حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,13 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4515

الربابعة يكتب: عبدالله الثاني،، هيبة الملك وإنسانية القائد

الربابعة يكتب: عبدالله الثاني،، هيبة الملك وإنسانية القائد

 الربابعة يكتب: عبدالله الثاني،، هيبة الملك وإنسانية القائد

12-11-2025 10:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
في عالمٍ تتزاحم فيه الألقاب وتُقاس الهيبة بالبذخ والمظاهر، يبرز نموذج فريد لقيادةٍ استثنائيةٍ لا تحتاج إلى تاجٍ لتُثبت ملكها، ولا إلى مظاهرٍ لتُجسّد عظمتها. إنه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الهاشمي الذي جعل من البساطة عنوانًا، ومن الإنسانية نهجًا، ومن خدمة الوطن والإنسان رسالةً ساميةً يؤمن بها قولًا وفعلاً.

منذ أن إعتلى جلالته العرش في العام 1999، حمل على عاتقه مسؤولية وطنٍ كبير بطموحه، عريقٍ بتاريخه، فكان قائد المرحلة ورمز الثبات في زمنٍ تتغيّر فيه الموازين. جمع بين صلابة القائد العسكري الذي يعرف دروب الميدان، ورهافة الحس الإنساني الذي يلمس هموم المواطن قبل أن تُقال. رؤيته المتوازنة جعلت من الأردن واحة أمنٍ وإستقرارٍ وسط منطقةٍ مضطربة، وصوتًا عاقلًا للحكمة والإعتدال في زمنٍ يعلو فيه ضجيج التطرف والإنقسام.

لم يكن جلالته يومًا بعيدًا عن نبض الشارع الأردني؛ فكم من مرةٍ رأيناه بين جنوده في الميدان، و بين أبناء عشائر الأردن في البوادي والقرى، و بين الشباب في الجامعات، يستمع لهمومهم وآمالهم. فهو يؤمن بأن القيادة الحقيقية لا تكون من فوق، بل من بين الناس ومعهم، وأن الكرامة لا تُمنح من سلطةٍ أو لقب، بل تُكتسب من ثقة الشعب ومحبته.

وعلى الصعيد العربي والدولي، ظلّ الملك عبدالله الثاني مدافعًا صلبًا عن قضايا الأمة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، حارسًا أمينًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومؤمنًا بأن العدالة والسلام لا يتحققان إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني. أما في الداخل، فقد كان همه الأول بناء الإنسان الأردني وتعزيز مكانته، فكانت مشاريعه التنموية والإصلاحية موجّهة نحو تمكين المواطن وتوسيع آفاقه في التعليم والعمل والإبداع.

تاج الملك عبدالله الثاني ليس من ذهبٍ ولا جواهر، بل من حبٍّ وولاءٍ صادقٍ في قلوب الأردنيين. هو ملك للإنسانية، لأن عظمته لا تحتاج إلى رموزٍ تُعلنها، بل تتجلّى في كل موقفٍ شجاع، وفي كل مبادرةٍ إنسانية، وفي كل كلمةٍ صادقةٍ تنبع من قلب قائدٍ يعرف أن العزّة الحقيقية تُبنى بالعدل والإخلاص والتواضع.

لقد كتب الملك عبدالله الثاني سطورًا مضيئةً في سجل التاريخ الأردني الحديث، وترك بصمةً لا تُمحى في وجدان أمّته. سيبقى كما عرفه الجميع: الملك الإنسان، والقائد الحكيم، والرمز الذي جمع الهيبة بالمحبة، والعزم بالرحمة، فكان بحقٍّ ملكًا للإنسانية، وتاجًا لكل الأردنيين.



الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي








طباعة
  • المشاهدات: 4515
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-11-2025 10:10 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم