حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,16 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 18202

مراهقة ساخنة ووعي متأرجح

مراهقة ساخنة ووعي متأرجح

 مراهقة ساخنة ووعي متأرجح

18-10-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 تعتبر فترة الشباب من أكثر المراحل حساسية في طور نشأة الكائن البشري ، وذلك نظراً لكونها تشهد إنقلاباً سلمياً من طور الطفولة إلى فوهة البركان الثائر الذي يسمى المجتمع ، الذي يهدأ تارة وفي تارة أخرى تجده ينفث حممه في وجه كل من يقف في طريقه ، وهكذا هي الفئة الفتية تريد دائماً التحول من مرحلة الإنقيادية على واجهة القيادية ، في مسيرة قد يرى بها من حولهم تسرعاً أهوج . إذاً الهدف هو الوصول إلى غاية الإستقلالية الفردية بجميع أشكالها والطرائق ضمناً مختلفة سواء أكانت مُرضية بنظر المحيطين أو غير ذلك ، وفقط المرئي هنا هو الولوج إلى ساحة الوغى لا البقاء في الصفوف الخلفية مشاهداً لا أكثر . تشهد هذه الفترة عند البعض من شباب هذا العصر في ظل الظروف الحالية بمؤثراتها الإجتماعية والإقتصادية ، حالة من التصادم مع قيم مجتمعية ترسخت في أذهان الكثيرين ، يراها بعضهم غير مقبولة وليست في مستوى رغباتهم ، إذ نعلم تماماً التأثيرات العولمية بجميع أشكالها التي حدت بكثير من أبناء أمتنا إلى الإنصياع وراء أفكار لا تنطبق مع معتقداتنا ، وقد يراها البعض الأخر هي العلاج الأفضل للحد من التراجع لأمة ما ، والحال هنا بالمتغيرات المتبادلة سواء أكانت للغرب على الشرق أو العكس ولها أوجه عدة ، كالدين واللغة على سبيل الأمثلة الكثيرة ، ومع العلم أن ظاهرة العولمة تحمل في طياتها ما هو سلبي وغيره النفعي ومعضلتنا في الشرق تكمن في طريقة النقل التقليدية المتسرعة ، دون أي مراعاة للثوابت القائمة التي تحتاج إلى برهة من الوقت ليصار إلى تعديلها أو قلبها رأساً على عقب إن كانت لا تصب في المصلحة الفردية والعامة . ولسنا نبتغي في حديثنا إصدار الحكم على جهة بعينها متخذين طريق الطرح فقط ، ولكننا نود التلميح إلى مدى تأثير الشباب في بناء المجتمع وتطوره وهم عماد الأمة الوارثة للنتاجات المجدية اللاسوداوية ممن سبقهم ، تحدوهم الرغبة دائماً في الوصول للأنجع والأحدث من ذي قبل متخذين وسائل عدة ، بعضهم يتصرف بروية وعقلانية ، والبعض الأخر يمضي بطيش وتسرع ، ونعتقد جازمين أن الفئة التي تريد التحول للمجتمع بناءاًً على نظرتهم الغير ثاقبة والتي لم تستند إلى خبرة مدروسة وتمعن أي التروي في إتخاذ القرارت على الأقل ، نؤكد أننا لا نريد لهذا التوجه أن يمضي في طريقه لإنه سيكون بحال أسوأ من الذي سبقه ، وأود هنا الإشارة إلى نقطة هامة جداً أبتعد بها قليلاً عن الموضوعية ، وأقول بأنني أرى أن السير بالتطبيق بطريقة ممنهجة ومنطقية هو سر نجاح الفكرة الصائبة دائماً ... وإن خرج الهدف عن الصواب فإن ذلك سيقود صاحب التوجه إلى النظرة الإيجابية ، وهنا يظهر دور المجتمع من حول الفرد الذي سيمنحه الفرصة للمعرفة والسير بالأنجع ، وبالتالي سينخرط في مجتمعه بعيداً عن السلبيات التي كانت تلم به ، وهذا لا يعني بالطبع ضرورة أن يكون الطريق الخاطئ هو الرحم التمهيدي لطور نشوء الأفكار الديناميكية ذات النهج المنطقي المدروس المرجو للبيئة المحيطة . إلى هنا لا يمكن لنا أن نتصور مجموعة ما تخالفنا الرأي فيما سلف ذكره سابقاً ، ولكن ما يؤلم هنا هو الإحباطات والمهبطات للدافع الداخلي عند الشباب الذي يسعى للخير والإصلاح بالطريق التي يتقبلها من حوله والمجتمع المحيط أيضاً ، ولكنه يرتطم بمن لا يريد الخير إلا لنفسه هادماً ما قد يبنى لغيره أو أنك لا تجده إلا مرائياً يريد أن يضع هو بنفسه ذلك .. أو أن الثمن سيكون ترك الفضيلة والسير وراء رذيلة الأنانية الفردية والعصبية القبلية ، مؤكدين على أهمية الهيمنة والتسلط على من حولهم من البشر ويصادرون حرياتهم وأفكارهم وحتى رغباتهم في الإنتقاء. إن تمسك الفرد بصوابية توجهاته وتشبثه التام لذلك الرأي ، وتمنيه الدائم بإنقياد الأخرين له ، كل ذلك قد يراه البعض أمراً مشروعاً لهم ، ولكن ...! ليس عبر الوصاية وفرض الرأي على الأخر ، بل بالروية والتعقل للمضي قدماً وصولاً إلى مرحلة الإقناع ومن ثم التنفيذ ، وعلينا المضي خطوة بخطوة ودون أي فجوات .








طباعة
  • المشاهدات: 18202
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-10-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم