10-11-2025 08:26 AM
بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
ضمن برنامج دراسي وتبادلي حول بيئة العمل الحزبي والأدوات السياسية في الاتحاد الأوروبي كنت صحبة رفاق من حزب الميثاق الوطني نجري الأسبوع الماضي لقاءات ومباحثات في العاصمة البلجيكية بروكسيل مع سبعة مؤسسات وأحزاب أوروبية، من بينها مجموعة حزب الشعب الأوروبي الذي يشكل أكبر كتلة سياسية في البرلمان الأوروبي، وبالطبع مع المفوضية الأوروبية المعنية بالعلاقات مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، والتي تعمل على تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد وتلك الدول، ومن بينها الأردن.
في شهر يناير الماضي تم التوقيع بين الأردن والاتحاد الأوروبي على اتفاقية شاملة للشراكة الاستراتيجية شهدها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ورئيسة المفوضية الأوروبية السيدة أورسولا فون دير لاين، بحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، والتي شملت تقديم حزمة من المساعدات المالية للأردن بقيمة ثلاثة مليار يورو للأعوام 2025 – 2027 وفي ذلك من الدلالات ما يكفي لفهم عمق العلاقة التي تجمع الأردن بالمجموعة الأوروبية التي تنظر إليه من خلال قائده جلالة الملك على أنه بلد فاعل ومؤثر جدا في العلاقات الإقليمية والدولية، يناضل في سبيل الأمن والاستقرار والسلام، ويسعى إلى إعادة صياغة قوة المجتمع الدولي لحسم النزاعات على مبدأ حل الصراعات من جذورها وليس وفقا لتداعياتها وتفاعلاتها الجانبية.
الأوروبيون يعرفون أن جلالة الملك يؤمن بمفهوم التحالف من أجل إقرار الحق والعدل والتصدي للإرهاب والتطرف والكراهية، وأنه ينادي بالحوار الهادف لإزالة الأفكار المسبقة والمفاهيم الخاطئة، خاصة تجاه الإسلام الحنيف، فضلا عن جهوده التي بذلها من أجل وقف حرب الإبادة على غزة، وتأمين المساعدات العاجلة بجميع أشكالها لضحايا جريمة العصر، وكذلك وقف الاستيطان والعدوان على الضفة الغربية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وأنه يعول كثيرا على الاتحاد الأوروبي ليقوم بمسؤولياته تجاه قضايا المنطقة بما في ذلك التعاون الاقتصادي الذي يخدم مصالح الدول وشعوبها.
لم أكن أتصور أنا وأعضاء الوفد مدى رسوخ الأردن كبلد استثنائي في عقل ووجدان كل من تبادلنا معهم الحديث حول إمكانات وآفاق التعاون السياسي والفكري، وتبادل الخبرات في مجالات العمل الحزبي، ولم يغب عنهم الإشادة بجلالة الملك كقائد إستراتيجي يعرف قادة أوروبا له بحنكته وشجاعته، ويثقون بعمق فهمه لأزمات المنطقة ومشكلاتها، وانعكاسها على التوازنات الدولية، وخاصة على أوروبا الأكثر قربا وتأثرا في ضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط بشكل خاص!
تشعر كذلك بالفخر والاعتزاز وهم يتحدثون عن الحضور الإنساني العالمي لجلالة الملكة رانيا العبدالله، وعن مبادرات سمو ولي العهد لتمكين الشباب، أو عن الأردنيين أصحاب نخوة وأهل كرم في بلدهم، وأصحاب خبرة ومصداقية يعملون في أرقى المؤسسات التعليمية والصحية والاستثمارية الأوروبية، ولا تملك إلا أن تقول إن صورة الأردن وسمعته بقيادته وشعبه وبقيمه ومبادئه النبيلة هي رصيد هائل لصالح علاقاتنا الإقليمية والدولية، تحتاج منا جهدا متراكما لكي نقترب من المكانة التي أحرزها جلالة الملك على مستوى الصورة والسمعة المهيبة في كل مكان.
كانت المباحثات شاملة لكل مجالات التعاون والتنسيق الحزبي بين بلدنا ودول الاتحاد الأوروبي، ومن المؤكد أننا سنضع شركاءنا في الأحزاب الوطنية الأردنية في صورة ونتائج تلك الزيارة على أمل أن نقيم قدرا مناسبا من التعاون المشترك بشأن العلاقات الخارجية التي تتسق وتخدم مصالح بلدنا العليا!
لا أختم هذا المقال من دون أن أفي ذلك الدبلوماسي الرائع سعادة السفير يوسف البطاينة حقه في الشكر والثناء، ولفريقه الدبلوماسي المحترف على حضوره الفاعل فوق تلك الساحة سفيرا لدى بلجيكا ولدى الاتحاد الأوروبي، وعلى فتحه أمامنا من السبل ما كنا بحاجة إليه للتعريف بالحزب وبمسيرة التحديث السياسي والاقتصادي والإداري ضمن عمليات الإصلاح والنهوض الشامل، والتعبير عن رغبتنا الأكيدة بالتعاون والتنسيق والاستفادة من التجربة الديمقراطية الأوروبية العريقة!
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-11-2025 08:26 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||