05-11-2025 09:02 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
ليست وحدها مُعضلة مياه البربيطة التي لم تمنحها لحكومات المتعاقبة ولو برهة من وقتها ، فمعاضل كثيرة ما زالت تراوح مكانها . سواء الفقر او البطالة او الجوع ، وغيرها كثير ، فمعضلة مياه البربيطة تسلط الضوء على تحديات جمة تواجه الحكومات الأردنية المتعاقبة في تأمين المياه الصالحة للشرب للمواطنين حيث يُعاني سكان منطقة البربيطة من نقص المياه وتلوثها، مما أسهم في تفاقم الوضعين الصحي والبيئي لديهم، وهي ليست الوحيدة ، فقد تركتها الحكومات لسنوات بدون أي التفات للطلبة الذين لا مدارس لهم والجوع يفتك بهم ،فيما اصباع اقدامهم تعاند الأحذية ، ولم يجدوا من يرتق ثقب بردها ، فالوزراء لا يعرفون اين هي البربيطه ، و هي ليست وحدها بل هناك عشرات القرى بل المئات في الأردن لا تعرف الحد الانى من التغذية والمياه والدفئ ، ولا تعرف الملاعب ولا الصالات الرياضية ولا برك السباحة التي تعج بها منازل الوزراء وأصحاب الدولة ، فعلى صعيد الحكومات المتعاقبة لم يتم العمل على أي من المشاريع لمُعالجة مشاكل المياه والمشاكل الأخرى الكثيرة ، سواء بزيادة عدد الصهاريج لنقل المياه إلى الأهالي او إنشاء محطة معالجة مياه تمنح المواطن شربة ماء خالية من أي براثن او شوائب .
اما الجهود التي من الواجب ان تقوم بها الشركات كمسؤولية اجتماعية تجاه هولاء ، او تجاه قرى أخرى فلا يوجد في قاموس أي شركة او مؤسسة تفكير تجاه تلك القرى ، بالرغم من الأموال الكبيرة التي تكتنزها تلك الشركات ، وتصرف في غير مكانها او في اتجاهات أخرى لا مردود منها او تمكين او تنمية مستدامة تعدود بالنفع على المجتمع المحل.
فالحكومات المتعاقبة لم تقوم باي تحسين لشبكات المياه في مناطق عدة وفي قرى كثيرة لضمان كفاءة أعلى وتوزيع أفضل ليس للمياه فقط ؛بل في مجالات أخرى تعتبر العمود الفقري لسيرورة الحياة اليةمية في تلك المجتمعات ، ولن تبدي الحكومات المتعاقبة وعلى مدى سنوات طويلة استعدادها لتحمل مسؤولية المساهمة في حل أي معضلة سوى انها تتشدق بالإنجازات التي وجدت انها في خانة الصفر وتراوح مكانها ، فيما أصحاب الدولة صدعوا رؤوسنا بالقادم اأجمل والهوية الوطنية، والتحديث وغيرها من مُصطلحات عفا عليها الزمن وسئمها كل اردني لم تعد تُجدي نفعا ، ولم تقم باي تحديث او اتسجابة الا من خلال توجيهات ملكية ، اما لشركات صاحبة رؤوس الأموال الطائلة فلم تسعى لتعزيز دورها في التنمية المٌستدامة ودعم المجتمعات المحلية في شتى أنحاء المملكة .سوى انها تسعى لزيادة رواتب المسؤولين فيها وتحسين أوضاعهم .فيما الفقراء والجوعى لم يعد لهم أي مصدر دعم او دخل ، فنال منهم المرض ونحلت أجسادهم جوعا ، واصبحوا يعُانون من امراض عدة جراء سوء التغذية وعدم وجود مياه صالحة للشرب .
مُعضلة البربيطة ومياهها وسوء تغذية اطفالها وطلبتها لم تكن هي الأولى والأخيرة في بلد فيه اكثر من 30 وزيرا ، وهيئات مُستقلة وصناديق بالعشرات ، بل ان كثير من قرى ومناطق الوطن تئن تحت وطأة الفقر والجوع وسوء التغذية وضيق ذات اليد .
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-11-2025 09:02 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||