حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,5 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2312

أبو زيد يكتب: الإقتتال السوداني الداخلي .. من المستفيد ومن الضحية!؟

أبو زيد يكتب: الإقتتال السوداني الداخلي .. من المستفيد ومن الضحية!؟

 أبو زيد يكتب: الإقتتال السوداني الداخلي ..  من المستفيد ومن الضحية!؟

03-11-2025 11:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد
في ظل انشغال العالم بما جرى ويجري من أحداث وحرب إسرائيلية على قطاع غزة منذ عامين، سقط فيها ما لا يقل عن مئة ألف بين شهيد وجريح، كان السودان، على الجانب الآخر، يشهد منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريبًا أوضاعًا صعبة جدًا ولأول مرة في تاريخ السودان بهذا المستوى المعقد، والذي يُعتبر من أعقد مراحل تاريخ السودان الحديث.
حيث تحوّل الصراع بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي إلى حربٍ مفتوحة التهمت الدولة، ومزّقت النسيج الاجتماعي والوطني، وأغرقت الشعب السوداني في دوامةٍ من العنف والدمار والمعاناة الإنسانية، وكان الشعب هو الضحية. ولا يخفى على أحد أن الخلاف ثنائي بين شخصيتين قياديتين غلب عليهما حب الأنا: أنا والطوفان من بعدي...
ما يجري في السودان لم يعد صراعًا من أجل الإصلاح أو حماية مؤسسات الدولة، بل أصبح صراعًا على من يملك مفاتيح السلطة والنفوذ والثروة.
فكلا الطرفين يرفع شعارات الوطنية، لكنّ الواقع يؤكد أن الشعب هو الحلقة الأضعف، وهو الضحية ومن يدفع الثمن، وأن الدولة السودانية ومؤسساتها تعجز الآن عن تقديم الخدمة للشعب السوداني كما يحب، لذلك فإن هذه المؤسسات هي من تدفع الثمن أيضًا.
تعدد الأطراف وتضارب المصالح
القتال الدائر لم يعد شأنًا داخليًا بحتًا، فالمشهد السوداني بات ساحةً لتقاطع أجندات إقليمية ودولية، الكل يريد أن يحصل على جزء من الكعكة.
فهناك من يرى في السودان بوابةً لموارد ضخمة من الذهب والمعادن، وموقعًا استراتيجيًا يطل على البحر الأحمر، لذلك تتداخل مصالح قوى خارجية تسعى لترسيخ نفوذها عبر دعم هذا الطرف أو ذاك، لتتحول المعركة إلى حربٍ بالوكالة بامتياز.
من المستفيد؟
المستفيدون الحقيقيون كُثُر، وهم تجار الحروب، والدول الطامعة في خيرات السودان، واللاعبون الإقليميون الذين وجدوا في الخراب السوداني فرصةً لإعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة.
كما تستفيد بعض القوى الدولية من استمرار الفوضى لضمان عدم نهوض السودان كقوةٍ إفريقيةٍ عربيةٍ مؤثرة تمتلك ثروات هائلة وقدرات بشرية متميزة.
من الضحية؟
الضحية بلا شك هو الشعب السوداني الذي يعيش مأساةً إنسانية بكل المقاييس.
ملايين النازحين، ومدن مدمَّرة، وانهيار في كل الخدمات الأساسية، وأزمة غذاء ودواء، وجوع وفقر... مشهدٌ إنسانيٌّ يوجع الضمير الإسلامي والعربي والإفريقي.
فما يجري هو اغتيالٌ ممنهج لدولةٍ كانت قادرة على النهوض لو توفرت الإرادة الوطنية الصادقة في توفير الأجواء الديمقراطية لإجراء انتخابات دستورية وتشكيل حكومة مدنية، وهذا فشل تحقيقه أكثر من مرة.
إلى أين يتجه السودان؟
هذا الوضع، في حال الاستمرار على هذا النحو من الصراع وارتكاب الجرائم بحق المدنيين وانتهاك حقوق الإنسان، وخاصة بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع، سيقلب الموازين، مما يسهل تقسيم السودان مرة أخرى بعد تفكيكه وتوزيع خيراته بين الداعمين لكلا الطرفين.
فإن خطر تفكك السودان أو تحوّله إلى بؤر نفوذٍ متناحرة يصبح أمرًا واقعًا لا محالة.
ولا سبيل للخروج إلا عبر حوارٍ وطنيٍّ شاملٍ تسوده التضحية والإيثار، وإجراء انتخاباتٍ ديمقراطيةٍ بإشرافٍ دوليٍّ محايد، تهدف إلى إبعاد العسكر عن تسلّم الحكم في الدولة، وإفساح المجال لقيام نظامٍ مدنيٍّ وحكومةٍ مدنيةٍ منتخبة، مما يُعيد بناء الثقة بين القوى السودانية على أساس دولة القانون والمؤسسات، لا دولة الميليشيات والمصالح الخاصة التي تحرق الأخضر واليابس وهنا لا بد من تحرك دولي الي جانب تحرك عربي وإسلامي لإنقاذ السودان مما هو فيه الان.....











طباعة
  • المشاهدات: 2312
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-11-2025 11:48 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم