سرايا - تأثير البرد على القلب يعلن تقرير نشره موقع نيوز18 أن انخفاض درجات الحرارة الشديد خلال الشتاء يفرض ضغوطاً إضافية على الجسم القلبي، حيث تضيق الأوعية وتزداد الأعباء على القلب. يؤدي هذا إلى ارتفاع ضغط الدم وتراجع تدفق الدم إلى عضلة القلب، ما يقلل من وصول الأكسجين اللازمة. وتشير البيانات إلى ارتفاع حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية خلال الأشهر الباردة بسبب الإجهاد الإضافي الذي يفرضه البرد.

يؤكد الدكتور ناريش تريهان، رئيس مستشفى ميدانتا في الهند، أن البرد يجعل الأوعية الدموية تنقبض وتضيق للحفاظ على حرارة الجسم، وهذا الضغط يرفع ضغط الدم ويقلل من تدفق الدم. وهذا يعني أن القلب يحصل على كمية أقل من الأكسجين، خصوصاً لدى المصابين بارتفاع الضغط والكوليسترول وأمراض الشرايين التاجية. كما أشار إلى أن التعرض المفاجئ للبرد قد يحفز النوبات القلبية، خاصة عند الخروج من مكان دافئ إلى الهواء البارد.

الصحة النفسية والقلب في الشتاء يؤكد الدكتور تريهان أن الشتاء قد يؤثر على الحالة النفسية بسبب نقص ضوء الشمس، ما قد يسبب اضطراباً عاطفياً موسمياً يدعى SAD. يظهر الاضطراب على شكل تقلب المزاج وتوتر سريع. كما يلاحظ أن ارتفاع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين يزيدان من معدل ضربات القلب ويرفعان ضغط الدم، مما يعزز مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

تأثير الشتاء على القلب والمخ يشرح الدكتور تريهان أن سوء التوازن الهرموني والتوتر الناتج عن البرد يرفع ضربات القلب ويزيد احتمال حدوث مشاكل قلبية. كما أن قلة الضوء وتغير الروتين اليومي قد يؤثران أيضاً على الصحة الدماغية بشكل عام. وتظهر الأدلة أن الإجهاد العاطفي مع انخفاض الحرارة يضاعف مخاطر النوبات القلبية من خلال زيادة الضغط والتوتر.

مخاطر الحياة الحضريّة في الشتاء يشير الدكتور تريهان إلى أن أنماط الحياة في المدن تزيد المخاطر القلبية خلال الشتاء بسبب الجلوس الطويل وقلة الحركة وتناول أطعمة مملحة ودهنية وقلة النوم وتلوث الهواء. هذه العوامل تفرض ضغطاً مستمراً على القلب وتفاقم أمراضه. وتؤكد النتائج أن الالتزام بنمط حياة صحي أكثر نشاطاً يقلل من مخاطر الأزمات القلبية في الشهور الباردة.

نصائح عملية للحماية من أمراض القلب ينصح الدكتور بالحفاظ على دفء الجسم كأولوية للوقاية، فالبرد يسبب ضيق الأوعية وارتفاع الضغط. كما أن البرد قد يزيد من استهلاك القلب للأكسجين فيحدث ضيقاً في التنفس مع الجهد. لذلك ينصح بارتداء ملابس ثقيلة وتغطية الرأس واليدين والقدمين عند الخروج، لأن المناطق المذكورة تفقد الحرارة بسرعة.

يُفضل البقاء في الداخل خلال موجات البرد الشديد وتجنب الخروج غير الضروري لحماية القلب من تقلبات الجو. ثم يشير إلى ضرورة ممارسة نشاط بدني يومياً حتى في الشتاء، فبدلاً من المشي في البرد القارس فجراً يمكن اختيار تمارين منزلية مثل اليوغا والتمدد والتنفس. إن الحركة المنتظمة تحسن الدورة الدموية وتدعم صحة القلب.

يحث على السيطرة على التوتر وخصص فترات راحة مع نوم كافٍ، لأن الإجهاد المستمر يضيف عبئاً على القلب. وينصح بإجراء فحوصات طبية دورية لمراقبة أمراض القلب والضغط والسكري والكوليسترول سنوياً، حيث يساعد ذلك في اكتشاف المخاطر مبكراً. هذه الإجراءات تتيح تقليل احتمالية المضاعفات والتدخل المبكر عند الحاجة.

تؤكد الإرشادات أن أمراض القلب قد تتطور بصمت من دون أعراض واضحة، لذا فإن الفحص الدوري مهم خصوصاً للفئة العمرية من 30 إلى 60 عاماً. يجب استشارة الطبيب عند وجود أي تغيرات صحية بسيطة أو زيادة في أعراض التعب أو الألم. ويعزز ذلك رصد الحالات قبل تفاقمها وبالتالي حماية صحة القلب في الشتاء.