بقلم :

كان يا ما كان .كان هناك قبيله عربيه تعيش على الزراعه والرعي وتشرب من الماء في واحة صغيره في الصحراء .وكانوا يزرعون ارضهم بالقمح والشعير والبرسيم وكذلك الاشجار المثمره كسياج على المزارع تصد عن الارض وما بها الرياح والسائب من الحيوانات الداجنه والمفترسه .وكانوا يعيشون في بحبوبه من العيش ويشعرون بالسعاده المغموسه في التعب والشقاء وقيظ الصيف وزمهرير الشتاء وهم قانعون راضون وحامدون ربهم على نعمائه الكثيره .وكان لهم شيخ كبير هو كبيرهم وعمهم .وهو من يضرب الاعداء بسيفهم .وهو من يتصف بحصافه في الراي وشجاعه ترد الغزاه .فكان هو السيف وهو الكرم .ولكن كان به عيبا واحدا وهو انه لا يقبل من ينتقده او ينبس بكلمه عنه او حتى عن بعيره اللذي يمتطي ظهره كلما حل او ارتحل . وقد سمعنا انه كان يضرب بالسيف عنق اي واحد من رعيته ان هو قال عنه "ان عين البعير مكحوله ". وكان هذا الشيخ ان حطت رحاله في ديرته فانه يطلق هذا البعير ليرعى في ارض الله من خشاش الارض وزرعها فتجده لا يهمه الشجر ولا الزرع ولا حتى الحجر .قيقصف من هذه الشجره المثمره اعلى اغصانها .وهذه يحتك بجذعها فيكسره ان لم يلويه .ويتعدى على الاخضر واليابس ولا يسلم من شره مزرعه ولا مزارع حتى انه كان يتعمد الجري في الارض المحروثه حديثا ويبرطع فيها فتتلبد الارض المحروثه تحت خفيه العريضين . اجتمع الناس في هذه الواحه ليتدارسوا امر هذا البعير الهامل واتفقوا ان يشكوه الى شيخهم وان يذهبوا جميعا ويقدمون هذه الشكوى وبعصبه كامله لا يتخلف عنها رجل واحد سواءا اكان متعلما ام غير متعلم وحددوا يوما واتفقوا عليه .وما ان وصلوا الى مضارب شيخهم حتى قام مستبشرا وفرحا وحياهم فردا فردا مرحبا ومسهلا بهم .وعانقهم فردا فردا وتبادل معهم" بوس الحى والشوارب " واكرم وفادتهم وصب لهم القهوه الساده .وبعد ان خطب فيهم مرحبا وانهم عزوته وربعه الذين يشد طهره بهم سألهم عن سبب زيارتهم . فساد صمت طويل وراحت العيون تزوغ هنا وهناك لعلها تجد من يجد في نفسه الشجاعه ليقول للشيخ مطلبهم . وهنا وقف من بين الجمع رجل معروف بالحكمه والشجاعه والعلم والثقافه ويفهم في الاصول والمعقول وله بيان ساحر ولغه رصينه .فقال بعد ان بلل فمه برشفة ماء بعد ان جف ريقه :البعير يا طويل العمر . فاحمرت عيون الشيخ وقال بصوت منخفض وهو يكظم غيظه الواضح في نظرته :ماذا به هذا البعير الغالي . فتنحنح الفصيح واضاف :يا طويل العمر انه بعير وحيد هائم في المزارع لا يؤنسه رفيق ولا حتى ناقه لهذا جئنا جميعا نرجوك وفي هذا الزمن الصعب والموقف الجريء ان تشتري له ناقه تكون له رفيقه ومؤنسه فلا يصح ان يبقى هكذا وحيدا ونحن نريد ان نرى له خلف من نسله ومن ناقة عربيه اصيله ومعروفه .وقد اتيناك الى هنا لنتبرع بثمنها وانا سوف افتح باب التبرع للبعير .وارجوك ان تقبل مني كأول فرد يتبرع بخمسين اوقيه من الفضه وسوف يكمل جماعتي واهل عشيرتي عملية التبرع لهذا البعير الجميل الذي ندعوا الله ان يطول بنا العمر لنتبرع لاولاده واحفاده من البعارين الغاليه على قلوبنا جميعا ... asnan33@hotmail.com  

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا