12-11-2025 08:34 AM
بقلم : حمزة بسام أبو خضير
بعد متابعتي للحملة الانتخابية لعمدة ولاية نيويورك زهران ممداني وقدرته على الفوز امام عملاقة السياسة والانتخابات من منافسيه وجدت أن زهران ممداني، الشاب الأميركي من أصول أفريقية وآسيوية، قد تمكن من أن يصنع من حملته الانتخابية ملحمة سياسية متكاملة، أظهر فيها دهاءً وذكاءً نادرين في عالم السياسة الحديثة.
فعلى الرغم من حداثة تجربته وقلة خبرته مقارنة بخصومه المخضرمين، استطاع أن يتغلب على عمالقة الساحة السياسية في نيويورك لا بقوة المال أو النفوذ بل بقوة الفكرة وصدق الخطاب وعمق التواصل مع الناس حيث بنى ممداني حملته على مبدأ الفهم الحقيقي لاحتياجات المجتمع فخاطب كل فئة بلغتها واهتماماتها وتحدث للطبقة العاملة عن العدالة الاجتماعية، وللجاليات عن الهوية والانتماء، ولجيل الشباب وتحديداً جيل Z عن المستقبل والحرية والفرص فحوّلهم إلى طاقة انتخابية فاعلة تجاوزت كل التوقعات ولم يكتف بالكلام من خلف المنابر بل نزل الى الميدان وشارك الناس فعالياتهم واستثمر المنصات الرقمية بأسلوب ذكي جعل حضوره نابضاً بالحياة وقريباً من القلوب وبهذا استطاع أن يحوّل حملته من منافسة انتخابية إلى حركة وعي جماهيري قادته إلى سدّة الحكم في ولاية نيويورك ليثبت أن الدهاء السياسي لا يقاس بالسنوات في البرلمان بل بقدرة القائد على قراءة الناس والتحدث بلغتهم.
ولعل ما فعله ممداني هو ما تعجز عن تحقيقه كثير من الأحزاب والنواب في الأردن، إذ ما زال الخطاب السياسي لدينا رهين الأساليب التقليدية بعيداً عن نبض الشارع وروح الشباب.
حيث مثلت تجربته درساً عميقاً يمكن أن تستلهمه حملاتنا الانتخابية المقبلة، فالسر في النجاح لا يكمن في ضخامة الشعارات أو في فخامة الصور بل في القرب من الناس والإيمان الحقيقي بقضاياهم ومخاطبتهم بلغة تجمع بين العقل والقلب وبين الوعي والأمل.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-11-2025 08:34 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||