بقلم : سليمان الذيابات الحويطات
عندما يصل الأمر إلى خصوصيات الغير،لابد من ايقاف كل صغير متطفل ، وتُرفع الراية عن أية غاية، وكلٌّ يفسر حسب قناعته ليبرر غايته.
ما يندى له الجبين، ويسقط الجنين من بطن أمه، ما يقوم به البعض من نقل أخبار الوفيات، وهم أقليات قتل نفوسهم التطفل، وتجدهم في كل محفل وكأنهم أبطال في تلك الأفعال.
لم تذرف دموعه وهو ينفذ مشروعه بنقل خبر الوفاة، ويكتب بمزيد من الحزن والأسى، وقلبه قد قسى. ألا تعلم أين قلمك قد رسى؟ شُلَّت يداك.
رسى، أيها المتطفل، على قلب ابنته الغائبة في منطقة أخرى، ولا ترى ما يُكتب على مواقع التواصل، وزرعت الحسرة بحثا عن الشهرة والألم في قلوب محبيه
ماذا نقول للغائب والبعيد، يا ذو الرأس العنيد؟ وهل الاعتذار يفيد، وهو يقرأ نعي عزيزٍ عليه من صفحتك السوداء؟ فالاعتذار عما اقترفت كالقُبلة على جبين ميت.

وأنت، يا هذا، لكي تكف عن أفعالك، لا بد من بعد دفنه أن تُرمى بحفنة من التراب، أيها الغراب، بقدر ما أحزنت وزرعت وتسببت بألم للآخرين نتيجة أفعالك. دع الأمر لأصحاب الشأن.
لا بد من التوعية إلى تلك الأوعية والعقول الفارغة عن هذا الأمر المشين، في كل مكان وحيث نقيم.
إن خبر الوفاة ونشره يقتصر على ذويه وأقاربه من الدرجة الأولى، ليجمعوا شتات امرهم ويستردون العزيمة بإستقبال المعزين ام تسعى لرؤيتهم كمن حضي بالهزيمة من هول الصدمة. وانت المسبب

والنعي يقتصر على أقاربه المقرّبين،
فالبعض ينعى أشخاصًا لم يصافحهم في حياته واصبح ابن عمه بعد وفاته ، بحثًا عن اللايكات والتعليقات، وحبه تجدد بعد موته.
تلك هي الحقيقة، وإن أردتم ذلك فلنوقع وثيقة شرف بالالتزام بأخلاقيات وسلوكيات المجتمع، فلا بد من عمل أمور ضابطة في كل رابطة وعشيرة، يا من في نفوسكم الغيرة.
كم من شخص تم نعيه وهو لا يزال حيً، وقلبه نقي، ولا يزال ينبض.
كلمة أخيرة لمن عندهم الغيرة:
لا بد من الوقوف في وجه أولئك (الضعوف) الذين ينشرون صورًا وينعون قريباتهم اللواتي لم يرَى صورهن، فالهوية إلا موظف الأحوال المدنية وفي المعاملات الرسمية.
ولو كانت حية في عمر التسعين أو المية، بالعامية لقالت كالبقية:
يدي مبتورة وأعيش مستورة على أن تُنشر لي صورة
لقد أصابتنا الحيرة مدفوعة بالغيرة، فما هو الحل؟
هل نجده عند أصحاب العقول المنيرة؟
ومن تدخل فيما لا يعنية يجد مالا يرضيه ، ومن يشعر انه مقصود فهو مقصود ومن وجدها على مقاسه وقد رسى فل يلبسها بحجم قلبه ما قد قسى ولم يراعي مشاعر الاخرين . -------

سليمان الذيابات الحويطات