حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9067

شارع صدام حسين

شارع صدام حسين

شارع صدام حسين

16-02-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

أوقفت سيارتي على يمين الشارع الرئيس المطل على حي الرميثيه في المزار جنوب الكرك، ابحث عن الشارع الذي احدث أزمة سياسية وأحرج حكومات وحرك سفارات، كان لا بد من الذهاب هناك والوقوف على ارض الواقع والتعرف على معالم الشارع والاطلاع على الإحداثيات المكانية التي صنعت كل هذا التشنج والاستنكار حتى بات حي الرميثية الساكن الى غرب الطريق المتجه الى قرى جنوب الكرك اسماً تناقلته وكالات الأنباء والمراسلات الدبلوماسية ، مثيراً حوله زوابع وعواصف الأزمات في وقت اتسعت فيه مدارات الأزمة العربية لتطال الشوارع والتلال وكأنها جزعت من صراع المال والزعامات والمصالح . بيوت حديثة البناء وأخرى قديمة امتدت عبر الأفق أمامي لا تزال هناك بعض تراكمات الثلوج التي انزوت في" المذاري" شاهدةً على شدة المنخفض الجوي الذي زار المنطقة التي ترتفع أكثر من 1200 متر عن سطح البحر، والذي اكسبها أجواء خاصة زادت من جمالها وخصوصيتها الدينية في جوار، أضرحة الصحابة رضوان الله عليهم جميعا أبطال معركة مؤتة الخالدة . لحسن حظي كان هناك شاب صغير يحمل حقيبة مدرسية على كتفه ويداعب بكلتا يديه كرة ثلجية جمعها من بقايا الثلوج المترامية على أطراف الشارع ..توجهت الى الشاب وطلبت منه أن يُشير لي على موقع الشارع "الأزمة"وبدون أي تردد رمى كرة الثلج من يديه ووضع حقيبته المدرسية على الرصيف من اجل أن يوضح لي اتجاهات الموقع بحريه ودقه وحماس !..تردد قليلا وهو يمد يده نحو الغرب على امتداد النظر ..ثم طلب مني أن أسير الى الأمام أكثر من عشرة أمتار ليتسنى له أن يقرب لي المشهد المطلوب ..سرت معه قسم من الطريق وهو يحاول توجيهي لرؤية الموقع بدقة..لكنه عاد وتردد من جديد طالباً مني أن نعود الى مكاننا الأول، لعله يقرب لي المشهد أكثر ..ومن تردده فهمت انه لا يمكن مشاهدة الشارع من مكاننا، لاختفائه بين البيوت، فكل الشوارع التي نراها هي المتجهة الى الغرب مباشرة أما التي نفذت شرقا أو غربا فلقد اختفت بين البيوت ،وحتى لا يضيع على نفسه فرصة خدمتي وتلبية حاجتي، قال وقد توجهت أنظارنا باتجاه الغرب :شايفه هذااااك "الزول"الذي يسير باتجاه الغرب ؟؟ حاولت أن أركز جيداً.لكن لم يسعفني نظري لرؤية شارع أو "زول"!!..ثم ركزت أكثر وأكثر حتى شاهدت شيء يتحرك في البعيد يوشك أن يختفي في الأفق.. قلت:نعم.. نعم ..هل هذا شارع صدام حسين ..قال :لا..لا ..بعد هذاااك "الزول".. في دخلة الى اليمين..هذا هو شارع صدام حسين !!.تستطيعين الدخول الى هناك من هذا الشارع الفرعي..لكنك ستضطرين لعبور بعض الشوارع الترابية قبل الوصول إليه !! شكرته على جهده الكريم بعد أن أصر على اصطحابي الى بيتهم القريب وتقديم واجب الضيافة ..كان إصراره رغم صغر سنه فيه رجولة وثقة وحمية الشرفاء الذين اعتادوا على الطيب والكرم واتساع الصدور التي تنتشي فيها ذكرى الأجداد والآباء ورائحة الأرض التي امتزجت بدماء الشهداء! نعم هذا هو شارع صدام حسين في المزار/ حي الرميثية ،شارع نافذ بين بيوت البسطاء جيران الصحابة ،لا تقع عليه أبراج ولا سفارات ولا مولات ولا حتى محلات تجاريه مجرد بيوت لأناس فيهم من العروبة ما يثير القلق ويفتح الأبواب لأعاصير وأزمات تعصف بسهوله، بأشباه الرجال في زمان تحولت فيه المفاهيم وتشقلبت السياسات! هناك وقبل أن تغادر المكان.. تتسارع دقات قلبك هيبتاً وعزاً، وأنت تستشعر صلابة الحق والعروبة في وجوه الناس، الذين اختزلوا في قلوبهم الوفاء مخازن.. والأصالة أعمدةً ترتفع فوقها بيارق العز والفخار الأردني..سلامٌ عليكم ساكني جوار جعفر الطيار وزيد بن الحارثة وعبدا لله بن رواحه ..سلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!








طباعة
  • المشاهدات: 9067
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-02-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم