18-11-2025 12:38 PM
بقلم : أحمد الحوراني
أول من أمس، قادني بعض شأني إلى زيارة مركز السلم المجتمعي في العاصمة عمان والتابع لمديرية الأمن العام، ثم ما لبثت أن أخذتني الدهشة بما رأيت مقدرًا لابن الوطن الأشم رئيس المركز وافر عبارات التقدير إذ لم يبخل عليّ بالإجابة إلى جملة الأسئلة والاستفسارات التي طافت في ذهني فيما له علاقة برسالة ورؤية وأهداف المركز الذي مضى على تأسيسه عشر سنوات لينهض بمهمات جِسام، فكان على قدر الثقة والمسؤولية عبر العديد من الخطط والبرامج والأنشطة التي طالت معظم مناطق المملكة والفئات المستهدفة فيها، وبما ينسجم في نهاية المطاف مع جوهر الحقيقة الماثلة في العمل على تعزيز قيم التعايش والتسامح والتضامن العالمي في سبيل تحقيق العيش المشترك والتنوع الإنساني، ونبذ التطرف والعنف والكراهية.
يُدركُ مركز السلم المجتمعي والقائمين عليه أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني مازال في طليعة كل جهد دولي وإقليمي لمجابهة عصابات الإرهاب والتطرف العنيف ودعاة وأتباع الفكر المتطرف في كل مكان ووفق نهجٍ شمولي يأخذ بعين الاعتبار المجابهة العسكرية والأمنية والفكرية، وعليه فإن أحد أبرز الأولويات التي يعمل هو السعي الدؤوب لإنفاذ توجيهات ورؤى سيد البلاد في مواجهة أصحاب الأفكار الظلالية الهدّامة وسعيهم إلى التأثير على عقول الشباب والانحراف بهم عن جادة الحقيقة والصواب، إذ من المعروف أن الجماعات المتطرفة تبث سموم أفكارها وتصل إلى الشباب عبر وسائل عديدة أبرزها الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مما يضع المركز في واجهة المؤسسات المسؤولة عن تحصين أبناء وبنات الوطن ضد تبعات الفكر الظلامي وما يمكن له أن يُحدثه فيهم إن لم يجدوا من يأخذ بأيديهم ويغرس فيهم الوعي ويعزز لديهم القيم والمفاهيم الصحيحة التي تتسق والمنطق والدين والعادات السليمة، ويجعلهم أدوات فاعلة في مواجهة هذه الشرور والأحقاد بالوحدة والتآخي والعودة إلى ديننا الحنيف والإيمان بالتعددية، وتعزيز قيم المحبة والتآخي وقبول الآخر.
يؤدي مركز السلم المجتمعي المطلوب منه على أكمل وجه، ويعمل بروح وثّابة ويقوم عليه ثُلّة من نشميات ونشامى جهاز الأمن العام والمتميزين جميعهم بالحس المسؤول وباليقظة والنباهة والذكاء، وقبل ذلك ما هم مُدعّمين به من علم ومعرفة مما يجعلهم يقومون بالواجبات المطلوبة وهم يعرفون أن الأمانة المستودعة في أعناقهم ثقيلة لأنهم في مواجهة مستمرة مع دُعاة فكر حقود على كل قيمة فضلى في المجتمع، وفي جميع الأقسام التابعة للمركز هناك ما يبعث على الفخر والاعتزاز بأن وراء كل انجاز عيون آمنت بالوطن وامتثلت رؤى جلالة الملك في إيجاد استراتيجية تخاطب عقول الشباب بالفكر المستنير في العديد من المناهج والبرامج لتكون أكثر عمقا في تعزيز القيم الوطنية العليا والانتماء الوطني وغرس مفاهيم الولاء والانتماء للوطن ولقيادته الهاشمية.
إلى ذلك، كان إيمان المركز بترسيخ قيمة العمل بروح الفريق الواحد، وترجمة المركز لمثل هذا التوجه الراقي، كان عبر تأكيد الشراكة مع مختلف مؤسسات المجتمع المحلي خاصة الجامعات والمدارس عبر مظلة وزارة التربية والتعليم، وغني عن القول أن ذلك له مردود كبير في تحقيق أهداف مركز السلم المجتمعي لأن الشراكة المجتمعية تلعب دورًا لا يُستهان به في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات أو المشاكل الاجتماعية كالفقر والإقصاء والتهميش، وهذا في جوهره يمد جسور التفاهم بين مختلف مكونات مجتمعنا الأردني التي تلتقي على فكر وغاية واحدة تتمثل في محاربة الفكر المتطرف لدى الشباب والتصدي له من خلال وضع خطة مُحكمة للسير عليها في تعزيز الولاء والانتماء للوطن والتصدي لأصحاب الفكر المنحرف ومنعهم من استغلال الظروف المختلفة للشباب وتحقيق اهدافهم الباطلة والتي تتناقض مع ديننا الحنيف وقيمنا الاسلامية وعادات وتقاليد مجتمعنا.
أحمد الحوراني – جامعة اليرموك
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-11-2025 12:38 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||