10-12-2025 10:42 AM
بقلم : سليمان الذيابات الحويطات
كل تطوّع فيه أثر.. وكل أثر يستحق التقدير.
من الألم صنعت الأمل، ومن إصابتها بالسقوط وقطع الأوتار راودتها الأفكار فيما يُثار عن قصص المعاناة، وهي تجلس على ذلك القاتل الصامت ومحدودية الحركة بسبب الإصابة، فقررت النهوض بعد تماثلها للشفاء. بدأت خطوتها الأولى قبل عدة سنوات بالمشاركة في معرض في مدينتها وتجميع القصص والروايات ليذهب ريعها إلى غيرها، فلم تكن تبحث عن الغنى وإنما لمساعدة الطفلة جنى وحاجتها لزراعة الكبد، وهناك كانت البداية.
دينا صاحبة المبادرات الفردية وصناعة الأحلام الوردية لمن عجز عن تحقيقها بالرغم أنها بسيطة، وما بين حملة زيت أدخلت الفرح في كل بيت، وفي مبادرات توزيع طرود الخير بجهود أهل الخير صنعت البسمة على شفاه العابسين من ضنك الحياة.
دينا حسين شكّلت فريق مبادرة (عربكم) الذي يضم مجموعة من خيرة شابات المنطقة، لمساعدة أهلنا في القرى النائية والمرضى وكبار السن وطلبة العلم في قرى محافظة معان، وتوزيع الحقائب والملابس والمساعدات بجميع جوانبها. يطول الحديث عنها.
حظيت بمقابلة جلالة الملكة رانيا في لقاء المبادرات الشبابية، وكل منهم يحمل حلمه بين يديه، إلا دينا كانت تحمل ملفًا كبيرًا مليئًا بأحلام الكثير من المحرومين.
وقالت لها: كيف استطعتِ إنجاز كل هذا الشيء؟ ولقبتها بـ التنمية المتنقلة.
وفي وجدان دينا رفع الهموم المثقلة عن حامليها.
ونحن نقول: بالعمل صنعتِ الأمل، فكانت تجوب القرى بمركبتها المتهالكة التي لم تعد تستطيع إكمال المشوار، مما أجبرها على الاستعانة بإيصال المساعدات لمستحقيها مقابل الإيجار.
بالأمس قام سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله حفظه الله ورعاه بتكريم الفائزين بجائزة سموه للعمل التطوعي لدورته الثالثة.
أثرٌ يُبنى، ومسؤولية تتجدّد، وقيم تبقى هي البوصلة التي تقود كل خطوة نحو خدمة الإنسان والمجتمع، مما يشجع ويحفّز العمل التطوعي.
في هذه الرحلة التطوعية تتبلور رؤى دينا البدوية، وها هي تقف على شرفة الآمال بعيدًا عن الإعلام في جنوبها المنسي لتبني الأحلام، لعلها تجد من يوقد شمعة الأمل معها، فهي لا تعمل تحت أي تغطية إعلامية أو مظلة حكومية أو مؤسسة أو جمعية.
إنها دينا الحويطية، نشمية بدوية صاحبة حمية من البادية الجنوبية.
هي بانتظار وقوفكم إلى جانبها..... لمواصلة مسيرتها.
كونوا معها صُنّاعًا للأمل.
سليمان الذيابات الحويطات
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-12-2025 10:42 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||