حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6844

الصحة العالمية: المجاعة تتفاقم في غزة وتدهور الوضع الصحي لمئات الآلاف

الصحة العالمية: المجاعة تتفاقم في غزة وتدهور الوضع الصحي لمئات الآلاف

الصحة العالمية: المجاعة تتفاقم في غزة وتدهور الوضع الصحي لمئات الآلاف

23-12-2025 12:02 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - توغلت آليات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، باتجاه معسكر جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي استهدف المنطقة، في تصعيد ميداني جديد يضاف إلى سلسلة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال أطلقت نيرانها بشكل مكثف نحو المنطقة الوسطى من معسكر جباليا، في وقت تزامن فيه هذا التقدّم مع قصف مدفعي استهدف مناطق عدة داخل المعسكر ومحيطه. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال كانت قد أطلقت، في وقت سابق من الأحد، الرصاص الحي باتجاه المناطق الشرقية من جباليا شمال القطاع، في حين طالت قذائف المدفعية مناطق متفرقة في شمال غزة.

ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات فقط من ارتكاب قوات الاحتلال سلسلة انتهاكات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أربعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، ما يعكس هشاشة الاتفاق واستمرار استهداف المدنيين.

وتواصل قوات الاحتلال استهدافها المدفعي والجوي لمناطق متفرقة من القطاع، في خرق متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 10 تشرين الأول 2025، وسط تحذيرات من تدهور أمني وإنساني متسارع.

وفي السياق ذاته، هدم الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي مئات المباني وسوّاها بالأرض في شرقي مدينة غزة وحي الشجاعية، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول الماضي، وفق ما أظهرته صور التقطها قمر اصطناعي تابع لشركة Planet Labs، جرى مقارنتها بصور التُقطت بعد أيام قليلة من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ.

وبيّنت صور الأقمار الاصطناعية أن قسمًا من المباني في تلك المناطق كان قد تضرر خلال الحرب على غزة، إلا أن آليات الجيش الإسرائيلي الهندسية أقدمت لاحقًا على تسويتها بالكامل بالأرض، في منطقة تمتد على مئات الدونمات إلى الشرق من ما يُعرف بـ"الخط الأصفر»، الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي عقب وقف إطلاق النار، بحسب ما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أمس الاثنين.

كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية إقامة خمسة تجمعات جديدة من الخيام للغزيين المهجرين خلال الأسابيع الأخيرة، يضم كل تجمع عشرات إلى مئات الخيام، في خمس مناطق تسيطر عليها حركة حماس. وأُقيم اثنان من هذه التجمعات قرب محور «نيتساريم» جنوبي مدينة غزة، فيما تقع التجمعات الثلاثة الأخرى شمال المدينة وقرب شاطئ البحر، وفق الصحيفة. وقبل الحرب، كان نحو مليون فلسطيني من سكان قطاع غزة يقيمون في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي حاليًا، لا سيما في شرقي مدن غزة وخانيونس ورفح. إلا أنه لا يُتوقع أن يتمكن هؤلاء من العودة إلى منازلهم في المستقبل القريب، ما يضطرهم إلى العيش في خيام ومراكز إيواء مؤقتة، إلى جانب مئات آلاف النازحين الآخرين الذين دُمرت منازلهم ويقيمون في مخيمات مؤقتة.

وفي هذا الإطار، أظهر تحليل أجرته المنظمة البريطانية Forensic Architecture اعتمادًا على صور أقمار اصطناعية، أن إسرائيل أقامت بعد وقف إطلاق النار 13 موقعًا عسكريًا جديدًا على طول «الخط الأصفر»، تمركز معظمها في شمال القطاع وشرقي خانيونس.

وأضافت المنظمة أن الجيش الإسرائيلي أنشأ ما مجموعه 48 موقعًا عسكريًا على امتداد «الخط الأصفر» داخل القطاع، كما وسّع شبكة الطرق التي تربط بين هذه المواقع داخل غزة وبين مناطق داخل إسرائيل، وشق شارعًا جديدًا في منطقة خانيونس. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي وسّع كذلك عمليات الهدم في منطقة خانيونس وأزال الركام في منطقة رفح.

وكان مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة قد أفاد، في تشرين الأول الماضي، بأن إسرائيل دمرت خلال الحرب نحو 81% من مجمل المباني والبنية التحتية في قطاع غزة، بشكل كامل أو جزئي، موضحًا أن 123,464 مبنى دُمر بشكل كامل، و12,116 مبنى دُمر بشكل بالغ، و33,857 مبنى دُمر جزئيًا. على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين، وصول 12 شهيدًا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، من بينهم أربعة شهداء جدد وثمانية شهداء جرى انتشالهم من مواقع مختلفة، إلى جانب تسجيل سبع إصابات جديدة.

ومنذ وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول 2025، بلغ إجمالي عدد الشهداء 405، فيما وصل إجمالي الإصابات إلى 1,115 إصابة، وسُجلت 649 حالة انتشال من تحت الأنقاض.

كما أعلنت الوزارة وفاة أربعة مواطنين نتيجة انهيار مبنى، ليرتفع إجمالي ضحايا انهيار المباني بسبب المنخفض الجوي إلى 15 حالة، في مؤشر خطير على استمرار التداعيات الإنسانية الناجمة عن تدمير البنية التحتية وتهالك المباني. وارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70,937 شهيدًا و171,192 مصابًا، في ظل استمرار التصعيد العسكري وما يرافقه من معاناة إنسانية واسعة بين السكان المدنيين، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع.

وفي تطور ميداني متصل، واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، هجماته المدفعية والجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مخترقًا اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 10 تشرين الأول الماضي.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مدينة رفح والمناطق الشرقية من مدينة خانيونس جنوبي القطاع، بالتوازي مع تجدد عمليات نسف المنازل في مناطق مختلفة، إضافة إلى توغل القوات الإسرائيلية باتجاه مخيم جباليا.

وتأتي هذه الهجمات في وقت تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، في ظل نقص حاد في المستلزمات الأساسية، ومخاوف متزايدة من انهيار الأبنية المتضررة على ساكنيها.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية تدهور الأرصدة الدوائية في مستشفيات القطاع، حيث بلغت نسبة العجز 52% في الأدوية و71% في المستهلكات الطبية. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة استشهاد 18 شخصًا جراء انهيار 46 مبنى متضررًا من القصف الإسرائيلي، وذلك منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول الماضي.

وقالت الوزارة في بيان: «في ضوء استمرار كارثة انهيار المنازل المتضررة على رؤوس ساكنيها، والتي كان آخرها مساء السبت في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، ارتفع عدد الضحايا إلى 18 شهيدًا جراء انهيار 46 مبنى في محافظات القطاع منذ سريان وقف إطلاق النار». وأضافت أن مبنى انهار جزئيًا ليلة السبت-الأحد على ساكنيه، حيث جرى إنقاذ خمسة أشخاص في حينه، بينما فُقد أربعة آخرون حتى صباح الأحد، قبل انتشال جثماني طفلتين من تحت الأنقاض.

وحذّرت الوزارة من اتساع نطاق هذه الكارثة في ظل استمرار منع الإعمار ورفض إسرائيل إدخال البيوت المتنقلة «الكرفانات»، ومع دخول فصل الشتاء، ما يزيد من احتمالية انهيار المباني المتضررة.

وناشدت المجتمع الدولي التحرك العاجل لإدخال مواد الإعمار والمنازل المؤقتة لإيواء النازحين بشكل آمن، محذّرة من أن أي مماطلة من شأنها تفاقم خطورة الواقع الإنساني وتعريض حياة مئات الآلاف لخطر الموت المباشر.

ويضطر الأهالي إلى السكن في المباني المتصدعة والآيلة للسقوط، في ظل انعدام البدائل، بعد أن دمرت إسرائيل معظم مباني القطاع ومنعت إدخال البيوت المتنقلة ومواد البناء، متنصلة من التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.

إنسانيًا، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، من تصاعد خطر المجاعة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف امرأة حامل ومرضع مهددون بسوء تغذية حاد بحلول نيسان 2026.

وجاء تحذير غيبريسوس في تدوينة نشرها على منصة «إكس»، تعليقًا على تقرير وكالات أممية ضمن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أفاد بأن ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف أبريل 2026.

وأكد أن الجهود المبذولة لمكافحة المجاعة لا تزال شديدة الهشاشة، محذرًا من أن أسوأ السيناريوهات، بما فيها تجدد القتال ووقف تدفق المساعدات الإنسانية، قد تدفع كامل قطاع غزة إلى حافة المجاعة خلال الأشهر المقبلة. وأشار إلى أن أي تقدم تحقق يبقى محدودًا في ظل الدمار الواسع للبنية التحتية، وانهيار سبل العيش، وتراجع إنتاج الغذاء المحلي، إضافة إلى القيود المفروضة على العمليات الإنسانية.

ولفت إلى أن نحو 50% فقط من المرافق الصحية في غزة تعمل بشكل جزئي، وتعاني نقصًا حادًا في الإمدادات والمعدات الأساسية، التي غالبًا ما تواجه قيودًا وإجراءات معقدة عند إدخالها.

وشدد غيبريسوس على أن تحسين الخدمات المنقذة للحياة وتوسيع الوصول إلى الرعاية الصحية يتطلب موافقة عاجلة على إدخال الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية إلى مستشفيات القطاع.

وفي سياق متصل، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، إرفاق قائمة بأسماء معتقلين من قطاع غزة وردت إليهم معلومات رسمية من جيش الاحتلال حول أماكن احتجازهم.

وأكد البيان أن عددًا كبيرًا من معتقلي غزة لا يزالون رهن جريمة الإخفاء القسري، دون الكشف عن مصيرهم أو أماكن احتجازهم، مشيرًا إلى أن القائمة تضم أكثر من 100 معتقل موزعين على سجون ومعسكرات النقب، ونفحة، وعسقلان، ونيتسان–الرملة، ومعسكر سديه تيمان، إضافة إلى معتقلين ممنوعين من الزيارة. وشددت الهيئة ونادي الأسير على أن استمرار احتجاز معتقلي غزة دون الكشف عن مصيرهم يشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبين بالضغط لكشف مصير جميع المفقودين وضمان حقوق الأسرى.

وعلى صعيد الخدمات، قال رئيس بلدية خانيونس، علاء الدين البطة، إن البلدية فوجئت بتقليص كبير في إمدادات الوقود، ما يمنع طواقمها من رفع الركام في ظل الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأوضح أن البلدية تتلقى مساعدات غير كافية من بعض الجمعيات المحلية التي توفر آليات محدودة للعمل الميداني.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية عن دمار هائل طال نحو 90% من البنى التحتية في قطاع غزة، فيما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار. وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، لم يشهد الواقع المعيشي للفلسطينيين أي تحسن ملموس، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع أو تقنين إدخال المواد الأساسية، ما يبقي القطاع في دائرة الأزمة الإنسانية المفتوحة.











طباعة
  • المشاهدات: 6844
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-12-2025 12:02 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم