بقلم :

أحييكم وأقص عليكم هذه القصة علكم تجدون طريقة لانقاذ ابنائنا واهلنا الذين يسافرون مستقلين باصات شركاتنا الاردنية. أنا مواطن أردني مغترب في السعودية أعيش لوحدي بعيدا عن أبنائي لمدة 7 سنوات ، أبنائي يعيشون في الاردن وذلك لصعوبة إكمال دراستهم في السعودية ، ويستغلون كل عطلة مدرسية ليحزموا أمتعتهم ويسافرون للرياض لقضاء مدة العطلة معي بالرياض، وأنا حضرتي أكون انتظر قدومهم يوم بيوم وساعة بساعة ، فقلت لابني محمد الذي يدرس المحاسبة في الجامعة الأردنية بالسنة الثانية وطلبت منه أن يحجز لامه واخيه واخته الصغيرين مع شركة باصات محترمة أعرفها جيدا ومعروفين بباصاتهم النظيفة والجديدة والتزامهم بالمواعيد ، فذهب محمد ليحجز ولكن الشركة قالت انه لا يوجد لديهم رحلات للرياض حاليا ، فاضطر ابني للذهاب الى شركة أخرى تسمى التاج وحجز لاهله معهم يوم الثلاثاء 5/1/2010م ، وفي اليوم الموعود وصل محمد اهله للمكتب ووجد أن الباص وضعه لا يطمئن من حيث نظافته وقدمه ونوعه (ميتسوبيشي) وسمع محمد أحد السواقين يوصي السائق الذي سيقود الباص إلى الرياض ويقول له ( دير بالك امشي على مهلك وخليك صاحي) فسأل محمد السائق وقال له شو مالو الباص هل فيه مشكلة ، فقال لا بس حبيت أوصي السائق بالتمهل والحرص، المهم طلعوا الناس بالباص وتوكلوا على الله ، - أول شي أخبر مسؤولين بمكتب الشركة أن السعودية تمنع دخول زيت الزيتون وطلبوا من الركاب التوقيع على التخلي عن ما يحملونه من زيت اذا قامت السعودية بمنع دخول زيت الزيتون ، ولكن الركاب كل واحد مجهز مونته من الزيت والزيتون وقالوا احنا وحظنا اذا دخلوا الزيت خير وبركه واذا منعوه فلا حول ولا قوة الا بالله، أتاري شباب المكتب قالوا هالكلام علشان محضرين 17 تنكة زيت ناويين ياخذوها للسعودية كتجارة وقاموا بتوزيع تنكة على كل راكب، - ثانيا تحرك الباص من عمان كسلحفاة تنوي قطع مسافة 1500 كم من عمان الى الرياض ، وصل الباص للحدود السعودية وتحرك بعد التشفتيش وخرابيط الحدود وبعد قطع مسافة 300 كلم شب حريق في الباص في منطقة المحرك ، وستر الله الركاب وتمكنوا من النزول بدون اصابتهم بأذى ، ولكن وقوف الباص كان في الساعة 11 ليلا وفي وسط الصحراء المقطوعة إلا من الدفاع المدني والشرطة السعودية التي هبت لنجدتهم ، تم اطفاء الحريق وقام السائق بتشغيل الباص مرة اخرى ووجده سليما مش عارف كيف وطلب من الركاب الصعود ثانية لاكمال الرحلة ، ولكن الشرطة منعته من التحرك وطلبوا تزويدهم بباص بديل لاكمال الرحلة ، وهب باص آخر كان على الحدود تابع لشركة أرابيلا الاردنية ، ووصل بعد ثلاث ساعات من معاناة الركاب الذي كان أغلبهم أو جميعهم نساء وأطفال جالسين في الصحراء يعانون من شدة البرد والخوف ، طلعوا الركاب على الباص الثاني ومشوا ما يقارب 300 كلم ، ثم تعطل الباص الثاني واوصل الركاب الى استراحة بوسط الصحراء تفتقر الى وسائل الراحة ، وابلغ السائق الركاب بان الباص فيه خلل في الفرامل ولا يستطيع اكمال الرحلة، عندها اتصلت النساء من الركاب مع الشرطة وطلبوا النجدة وحضرت الشرطة سريعا ولكن لم تستطيع الشرطة تقديم أي مساعدة لهم بحجة انه ما في باصات قريبة، ولكنهم اتصلوا بوكيل شركة التاج للباصات واخبروهم بما حدث وطلبوا انقاذ الركاب بباص آخر، بعد مضي أكثر من 12 ساعة ارسل الباص الثالث ووصل الركاب الساعة 11 منتصف الليلة الثانية ، طبعا المساكين الركاب قضوا الليلة الثانية بالصحراء ، وكانوا محبوسين في الباص خوفا من البرد ومن المتطفلين الشباب السعودي الذي تجمعوا بسياراتهم وبدأوا بالتفحيط والتزمير والتطقيس علشان شموا رائحة حريم في الباص ، والشرطة كانت تروح وتيجي ولكن ما كانوا واقفين مع الباص لحمايته من الكلاب الضالة الآدمية. وكانت اذا احتاجت النساء للذهاب للحمام كانوا يذهبون كمجموعات خوفا من التعدي عليهن، كنت على اتصال دائم مع عائلتي وقلت لهم اني ساسافر لمكان انقطاعهم ولكن زوجتي قالت لا تيجي لانه في باص قادم لنجدتنا بس طال انتظاره وكانوا الحريم اتفقوا على أن لا تغادر أي منهم الباص لكي يبقوا مجموعة تقوى على مقاومة الشباب الطائش. المهم كما قلت وصل الباص الثالث بعد انتظار 12 ساعة وقام بتوصيلهم الى الرياض واستقبلت عائلتي ووجدتهم منهكين خوفا وبردا وجوعا وحمدت الله على سلامتهم وبقوا لمدة يومين ارجلهم وارمة من طول الجلوس بالباص. الحمد لله وصلوا بالسلامة بعد رحلة عذاب ، ولكني قطعت عهدا على نفسي أن لا اسفر ابنائي مع أي من الباصات الاردنية أو السورية لانهم كلهم عبارة عن مكاتب نصب سواء اداريين او سواقين والمهم عندهم هو تحصيل الاجرة ولا يهمهم ما يمكن ان يحصل للركاب في الطرق الصحراوية الطويلة المخيفة. وللعلم الرحلة غادرت عمان الساعة الثانية ظهر يوم الثلاثاء 5/1/2010 ووصلت الرياض الساعة 7 صباح يوم الخميس 7/1/2010. في أحد أقاربي كان معه شاحنة يحمل بها مادة الاسمنت من الاردن ويدخلها الى الضفة الغربية المحتلة من قبل عدونا الأبدي اليهود ، ولكن اليهود كانوا يقومون بفحص كل شاحنة او مركبة تدخل لجانبهم واذا كان فيها أي عيب مهما كان بسيطا كانوا يمنعون هذه المركبة من الدخول الى طرفهم ، فمتى ستقوم وزارة النقل بالاردن بفحص المركبات التي تقل آلاف الركاب من الاردن الى دول الخليج والتأكد من سلامتها وصلاحيتها للسير على الطرق؟ قصة أضعها بين ايديكم لتصيغوها بطريقتكم واسلوبكم الظريف والخفيف للاهتمام لهذا القطاع من النقل الآدمي. والله يعطيكم العافية