سرايا - خاص -أثار قرار وزارة الزراعة السماح باستيراد زيت الزيتون الجاهز ردود فعل غاضبة بين المزارعين وأصحاب المعاصر، الذين اعتبروا الخطوة ضربة قاسية للموسم المحلي وللعمالة الأردنية التي تعتمد على هذا القطاع كمصدر رزق أساسي.

وقال عضو نقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون في الأردن سامر الطراونة، وهو صاحب معصرة ايضا لسرايا إن القرار من شأنه أن يضرب السوق المحلي ويشجع على الغش والخلط، كما حدث قبل أربع سنوات عندما أُغرق السوق بزيت مستورد مجهول المصدر

وأوضح الطراونة أن البديل الأفضل لدعم الاقتصاد الوطني وخفض البطالة يتمثل في استيراد حبّ الزيتون لعصره محليًا داخل المعاصر الأردنية الحديثة، مؤكدًا أن هذا الخيار يضمن جودة الزيت، ويحافظ على السمعة العالمية الممتازة للزيت الأردن

وأضاف بدل ما نستورد زيت جاهز ما بنعرف مصدره "خلينا نستورد حب زيتون ونعصره بمعاصرنا. هيك بنشغل عمالتنا، بننزل الأسعار، وبننتج زيت عالي الجودة وتحت رقابة أردنية".

واشار الى ان المعاصر في الاردن تحتوي معدات حديثة جدا بالاضافة الى انها لا تسمح بعصرة ثانية كما في دول اخرى تقوم بخلط الجفت وبذلك نضمن زيت زيتون طازج وذو جودة عالية .

وبين لسرايا إلى أن عصر الزيتون داخل الأردن لا يقتصر على إنتاج الزيت فقط، بل يُشغّل سلسلة اقتصادية متكاملة تبدأ من المعاصر، ومصانع التنك، وصهاريج نقل الزيبار، والمخابر الزراعية، ما يشكّل مصدر دخل لآلاف الأسر الأردنية خلال الموسم.

وقال أن بعض الأصوات التي تروّج لاستيراد الزيت الجاهز بحجة تخفيض الأسعار «تغفل عن الواقع»، موضحًا أن إجراءات الشحن والتخليص والتوزيع تستغرق نحو شهرين، ما يعني أن الزيت المستورد لن يصل إلا بعد انتهاء الموسم وذروة الطلب، وبالتالي «لن يحقق أي انخفاض فعلي في الأسعار».

وأضاف الطراونة أن استيراد حب الزيتون من مصر يمكن أن يتم خلال يومين فقط عبر المعابر، مؤكدًا أنه تقدّم ومجموعة من المزارعين بهذا المقترح إلى وزارة الزراعة، إلا أنه «لم يصدر أي قرار بالموافقة عليه حتى الآن».

وحذر من أن فتح باب الاستيراد قد يؤدي إلى «تكدّس المنتج المحلي وتراجع الأسعار بشكل يضر بالمزارع الأردني والمعاصر الوطنية»، داعيًا الحكومة إلى مراجعة القرار ودعم الصناعة الوطنية بدلًا من استيراد الزيت الجاهز.