سرايا - انتقل إلى رحمة الله تعالى ظهر اليوم الأحد، في العاصمة الأردنية عمّان، الداعية المصري الشهير زغلول النجار، عن عمرٍ يناهز 92 عامًا.

وسيُشيَّع جثمانه يوم غدٍ الاثنين في عمّان.



من هو زغلول النجار؟
زغلول النجار عالم جيولوجيا وداعية إسلامي مصري، اشتهر بإلقاء المحاضرات والندوات حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والحديث النبوي.

درس في كلية العلوم بجامعة القاهرة وتخرّج فيها سنة 1955 بمرتبة الشرف، وحصل على جائزة الدكتور مصطفى بركة في علوم الأرض.

وهو زميل الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية وعضو في مجلس إدارتها، وأحد مؤسسي الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.



نشأته
وُلد زغلول بن راغب محمد النجار في قرية مشال التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، يوم الجمعة 29 من رجب 1352هـ، الموافق 17 نوفمبر 1933م، لأسرةٍ مسلمةٍ محافظة؛ فكان جدّه إمام القرية، وكان والده من حفظة القرآن الكريم.

ويحكي زغلول أنه إذا أخطأ أثناء تلاوته للقرآن كان والده يردّه في خطئه وهو نائم.

بعد إتمامه حفظ القرآن، انتقل بصحبة والده إلى القاهرة، والتحق بإحدى المدارس الابتدائية وهو في التاسعة من عمره.

أتم دراسته الابتدائية، والتحق بمدرسة شبرا الثانوية عام 1946، وكان من أوائل الخريجين. وأمره ناظر المدرسة بالمشاركة في مسابقة اللغة العربية لتفوقه فيها، وكان أستاذه في المادة أحد المشاركين أيضًا، فاستحى زغلول من منافسته، لكن الناظر أصرّ، فشارك وحصل على المركز الأول، فيما حلّ أستاذه في المركز الثاني والأربعين.

التحق بعد ذلك بكلية العلوم في جامعة القاهرة، حيث افتُتح قسم جديد للجيولوجيا، فأحبه بفضل رئيس القسم الألماني، وتفوق فيه حتى حصل على بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف.

لكن بعد تخرّجه، شارك في مظاهرة سياسية فاعتُقل لفترة قصيرة، وبرّأته المحكمة، غير أن القرار السياسي آنذاك رفض تعيينه معيدًا في الجامعة بسبب انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين.

عمل بعدها في شركة صحارى للبترول، لكن رُفض منحه تصريحًا بالعمل لأسباب سياسية، ففُصل من الشركة، فالتحق بالعمل في مناجم الفوسفات بوادي النيل لمدة عامين، وكان له تأثير إيجابي على العمال والإدارة.

رفع دعوى قضائية ضد الجامعة بسبب رفض تعيينه، وربحها، وعمل في جامعة عين شمس عامًا واحدًا قبل أن يُفصل مجددًا بقرار سياسي.

استمر بعدها في العمل في مناجم الفحم بشبه جزيرة سيناء ضمن مشروع السنوات الخمس للصناعة، ثم اختير للعمل في جامعة الملك سعود بالرياض، وتقدّم للحصول على درجة الماجستير من جامعة ويلز في بريطانيا.

وعند استعداده للسفر، مُنع من المغادرة، لكن بعد حادثة طريفة مع الضابط المسؤول، الذي سمح له لاحقًا بالسفر، لحق بالسفينة بعد أن استأجر قاربًا صغيرًا، إذ كانت السفينة لا تزال في المياه الإقليمية المصرية.



شهاداته
• حصل على درجة الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز في بريطانيا عام 1963م، ومنحته الجامعة درجة الزمالة بعد الدكتوراه.

• نال درجة الأستاذية (البروفيسور) عام 1972م.

• حصل على بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف من جامعة القاهرة سنة 1955م، وكان أول دفعته، فنال جائزة بركة لعلوم الأرض.



وظائفه ونشاطاته
عمل النجار في عدد من الشركات، كما درّس في جامعات عدة داخل مصر وخارجها، منها:

• جامعة عين شمس (القاهرة)

• جامعة الملك سعود (الرياض)

• جامعة ويلز (المملكة المتحدة)

• جامعة الكويت (الكويت)

• جامعة قطر (الدوحة)

• جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (الظهران، 1978–1996م)

• جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس، أستاذ زائر 1977–1978م)

• المعهد العربي للتنمية بالخبر، مستشار التعليم العالي (1996–1999م)

• جامعة الأحقاف (اليمن، 1999–2000م)

• معهد مارك فيلد للدراسات العليا في بريطانيا (2000–2001م)

• رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر (2001م).

وكان آخر منصب أكاديمي شغله أستاذًا في جامعة العلوم الإسلامية العالمية في عمّان.



جوائزه وتكريمه
حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، منها:

• جائزة روبرتسون للأبحاث (جامعة ويلز، 1963–1967م).

• زمالة جامعة ويلز – بريطانيا سنة 1963م.

• جائزة رئيس جمهورية السودان التقديرية ووسام العلوم والآداب والفنون الذهبي عام 2005م.



إنتاجه العلمي
له أكثر من 150 بحثًا ومقالًا علميًا منشورًا، وقرابة 45 كتابًا بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، فضلًا عن مقالات أسبوعية ويومية في رمضان.

كما له سلسلة من الأشرطة السمعية والبصرية والأقراص المدمجة في مجالات متعددة، أهمها موضوع الإسلام والعلم.



برامجه الإعلامية
قدّم برنامج «الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة» خلال شهر رمضان 1429هـ على قناة اقرأ، وشارك في عدد من الحلقات التلفزيونية، منها لقاؤه على قناة الجزيرة في برنامج «بلا حدود» في حلقة بعنوان «أخطار الزلازل والبراكين على الدول العربية» التي بُثت في 29 أيلول/سبتمبر 1999، وقدّمها الإعلامي أحمد منصور.