09-12-2025 04:40 PM
بقلم : أ. علي الزينات
لم تعد المشاركة المجتمعية مجرّد حضور شكلي أو دور ثانوي، بل أصبحت اليوم حجر الأساس في إعادة تشكيل الوعي وبناء المجتمعات القادرة على التغيير. فالمجتمع الذي يكتفي بالمراقبة هو مجتمع يدار من الآخرين، أما المجتمع الذي يشارك بفعالية فهو مجتمع يصنع مستقبله بيديه.
من المشاركة تبدأ الحكاية... حين يشعر الفرد أن صوته مسموع وأن جهده يحدث أثرا، وقد يصنع مستقبلا زاهرا وواعدا، هنا تتحول المبادرات البسيطة إلى قوة جماعية قادرة على التأثير. المشاركة تعيد الثقة بين المواطن والمؤسسات، وتفتح الباب أمام الحوار والمسؤولية المشتركة، وتدفع الناس للانتقال من موقع المتلقي إلى موقع الفاعل.
لكن المشاركة وحدها لا تكفي ،فالتغيير الحقيقي يحتاج إلى وعي، وتنظيم، واستمرار. يحتاج إلى أشخاص يرون أبعد من مصالحهم الخاصة، ويدركون أن الإصلاح عمل تراكمي يبنيه الكثيرون عبر سنوات. يحتاج إلى مبادرات تترجم الكلمات إلى فعل، وإلى شباب يؤمنون أن التطوير يبدأ بخطوة، وأن كل خطوة—مهما صغرت—هي جزء من مسار أكبر يتحمله الشباب دون سواهم.
هكذا تتحول المشاركة إلى صناعة تغيير. يتحول الفرد من مجرد رقم إلى تأثير، ومن متفرج إلى صانع قرار. تبدأ المجتمعات بالتعافي، وتكبر طاقة الأمل، وتتجدد قدرة الناس على بناء واقع يليق بهم.
صناعة التغيير ليست حلما بعيدا، بل نتيجة طبيعية لمواطن يؤمن بدوره، ومجتمع يفتح الأبواب، ومؤسسات تحترم الإرادة الشعبية. وعندما تجتمع هذه العناصر، يصبح التغيير ليس شعارا، بل حقيقة تتجسد في كل مدرسة، وكل شارع، وكل يد تمتد لتصنع غدا أفضل.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-12-2025 04:40 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||