حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12096

يا عباد و اللهِ سقطت بغداد

يا عباد و اللهِ سقطت بغداد

    يا عباد و اللهِ سقطت بغداد

08-04-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

أذكر المشهد جيدا و لم إدرك جيدا ما حدث انذاك , أذكر أنّ كارثة رهيبة حلّت و لم أدرك أنّ الموت أصاب بغداد , أمتدت الكارثة و إنتشرت و لم أدرك أنّها ستشمل دول الجوار , أصابت أمتنا العربية بسرطان جديد و لم أدرك أنّ السرطان خطيرا إلا بعد أعوام .

 

 

 

كنتُ أتابع الأخبار بصمتٍ مؤلم , كنتُ أنتظر الفرج كما الأغبياء ينتظرون النصر , أحمق من ظن للحظة أنّ العراق سينتصر في تلك الحرب المستمرة , و كيف للعراق أن ينتصر و نحن إجتمعنا عليه و شاركنا بصمتنا الغريب قتله و تدميره , رغم أنني كنتّ الأحمق الأول و لكن لم أكن الأخير .

 

 

 

بغداد كانت جميلة بل كانت الأروع , بغداد كانت عربية بل كانت الأعرق , بغداد كانت ثمينة بل كانت الأغلى , و هذا هو نصيب الرائع و العريق و الغالي إحتلال و ظلم دام خمس سنوات و سيبقى إلى أجل مسمى , لا نعلم متى و لكن ما نعلمه أن الطماع لن يخرج أبدا .

 

 

 

يوم التاسع من نيسان عام ألفين و ثلاثة كنتُ في محاضرة خاصة أدرس مع معلمي مادة الرياضيات و نتابع على شاشة التلفاز سقوط بغداد , كنا ندرس التفاضل و النهايات و لم نتوقع حسابيا أن تكون هكذا نهاية الأفاضل , و لم نحتمل أبدا ذلك المشهد المخزي و المؤلم , رغم أنّ الإحتمالات كثيرة إلا أننا كنّا نرفض و بشدة إحتمال السقوط فجأة .

 

 

 

سقط الصنم و سقطت بغداد معه و سقط من الأحرار دمعه ما زالت إلى الآن , لم تكن دمعتي على ذلك الصنم و لم أبكي صنما بل بكيتُ تاريخاً كان الصنمُ شاهدا عليها , بكيتُ شموخاً و حِكمةً أقامت العراق , نعم إحتاج العراق أن يُحكم بتلك الحِكمة , و هذا أفضل بكثير أن تحكمه ميليشات و خوارج صنعها إحتلال غاشم .

 

 

 

لا أريد أن أتحدث عن نشرات الأخبار و القصف و التدمير و القتل و الإغتصاب و التشريد و الهجرة و النزوح و الظلم و ابو غريب و المليشيات و الصحوات و المليون شهيد و غير تلك الأمور التي ما زلنا نشاهدها و التي صنعها جيش ظالم جاء بأمر سام و هو سام , جاء قائلا الديمقراطية فنشر الخراب و عاث في الأرض الفساد .

 

 

 

خمس سنوات مرّت على تلك الفاجعة , فاجعة سقوط بغداد , و الغريب أنّ الحياة ما زالت مستمرة و ستار أكاديمي مستمر و بغداد تتألم و تتوجع من نار المحتل و سوبر ستار كان هو الحل حتى ينسى شبابنا دماء العراق , و الغريب أكثر عندما تسأل شاب في العشرين من العمر متى سقطت بغداد ؟! يقول لكِ لم أكن مولود آنذاك .

 

 

 

حبيبتي بغداد .. أعلمُ أنّكِ الآن أسيرة , و لكن إعلمي أنّكِ في قلبي حرّة , أعلم أنّك الآن شهيدة و لكن إعملي أنّكِ في قلبي لا تموتين , أعلم أني لا أقدر على مقارعة المحتل و أعلم أنكِ قلتِ أني خائن رخيص الثمن , و لكن قدري هو الصمت فاصبري فأنّ الحرارة تشتعل بصدري و قد حان موعد النصر ِ .

 

 

 

بغداد تألمي و اصرخي أكثر فأكثر علّ صراخك يصل و لكِ نصل ومن الرجال النصر .

 

 

 

أظن أنّ صوت بغداد لم يصل إلى الآن رغم مرور خمسة أعوام , و لذلك أريد أن أصرخ بأعلى صوتي و أقول ( يا عباد و اللهِ سقطت بغداد ) , أعلم أنّ صوتي خرج من حنجرتي و لكنه لن يصل باب بيتي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12096
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-04-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم