17-09-2009 04:00 PM
مسؤولية المرأة في تقويض أركان المجتمع د.حسن فالح بكور بادئ ذي بدء أود الإشارة إلى أن حديثي يستثني المرأة المسلمة التي اتخذت القرآن دستورا ، ومنهج النبوة سيرة ، وخطى المؤمنات طريقا ، وأما الصنف الآخر فهو محطتي في المعالجة والتحليل . يقولون : وراء كل رجل عظيم امرأة ، ولكن هذه المرأة لها مواصفاتها وشروطها التي تؤهلها لتربية الأجيال وإعدادهم الإعداد السليم فتربي فيهم روح المسؤولية والصبر والتحمل والثبات والإرادة القوية والشجاعة والعفة والود والتسامح والإقدام والمثابرة ، إنها المدرسة التي أسست مناهجها على التواصل مع مبادئ الإيمان والأخلاق الفاضلة الكريمة التي بها تفاخر وتناضل من اجل إعلاء طريق الفضيلة وتعبيد سبلها على تقوى الله والقيم الرفيعة ,ولعل ما نشهده اليوم من كثرة الجرائم البشعة من قتل وتشريد وخصومات ومشاجرات وخلافات وقطيعة وحقد وكراهية ، وكثرة حالات الطلاق والتفكك الأسري وتفشي الأمراض الاجتماعية ، إنما يعود إلى غياب التربية الصالحة ، التي تناثرت جواهرها على قارعة الطريق ، وانفرط عقدها في رمال الصحراء ، بسبب كيد النساء اللواتي لا يتقين الله . إن المرأة اليوم التي لا تخشى ربها - سواء أكانت زوجة أم أما أم أختا أم عمة أم خالة- باتت عنصرا من عناصر تفتيت أواصر العلاقات الاجتماعية وتقويض أركان الطموح والسعي إلى المعالي ووضع الحواجز والعراقيل أمام التواقين إلى تحقيق وتطوير الفكر وتجذيره بما يخدم الدين . ولعل الشواهد على ذلك كثيرة فمنها على سبيل المثال لا الحصر : فتيات كاسيات عاريات في السوق والشارع والمؤسسات والكليات والجامعات ، وسلوكيات خاطئة وتصرفات غير مسؤولة عبر الفضائيات والخلويات والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية ، وحينما توجه لهن النصيحة يتبرمن ويقلن : مظهر من مظاهر الحرية والديمقراطية ، وأما قدوتهن فحدث ولا حرج ، فتلك المغنية مثالها ، وهذه الراقصة نموذجها ، وهذه المطربة الفاحش قولها سبيلها . وأما المرأة الزوجة -التي ألقت خشية الله وراء ظهرها -الركن الأساس في البيت فهي عنيدة برأيها متسلطة تحب أن تكون القيادة لها والتوجيه بيدها شحيحة في الصدقة على الجيران والشعور بحرمانهم وقسوة الحياة عليهم ، فان قدمت لهم الطعام أو المال فتتبع عملها بالمن والأذى ، صوتها في البيت يعلو على الأسرة جميعا وغاب عنها قول الله تعالى " وان أنكر الأصوات لصوت الحمير " تصلي خمسها وتصوم شهرها وتسعى بالنميمة بين جاراتها ، تسمع إلى زوجها الناصح ألامين لها ، ولكنها تخرج على رأيه وربما تجرح مشاعره بين أهله إذا زل في يوم من الأيام بعلها وقصر عن تلبية احتياجاتها في العمر مرة ، صاحت بوجهه أمضيت عمري في بيتك محرومة وسواي من نساء الحي يتمتعن برغد العيش ، إن قال في يوم " لا " رمته بالظالم على المدى ونادت نساء الحي تعالين انظرن حالي فاليأس عنواني . وإذا عاد الزوج إلى الدّار استقبلته عابسة تنظر إلى ما بين يديه ، فإن كان صفر اليدين قالت بصوت بغيض :متى تستمر أحوالنا بمثل هذا الشقاء والحرمان وسوانا من الجيران ينعمون بالخيرات والبركات ، متى تنصفني بصديقتي التي تواكب تطورات الحياة ورفاهيتها وترتدي أجمل الحلل من نعيم الحياة ، هل سأبقى في ذيل القافلة أتخبّط بلباس القديم الذي أكل عليه الدهر وشرب ، متى سأظلّ في وحل التأخر ومستنقع حياة الظلم والجحيم ؟وكل ما تدّعيه هراء وخداع. ويلجأ الزوج إلى البنوك الربوية فيغرق نفسه بالقروض ،لعل شريكة الحياة تكف لسانها عن أذاه وتلجم لسانها الذي استطال سوءا وأرخت له العنان سبّا وشتما وندبا لحظها الحزين . والأكثر لؤما وخبثا إنها في ظاهر الأمر مستودع الأسرار ، وإذا ما غاب الزوج عنها تناثرت صحائف الأسرار كأنها وريقات تداعبها الرياح فتلقي بها هنا من وراء الجدران لتلتصق على ألسنة من لا تخشى الرحمن ، ويزحف السر رويدا رويدا كنار تستعر في الهشيم ، ويعود الزوج وقد سلقته اللواتي قطّعن أيديهنّ صويحبات امرأة العزيز يعود وحديث الناس كأنه أزيز الرصاص يقرع سمعه ويبطش بقلبه ويفتك جوارحه ويهز كيانه ويغدو بناء يؤول إلى التصدع والتشقق ، فعمّا قريب يسوّى بالأرض ويغدو حكاية يغنيها القريب والبعيد ويرقص على جراحاته كل من تاه في درب الغواية والظلال ويدفع الرجل فاتورة امتلأت بالرسوم الهوجاء من لدن امرأة رعناء اتخذت من القيل والقال منهج حياة ، ويغدو محط الأنظار فيلقى بحجارة من سجيل تحملها نساء بألسنة كأنها السهام وقلوب كالصفوان بل أشدّ قسوة حينما تمر الأيام . وعن صلة الأرحام فحدث ولا حرج في هذا المضمار ،وكل الطعام وما تستسيغه الأذواق حلال للأهل والأولاد من نسلها المختار وأهلها الذين جابوا شرقا وغربا بلاد الرحمن فأنجبوا ابنة السلطان التي سلمت من عيوب الأوطان وراحت تكلل هامتها بالأكاليل والورود ، وما علمت أن تاجها المزعوم هو من نسيج العنكبوت " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كان يعلمون " وحينما يصل الزوج الأرحام من صلبه المختار ، تقف له بالمرصاد من أين جئت بالأموال ويا مبذرا لا تحرمنا من نعيم الرحمن ، فأولادك محرومون حتى من نسيم الهواء ، وقد ورد في القران " إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين ، وكان الشيطان لربه كفورا " وما درت أنها الشيطان بهيئة الإنسان . ويتساءل الزوج بصمت عجيب أمر الزوجة تكتال بمكيالين كأنها الأمم المتحدة حينما تكافئ الجلاد من بني صهيون وتحرم الضحية من بني حلدتنا الإسلامية إخوان لنا في غزة والضفة الغربية تسفك دماؤهم على أيدي الصهيونية وبالإرهاب يوصفون من جانب الشرعية الدولية . وإذا دعا الزوج من كانت على طريق الجهل والسراب إلى التقيد بشريعة الرحمن والسير على خطى المؤمنات الصالحات قالت : أنا أشرف النساء ،وربما أنا فاطمة الزهراء ، لست في حاجة إلى مواعظ إنسان او نصائح من سلطان ، فأنا قارئة القرآن وفقيهة الزمان ،ومفوهة اللسان ،منحني الله قريحة الشعراء ، وديباجة الخطباء ، ومواهب العلماء ، وفوق هذا وذاك نشأت في أسرة عريقة تعالت سيرتها فناطحت عنان السماء وفي الحقيقة فإن غاية علمها أنها تحفظ أسماء كتيبات وتجهل ما وراء المباحث والعناوين ـ وتزعم أن في سجلها حينما كانت تقطن في قديم الزمان في الكهف أو بيت من الطين تمتلك من عجيب الإدارات ما ترسم الخطط لجيش جرار ينتصر على الأعداء بفضل حنكتها وتدبير من عقلها المقدام ، إنها عبقرية زمانها تتقن كل صناعة ،وتحترف كل مهنة صناعية ، وتجيد فن التعامل بلباقة وكياسة ، وبفنها الراقي وأسلوبها العالي تذلل كل نقيصة وكبيرة ، وتزول من أمامها عثرات تهاوت من علياء القطيعة . وإذا وشت لها خليلة السوء بأن زوجها أعدّ خارطة طريق لحياته من جديد تبنى جسرا من التواصل مع رفيقة حضرية تقطن في أبراج عاجية ، صدقت وأوهمت نفسها أن لصاحبها رصيدا في البنوك الدولية والمحلية ،وفي غرفة التجارة سجل بالعقارات والشقق السكنية ، وعلى موانئ البحار ترسو له السفن التجارية ، عندها تبدأ بإعداد خطة جهنمية وسائلها متنوعة وهدفها تصفية جسدية لزوجها المثقل بالديون التي تنوء الجبال الراسيات عن حملها في السهول البرية ،وتدس له السم في شربة الماء أو الطعام في سهرة ليلية ، أو تجند نذلا لقاء حفنه من دولارات أمريكية ، فيطعنه ليلا بخنجر ويخفي آثاره في بئر معطلة في الحديقة المنزلية ،أو تحرقه بعود من الثقاب وهو نائم يسرح في ملكوت رب البرية ، وحينما يشيع نعشه إلى القبر ، تشق الجيوب وتبكي دما يتحدر من مقلتيها على الأرض أنهارا كسيل يغرق فيه كل ماهر في الغوص والفنون البحرية . وحينما يرجع الأهل إلى دار الحياة ،تبدأ خيوط الجريمة تطفو على السطح والناس في حالة من الذهول ، أيعقل أن تكون شريكة حياة المغدور مجرمة فعلت فعلتها دون رادع أو وازع ديني يقوض أركان خططها الجنونية ؟ وتعترف بفعلتها الشنيعة دون خوف أو وجل من عواقب تنتظرها جزاء بما اقترفته من قتل امرئ مسلم دون خطيئة أو جرم يشهد عليه عدول من البشرية إنه كيد النساء ومكرهن ممن خلعت على نفسها عباءة التقوى والأخلاق المحمدية ، إنه كيد امرأة العزيز وصويجاتها بيوسف عليه السلام ، فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم . إن الكيد الذي ارتكبته امرأة العزيز ليس خاصا بها زمانا ومكانا ، بل ينسحب على كل امرأة سوّل لها الشيطان ارتكاب جريمتها ، وكل من تقترف جريمة إنما هي تفوق امرأة العزيز وهذه تلميذة من تلميذاتها تلقين علومهن الخبيثة على معلمة برعت في فنون المكر والاحتيال والخديعة . هذه بعض من النماذج التي تقشعر من مرآها النفوس ، وهناك الكثير من الأمثلة التي يضيق المقام بسردها وحصرها ، وفي كل الأحوال فإن الخسارة الكبرى لن تلحق برب الأسرة فحسب ،ذاك الذي يدفع الثمن باهظا بل إن الضرر سيلحق بالمجتمع كله وينعكس سلبا على مقدراته واقتصادياته ونظمه الأخلاقية وقيمة الاجتماعية ،لأن المجتمع يتكون من لبنات أساسها الأسرة ( الأبناء والبنات ) الذين يشهدون مسلسل المشاجرات والمناقرات والنقائض ويستمعون إلى الشتم ويستشعرون حالات التآمر والمكائد والدسائس ، ويدركون الألفاظ البذيئة النابية ، فهل تعتقد أن هؤلاء الأطفال والكبار سيحصنون من هذه الآفات والأمراض الخبيثة المعدية ؟ إنهم في واقع الحال وسط المعركة تارة يدافعون عن أمهم وأخرى عن والدهم وأحيانا على طريق الحياد . إنهم في حيرة من أمرهم ودهشة واستغراب ، فيضطر بعضهم ولربما كلهم للبحث عن جو يسوده الأمن والطمأنينة والراحة والهدوء ، والنتيجة المؤكدة " التفكك الأسري " وتتخرج الأسرة وقد أضافت إلى رصيدها مفردات جديدة هدامة لا صلة لها بديننا الحنيف ، مفردات جلبت من مزبلة التاريخ ، ويعاد إحياؤها وتصديرها إلى الجيران والرفاق في الشارع والمدرسة والجامعة والمؤسسة ، وتنتشر بسرعة فائقة بين أفراد المجتمع ، لا سيما إذا علمنا أن هناك على شاكلة هذه الأسرة مئات الأسر ، وتستفحل هذه الآفة الخطيرة وتتجذر في النفوس وتبدأ أركان المجتمع بالتقويض والتهدّم ، لأن لبناته المتماسكة قوضتها الفيروسات ونخرها السوس ، فما عادت كسابق عهدها متينة الأوصال قوية البنيان ، فإذا بالمفاهيم السائدة التي تربّت عليها بعض الأسر تتزعزع وتتحول إلى قلقة تهتز كلما لامستها نسمات التغيير ، فالكرم يغدو إسرافا وتبذيرا ، والشجاعة تغدو تهورا ، والتثبّّت بالحق عنادا وتصلبا ، والدفاع عن الحقوق إرهابا ، والتمسك بأهداب الدّين تخلف ، والدّاعي إلى الله بدائي ورجعي ، وتظهر في قائمة الأولويات الأنانية والخمول والكسل والرضا بالذلّ والخنوع والتشبث بالقادم من وراء البحار الدخيل على ثقافتنا والغريب عن مبادئنا ومناهجنا ، فيكون هو المقدّم والمدافع عنه ، وأما ما تربّينا عليه من القيم الفاضلة يغدو غريبا في موطنه . إن أكبر هزيمة تلحق بالإنسان هي تلك الناجمة عن المعركة التي دارت رحاها في بيته وبطلها الزوجة المشاكسة المعائدة التي لا تعرف تقوى الله وإن صلّت وصامت ، وأما الضحية الكبرى فهي المجتمع الكبير الذي تبنى أركانه وقواعده من " أعجاز نخل خاوية " التي هي نتاج الزوجة صاحبه المواقف الهّدامة والأفكار المستوردة من وحل العصور الحجرية وشريعة الغاب . فيا أيتها الزوجة المتعالية في السلوك والمتخبطة في ظلمات الحياة ، والمتردّية من أبراجك المشيدة في الخيال إلى قيعان الحياة ،رويدك فما هذه هي السعادة في الحياة ، إن شيطانك هو قدوتك ،فأنت أيتها الزوجة التائهة في الجهالات ألا تعلمين أنك تخدعين نفسك وتتوهمين أنك في أجواز الفضاء تتيهين بتاجك البّراق ، وفي الحقيقة أن ما تتدثرين به سراب خادع ، وما أنت اليوم سوى واحدة من الكثيرات اللواتي أغواهن الشيطان ، فخلّفت آثارا مدمرة وأمراضا نفسية وجسدية لأهل بيتك ويا ليت العقلاء والأصحّاء فرضوا حجرا صحيا فعزلوهم في زوايا الأوطان ،يا ليتهم حرّقوا أمراضهم ودفنوها في التراب . ولكن بعدما فات الأوان فتكت العدوى بأوصال المجتمع فضاعت بوصلة الطريق وتهاوت من العلياء أخلاق وأخلاق كانت من قديم الزمان رصيدا يحتمي به الصغار والكبار . يا أيتها المرأة الفولاذية في الباطل أما آن لك أن تجلسي مع نفسك لحظات وقد بلغت من العمر حدا اقتربت فيه من نقطة العجز والاستسلام ، عودي إلى رشدك قبل الممات ، توبي واستغفري ربك قبل أن يحملوك إلى بيت الدود والعذاب ، كوني كالأم التي تهز السرير بيمينها كأنما تهزّ العالم بشمالها أدبا وعلما وخلقا ، أيتها الأم ويا أيتها الزوجة استيقظي من كبوتك وكوني كما قال عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سئل من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك ، قال ثم من قال أبوك كوني كما قال عنك رب العزة " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " كوني مدرسة في التربية الخلاّقة لضمان مجتمع متماسك البنيان ،و إلا كنت عامل هدم وتدمير وتخريب وتفتيت وتشريد ، لأن بناء الشعوب القوي السليم يقف عليك ، وكما قال الشاعر : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق وأخيرا أيتها الزوجة أيتها الأم اصغي إلى صرخة الوطن ما دمت على درب الغواية والظلالة والجهالة فإنك تحفرين في صدره أسافين الموت ، وتدكين في ظهره خناجر الغدر والخيانة ،ولن يعود الحضن الدافيء الذي تتربعين فيه ، وإذا اهتديت إلى الحق وتلك غاياتي فأنا بك سعيد وستدفعين برأسي إلى الشموخ وهاماتي إلى العلياء ، عندها يتقوى بنياني وتستطيل أشجاري الوارفة الظلال للداني والقاصي ، هداك الله ورعاك إلى سبل الرشاد وحماك من دسائس الشياطين والغواة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-09-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |