30-12-2025 08:47 AM
بقلم : أ. علي الزينات
مع أول منخفض جوي، تتكرر الأسطوانة ذاتها ..
“رفعنا الجاهزية إلى أعلى المستويات”
“غرف الطوارئ تعمل على مدار الساعة”
“البلديات والأمانة في أقصى درجات الاستعداد”
ثم تمطر السماء قليلا…
فتغرق الشوارع ..
وتشل الحركة...
وتنكشف الحقيقة عارية بلا مساحيق تصريحات.
أي جاهزية هذه التي تهزم أمام شتوة؟؟؟
وأي خطط طوارئ تلك التي لا تصمد أمام مشهد وادي مسدود أو عبارة غارقه ؟
المشكلة ليست في المطر، فالمطر رحمة من رب السماء...
ولا في الطبيعة، فهي لا تفاجئ أحدا ...
المشكلة في الإدارة التي لا تتعلم، نعم لا تتعلم ...
وفي الفساد الذي يأكل الموازنات ...
وفي الإهمال الذي صار ثقافة لا استثناء من كثرة التطبيل...
كل شتاء ندفع الثمن ذاته ...
تصريحات قبل المنخفض ...
تبريرات بعده...
ولا محاسبة بينهما اطلاقا...
أين ذهبت مخصصات الصيانة؟
من راقب مشاريع البنية التحتية؟
اين تذهب ميزانيات ومخصصات اللامركزية؟
من استلمها؟ ومن وقع عليها؟
ومن سيحاسب حين تتحول الطرق إلى برك، والمواطن إلى ضحية؟
الجاهزية ليست مؤتمراً صحفياً..
ولا بياناً منمقا ...
الجاهزية عمل استباقي ..
تنظيف مجاري،
صيانة حقيقية،
خطط واضحة،
وأهم من ذلك ، مساءلة حقيقية.
أما أن نظل نضحك على الناس كل عام بعبارة
“الجاهزية عالية سيدي”
ثم نطلب منهم الصبر بعد الكارثة،
فهذا لم يعد سوء إدارة فقط،
بل استخفاف بعقول المواطنين وحقوقهم.
الناس لا تريد معجزات،
تريد فقط أن تقوم الجهات المعنية بواجبها،
وأن يحاسب المقصر ...
وأن يتوقف الفساد عن الاحتماء بالمطر.
فالشتاء ليس مفاجأة…
لكن الفشل المتكرر هو الفضيحة الحقيقية
وسلامتكو....
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-12-2025 08:47 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||