معايير الجودة الشاملة
وضع نظام للجودة أطلق عليه (ISO9000 ) ، وأصبحت هذه المعايير تطبق على التعليم وأصبح الحصول عليها ميزة تنافسية، فالمؤسسة التعليمية التي تتوافر فيها هذه المعايير لها أولوية في سوق العمل، ويتم الحصول على نظام الجودة وفق معايير الأداء المعتمد في تحسين النواتج الفردية ، وتوظيف كل الإمكانيات ولا تزال بعض الدول النامية تخشى تطبيق هذا الدور في النظم التعليمية على اعتبار أنها آلية الاستعمار الثقافي، وقد ينبع الخوف من هذا الدور لأن معظم هذه الدول ومنها العربية تفتقد إلى الثقافة الناقدة ومراجعة الذات.
دور المعلم في التعليم الإلكتروني ( الحاسوب )
وقد كان للقدرة التفاعلية بين الطلبة وجهاز الحاسوب في عرض المواد التعليمية بسرعة كبيرة تتطلب من المعلم أن يكون دائم الاستعداد ، وليس فقط كمستخدم للحاسوب في دور تقليدي ، وإنما كباعث لروح ومبرمج لعناصر استخدامه بما يحقق أن يكون وسيلة تعليمية جيدة.
دور المعلم في عصر العولمة
هذا التحدي يفرض على المعلم العربي ووفق نظام تعليمي متجدد فهم المدخلات التربوية ومخرجاتها ، وكذلك بتخطيط سليم وربط الخطط التربوية بخطط اقتصادية واجتماعية ،تؤهلنا دخول العولمة كواقع لا بد من التعامل معه في الإطار الواقعي الصحيح وربما التساؤل مع أو ضد العولمة سيكون في ضوء تحديد سمات وقدرات الإنسان العربي في التحدي والمواجهة
الخاتمة
وفي ضوء ما ذكر سابقا فإن الدور الذي ينتظر المعلم في المستقبل سيكون دورا عمليا يتفق والمهنية التي تنطلق منها عملية التعليم ، على أن لا يفهم من ذلك أننا نلغي دور المعلم كإنسان أنموذج تبقى صفاته الشخصية مصدر تأثير على المتعلمين مهما نوّع في أساليب التدريس واستثمر وسائل التكنولوجيا المتطورة .
وهذا يتطلب ،منّا تجاوز ملامح التردي الذي تعاني منه سياسة التعليم في الوطن العربي ،وإجراء البحوث العلمية التي تتواكب مع كل جديد في تطوير عملية التعليم،والوقوف على كل جديد من برامج التدريب المختلفة .
هذا بالإضافة إلى ضرورة استيعابنا العملي لما يتوصل إليه من تطور في مجالات التكنولوجيا ،وقدرتنا على استيعابها والتعامل معها .
وفي زمن تشهد السياسة التربوية في الوطن العربي ومن بينها الأردن تقدما في الإصلاحات التربوية ، دخلنا فيه إلى تسليع المعرفة أو ما يسمى بالاقتصاد المعرفي ، وما يترتب على ذلك من الضرورة إلى نظرة تجديدية للأدوار التي تنتظر المعلم والمهارات والكفايات التي يجب أن يتصف بها ؛ كي يكون قادرا على التفاعل مع هذا المنحى المنهاجي من اجل تحقيق نتاجات مرغوبة تتمثل في أجيال قادرة على خدمة وطنها و أمتها بأسلوب علمي فريد .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 95888
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم