بقلم : نضال أنور المجالي
​في الوقت الذي يسارع فيه الجميع للبحث عن الدفء والسكينة تحت سقف بيوتهم حين تشتد العواصف وتنهمر الأمطار، يبرز في وسط الميدان رجالٌ نذروا أنفسهم لخدمة الوطن، لا ترهبهم ريحٌ ولا يثنيهم مطر. هم نشامى الأمن العام، الذين يقفون في شوارعنا كالجبال الراسخة، يرسمون بأجسادهم ملامح الأمان والطمأنينة.

​إن مشهد ذلك الشرطي وهو يقف وسط برك المياه، يوجه هذه السيارة ويساعد تلك، ليس مجرد واجب وظيفي يؤديه، بل هو تجسيد حي لمعاني التضحية والإيثار. إنهم يدركون أن سلامة المواطن تبدأ من انضباط الطريق، لذا نراهم يتحدون الظروف الجوية القاسية، والضباب الكثيف، وتراكم المياه، لضمان وصول كل أب وأم وطالب إلى وجهتهم بسلام.

​هذه السواعد السمرة التي لا تكل، والعيون اليقظة التي لا تغمض خلف زجاج الخوذ والسيارات، هي صمام الأمان الذي نعتز به. إنهم يعطوننا درساً يومياً في أن حب الوطن ليس شعارات تُرفع، بل هو عملٌ مخلص في أصعب الظروف.

​تحية فخر واعتزاز إلى كل زميل في الميدان، وإلى كل يدٍ تمتد بالعون في لحظات الشدة. سيبقى الأردن عزيزاً بنشاماه، وآمناً بيقظة رجاله الذين لا يزيدهم المطر إلا لمعاناً وتألقاً في خدمة هذا الحمى الهاشمي الأصيل.