31-12-2025 09:31 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
الميدان هو الميزان.. هل
وصلت الرسالة يا وزراء؟
لم تكن صرخة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في وجه فريقه الوزاري لمجرد العتاب، بل كانت "أمر عمليات" بلهجة الميدان التي لا تقبل التأويل. هي خطوة جريئة ومتوقعة من رئيس بدأ يشعر بحرارة الواقع الذي كشفته زخات المطر الأخيرة، لتضع الجميع أمام مرآة الحقيقة: هل الضمائر مرتاحة لما آلت إليه الأمور في شوارعنا ومدننا؟
بين "برستيج" المكتب وغرق الشوارع
ما حدث في محافظات الجنوب، وما شهدته عمان من غرق للشوارع، ليس "قضاءً وقدراً" فحسب، بل هو حصاد أشهر من الكسل والتخاذل. فبينما ينشغل بعض الوزراء بـ "برستيج" المنصب والسيارات الفارهة، كانت الكرك تئن تحت وطأة الأمطار التي أطاحت بجزء من سور قلعتها التاريخي. إن خروج الوزير من مكتبه يجب أن يكون واجباً تلقائياً، لا "مكرمة" ينتظر فيها "فركة أذن" من الرئيس أو توجيهاً مباشراً.
القيادة قدوة.. فهل تتعلمون؟
وهنا نسأل بصوت عالٍ: هل تنتظرون من جلالة سيدنا -حفظه الله ورعاه- أن ينزل بنفسه إلى الميدان ليعطيكم تعليمات في كيفية إنجاز المهام الأساسية؟ أم تنتظرون من سمو ولي العهد أن يمنحكم دورة ميدانية في كيفية تلمس احتياجات الناس؟ القيادة الهاشمية قدمت لنا أسمى معاني التواجد في الخندق الأول مع المواطن، فبأي حق يتمترس المسؤول خلف مكتبه المكيف بينما الشارع يغرق؟
رسالة إلى الرئيس
دولة الرئيس، إن مراقبتك الحثيثة وهمسات الميدان التي تصلك "طازجة" هي سلاحك في التغيير. الحال اليوم لا يحتمل وضع الملح على الجرح، ولا يحتمل التغاضي بذريعة "منح الفرص". من لا يجد في نفسه القدرة على مجاراة إيقاعك الميداني، فليغادر المقعد لمن يستحقه.
الخلاصة
لقد ولى زمن "أذن من طين وأخرى من عجين". إن الوطن يحتاج إلى سواعد تبني في الميدان، لا إلى ربطات عنق تكتفي بالتنظير خلف الشاشات. شكراً دولة الرئيس على هذه الوقفة الحازمة، وننتظر أن تتبعها قرارات تجتث الترهل من جذوره، ليبقى الأردن قوياً منيعاً بجهود المخلصين.
حفظ الله الاردن والهاشمين
الكاتب نضال انور المجالي
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-12-2025 09:31 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||