02-12-2025 08:08 PM
بقلم : د. رأفت غالب البيايضة
الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة والعالم تُشكّل مدخلاً خطيراً تستغله جهات منظمة لاستدراج الشباب إلى ساحات صراع لا علاقة لهم بها. ومع تفاقم الأزمات المعيشية، يظهر نمط جديد من “تجارة البشر الحديثة”، يقوم على إغراء المحتاجين بعروض عمل براقة، قبل أن يُكتشف أنها بوابة إجبارية إلى ميادين قتال تعجّ بالمخاطر.
ولعل ما شهدته الحرب الروسية–الأوكرانية مثال واضح على هذا التحوّل؛ إذ جرى استقطاب أشخاص من خارج المنطقة عبر وعود مالية ضخمة، ليتحوّلوا فجأة إلى مقاتلين في نزاع لا يعرفون أسبابه ولا أطرافه. المشهد نفسه تكرر في السودان وليبيا حيث اعتمدت بعض الفصائل على جلب مرتزقة من خارج البلاد، ما جعل الحرب تزداد اشتعالاً وتعقيداً بوجود مقاتلين غُرّر بهم عبر الحاجة.
هذه الظاهرة لم تعد حالات فردية؛ بل تسير ضمن شبكات منظمة تقتنص من يعانون من ضيق اقتصادي، وتُقدّم لهم وعوداً براقة بمرتبات مرتفعة أو فرص سفر “قانونية”، لتتحول الرحلة في النهاية إلى فخ قاتل. وما إن يصل الضحية إلى أرض النزاع، حتى يجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: التورط في القتال أو السقوط كهدف جاهز في مرمى النار.
إن حماية شبابنا اليوم ليست مهمة رسمية فقط، بل مسؤولية وطنية ومجتمعية. فالتوعية، والتحذير من أساليب الخداع، وفضح هذه الشبكات، هي الدرع الحقيقي لمنع استغلال الإنسان تحت ضغط الحاجة. فكم من شخص صار رقماً في قائمة مجهولة، لم يعرف عن الحرب سوى أنها كانت نتيجة فقره وطلبه للرزق… وأنه كان مجرد ضحية أُحرقت في “مرمى النار”.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-12-2025 08:08 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||