حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,21 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2538

الكاظمون الغيظ

الكاظمون الغيظ

الكاظمون الغيظ

26-10-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الكاظمون الغيظ د.حسن فالح بكور نقرا كل يوم في الصحف المحليه ونشاهد على شاشات القضائيات ,ونرى بأعيننا أحداثا تقشعر لهولها الأبدان ,وتتقزّر من سماعها الآذان شخوصها الثانوية كثيرة وأبطالها المحوريون يتفننون فن أشكال المكر والخديعة, وتكون الضحية شخصيه مؤمنة, تربت منذ الطفوله في الإيمان ومدارس الرحمن, ودفعتها غيرتها الايمانية ومشاعرها الدينيه الى انتزاع النرجسية ، والخروج من وحل الأنانية إلى إسباغ آلاء الله والخيرات على المحرومين ممن ضاقت بهم سبل الحياة, أو تاهت بهم في البحث عن قارب النجاة وسط زحام الأمواج العاتية المتربصة بسفن حياة البشريه. فكّرت مليا وقلت في نفسي : هل أنا يا نفس مخطىء وسواي من الأقران والأصحاب هم بمنازل يوسف وداود وهود ويونس من الأنبياء في صالح الأعمال ؟ خاطبت أهلي وأنا في حيرة من أمري: يا أيها الأحبة ما بال رفيقي وابن عمي وصديقي وبعض جيراني يزرعون الشوك أمامي ويحصدون من طريقي عبير الحياة، ويدحرجون على ملجئي كرات من النفايات، ويقذفونني على رؤوس الأشهاد بقنابل الشتم والسبّ واللعن, فتمضي كالرًعد تزلزل جوانحي وأوصالي ، رموني ـ سرا وعلانية ـ بلا ذنب اقترفته بأطنان من بذاءات اللسان، ويقولون لي: كريم وابن كريم, كنت وستبقى وتشهد على ذلك الأزمان ، وحينما يتوارون عن الأنظار يقولون مبذر، ومسرف, يسعى إلى السيادة والسلطان. وأحيانآ يكونون عند حاجتهم كالحمل الوديع على مداخل الدّور كالشحّاذ، يتباكون كالنساء اللواتي فقدن أعزّ الأبناء، وحينما تمتلئ جيوبهم بالهبات والصدقات يعود ون الى دورهم تعلو صيحاتهم وتدوي في الآفاق: مسكين لا يميّز الدّرهم من الدّينار، وإذا ما جارت عليّا الأيام -وما أكثرها- أروح إلى سجلّ به سطّرت أسماء الأحباب والرّفاق، وإذا ما اخترت واحدا أسرعت إليه أبسط في فنائه حاجتي, وأنا واثق من النًوال والعرفان، فإذا به ناكرٌ للجميل وما عاد إنسانا كما ظننت أنه من دم ولحم وأحاسيس كغيره من النَاس، أذكّره بعهد كنت إلى جانبه في السراء والضراء, إذا أحسست به عطشا أسقيته زلال الماء, وما تبقّى أتجرعه ونفسي تأبى الملح من الماء, وإذا استشعرت بهمّ ينتابه أو يعلو جبينه, مسحت الآلام ونكد الحياة من فؤاده المكلوم, وتدفعني النفس الى الإيثار,فأدشّن جسرا من فؤادي يحمل إلى فؤاده المجروح أسباب السعادة وديمومة الحياة ، واذا ما أحسست بنوائب الدهر نشبت أظفارها في أردانه وكبده الملتاع ، أيقظني الضمير وخاطبني: تنام و صاحبك تنهشه مخالب الأيام ؟وعلى الرغم من عذاباتي وجراحاتي, أنهض من فراشي, لأمتشق سيفا وأطير به ,أدفع عن صاحبي عوادي الزمان ،وحينما من كبوته يستفيق ويغمره القدر بالمال ، وينبت الربيع في صحراء دربه المعتاد ،ويتفجّر من صخرة دنياه رقراق الماء ،ويستظل بأشجار وارفة الضلال ,بعدما كانت خريفا ً في كل الأيام ، وحينما تمطر سماؤه بالخيرات ،يدفعه الجشع والشحّ على امتشاق الشر, يشهره في وجه من كان بالأمس رؤوفا ً بمصيره المنهار، لابل يكون مفترسا ً من حيوانات الغاب ، ويتيه على الداني والقاصي بكبره المخبوء, حينما كان يتلوى جوعا على المزابل, يبحث عن فتات اللحم والعظام مع الكلاب . ويكشّر عن أنيابه التي كنت أحسبها بريئة لا تعض البريء مهما جارت الأيام ، لكنها الانياب التي فاقت ببطشها مخالب السّباع ومكر الثعالب في الغابات . يا أيها المسكين عند الشدائد وتكالب المحن, هوّن على نفسك وأخشى الواحد الديّان، لا تقل أنا الآمر الناهي, حينما تتقوّض من طريقك الشدائد ونكبات الليالي ،لا تتنكّر لصنيع الأقارب والأصدقاء, وترمي بها تحت الأقدام ،فلربما رمتك الأقدام في مقبل الأيام من وتيرة الفراش إلى مرابط الخيل في الخانات . أراك عصي الصّبر والود ولاتحفل سوى بالقيل والقال, لسانك أرخيت له العنان بالزور والبهتان ، وخاض الأباطيل في مجالس الصغار, ونافس في صغائر المسائل والحكايات ، فانحططت إلى الحضيض, تمرح في اللهو مع الصبيان ، يقودونك وأنت مسلوب القيم والأخلاق إلى منازل الأذلّين في كل ناد وواد، ومرارا وتكرارا ً وعبثا ً حاولت إيقاظ ضميرك الغافل الساهي , لكن فكرك الممزوج بالصفوان وأحاسيسك الملطّخة بخصال الذل والعار ، أبت الصعود إلى مدارج الرقي والسمو في صفوف الرجال ,فأنت حقيقة تتلبّس صورة الإنسان, وفي جوهرك شيطان, لا بل أنت مدرسة يتخرج على يديك –وأسفاه- شياطين الإنس والجان، من أجل ماذا تؤسّس هذه النماذج المفسدة لجيل الشباب ؟أظنك وضعت في الحسبان الغاية تبرر الوسيلة مهما سقط في الدرب من الأحباب ، وتكشّفت أوراقك المبعثرة, ودوّت في الآفاق, بعدما صدأت وران على سطورها عفن الأيام . فيا أيها السادر في الغيّ والضلال والجهالة الجهلاء, كفاك, رويدك ،مهلا ً ،عد إلى الحق واسلك سبيله, فهو النجاة من كل عظيمة وكرب وشان ، فهلاّ غرّدت على سرب النجاة. إنها الحياة تحضن في صدورها الصالح والطالح من الناس ، وعلى مسرحها يلهو في نواديها كل من طغى في الارض بغير الحق, ولم يخف خالق الأرض والسموات ، وفي زوايها نجد أناساً يرتّلون الآيات, ويخشون الواحد الأحد الفرد الصمد, ولايسلكون فجاج الفجّار ، وفي نهاية المشوار يكون الفوز والنجاة لقارىء القرأن ، والخزي والعار لمن تنكّب جادة الحق وطريق الرحمن ، وتنكشف سوءة اللاهثين الماكرين وارء سراب الباطل ,والغش وكيد الشيطان ,فلا تتنكّر أيها الإنسان لعمل الخير, ومن رعاك في حالك الزمان ,ولا تتطاول على الناس بلسانك اللعين ,فكل الناس للّسان مالكون , وعن لسانك يتحاشون ,ويكظمون الغيظ, ويتناسون الشرور ,ويؤثرون الآخرين على النفوس ,خوفا من الله لا من الناس مرضى العقول والقلوب . ما أحوجنا اليوم –وقد ضاقت بنا السبل – إلى ردّ الجميل بالجميل ,وخوف الجليل قبل الرحيل ,وضبط اللسان عن قبيح الكلام قبل الوقوع في مستنقع الآثام ,ونكران الذات, ومحاسبة الضمير, ودفن شهوة الجشع , وردم الطمع مهوى الردى قبل حلول الغروب ,ولات ساعة ندم ,فهل نحن فاعلون ؟أم ما زلنا نتيه في صحارى الحياة نلهث وراء السراب نحسبه ماء؟فيا أيتها النفوس المريضة عودي إلى مشفاك ,ومشفاك ليس بالفجور والعصيان ,ولكن بالقرآن الذي جعل الله فيه شفاء لكل عاص ,فهلمّوا أحبابي إلى رياض الله نستقي من مناهلها علوم السعادة في الدنيا وآخرة هناك في الجنة أو النار .








طباعة
  • المشاهدات: 2538
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-10-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم