23-09-2009 04:00 PM
قبل عدة أسابيع بدأت محكمة امن الدولة الأردنية بمحاكمة ستة أردنيين بتهمة التشيع ، ونشر " فكر التشيع عن طريق حض الآخرين من فئات المجتمع المختلفة على إتباع المذهب الشيعي والانضمام إليه من خلال عقد اللقاءات وإصدار بطاقات وشهادات نسب للمنتسبين الجدد صادرة عن المجمع العالمي لانساب آل البيت " وطبعا هذا ما آثار حفيظة الكثير من أتباع المذهب الشيعي كما شاهدت في شبكة الانترنت .الذين كالوا على الأردن اتهامات طويلة وكثيرة .
التشيع كمذهب عقيدي وفقهي بالأصل ليس تهمة يحاكم عليها الأردن ،أو التحيز مع مذهب معين ففي الاردن تجد أقطاب السلفية كالشيخ الالباني رحمه الله وطلابه ، وفي نفس العاصمة عاش خصومه كالشيخ حسن السقاف وسعيد فودة وأقطاب الصوفية وفي عمان يعيش مئات الآلاف من العراقيين ومعظمهم من الشيعة ولا يوجد من يحاسبهم على معتقدهم ، ولفترة زادت عن الخمسة عشرة سنة كانت كتب الشيعة تباع علنا في وسط عمان وبعضها كان يحوي جملا وفصولا طويلة عن نقاش عدالة الصحابة والتهجم عليهم ، وانتشر نشاط تشيع كبير في مرحلة ما بعد 1991 و قد اعترض في الأردن قبل عقد من الزمان على مشروع السياحة الدينية الذي كان يجري العمل عليه لاستغلال مقام سيدنا جعفر في مؤتة وحذر من أي تجميع للشيعة . وقد يكون معظم الزائرين من الحرس الثوري الإيراني. وأفشلت الحكومة محاولات عديدة لبناء حسينيات شيعية في عمان " الكربلائيات" وهي أحد أهم طقوس الشيعة .
التخوف الأردني والعربي من المذهب الشيعي ليس من الخطاب الفقهي للمذهب ، أو الاعتراض على سبل اليدين أو جمع الصلوات ومسح الأقدام ، بل نحن السنة نصطدم بشكل مباشر مع العقيدة الشيعية التي تقتنع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بسيدنا علي خليفة وكل من لم يقف معه فقد خان الرسول . نظرية الإمامة هذه بتدعيمها بتأويلات شيعية شكلت الخلاف الطويل الذي امتد قرونا طويلا بيننا وبينهم ، وأثار عداء طويل وخاصة للتعرض لكبار الصحابة الذين لم يقفوا مع سيدنا علي.
العقيدة الشيعية ظلت راكدة بعض الشيء بعد الدولة الصفوية حتى ظهرت نظرية ولاية الفقيه التي طورها الخوميني ، ومن ذلك الوقت أصبح للخوميني والشيعة مطمع في المد الشيعي وتحريك أتباع الطائفة في الدول التي يوجد فيها شيعة كي تتوسع فيها ولاية الفقيه.
الأردن اليوم ينظر إلى السيطرة الإيرانية على العراق ولبنان وعلى حماس في إيران فمن حقه أن يحفظ ساحته السياسية بعد أن أصبح تحت العين الإيرانية .والتي تسعى أن تحاصر إسرائيل من الجهة اللبنانية والجهات الأخرى .
نشر التشيع ليس خطرا سياسيا فقط بل أيضا دينيا وامنيا ، فأخوتنا الشيعة لا يسعون دوما لنشر مذهبهم إلا بعد التشكيك في مذهب السنة ، حتى يفرغوا عقيدتك ويثيرون الشك بها ،وتصبح جاهزا لتلقي عقيدتهم وهذا ما يظهر في كل كتبهم النقاشية ، أو التي تشرح العقيدة الشيعية ومعظمها يبدأ بالهجوم على معتقدات السنة أكثر من شرح مذهبهم، وهذا ما يشكل بعدا أمنيا قد يولد صدام بين الناس ومبشري مذهب الشيعة ، فلن يتقبل سني طعنا بالصحابة وخاصة الإمامان أبو بكر وعمر وسيدة المؤمنين عائشة والإمامان أبو بكر وعمر وحصر العقل والتفسير فقط في أل البيت .وكان الإسلام وراثي وليس أمميا للناس كافة .
ولن ننسى الخلاف الذي نتج بعد حادثة إعدام صدام حسين الرئيس العراقي السابق وما نتج عنه من خلافات عميقة بين السنة العرب وما فعله الشيعة من فرحة يوم عيد الأضحى وكذلك مجازر قوات الصدر وبدر في السنة من تقتيل وتشريد .
بغض النظر عن قراءة البعد الفقهي والسياسي للمذهب الشيعي فإن الاردن لم يسجن المتهميين لنشر فقهي أو مذهبي أو عنصرية طائفية ، بل لاسباب امنية ودينية تعنى الشعب قبل الدولة وتخص العراقيين والشيعة وتحميهم قبل حماية الآخرين ، واستغرب بعد الذي شاهدناه في دولة العراق الشيعية واحداث ايران بعد فوز نجاد في الرئاسة ان يتهمنا أخوتنا الشيعة في العنصرية.
إن اراد الشيعة ان يتقبلهم السنة باخوة ومحبة فعليهم أن يجروا تغيرا كبيرا في خطابهم العقيدي والفهي وينكروا العنصرية المذهبية الموجودة في كتبهم وخاصة امهات الكتب ، ومن ثم عدم استغلال المذهب للترويج السياسي ، لذا نتمنى لو كانت محكمة الدولة الاردنية وضحت أكثر لائحة التهم كي لا يفسر الاكر بهذا الشكل الذي شاهدناه في الانترنت بعد محاكمة 6 بتهمة ننشر المذهب الشيعي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-09-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |