03-11-2025 11:30 AM
بقلم : عاهد الدحدل العظامات
دائماً ما تُلامس القلوب خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يُوجهها للأردنيين، أبناء شعبه، وسنده الذي لا يميل، ما جعل من الأردن بلداً آمناً قوياً صامداً عصيّاً غصنه على الإنكسار أمام أعاصير التحديات الداخيلة، ولهيب الحروب إذا ما ثارت وإندلعت من حوله.
يُخاطبنا جلالته بلغة طابعها أبوي، يتحسس الهموم، يُسلط الضوء على نقاط الضعف، ويعد بمستقبل أفضل، ويحث على التكاتف والتعاون لأجل مواصلة المسيرة التي لم تتوقف مُنذ إنطلاقتها. داعياً الجميع لِمظافرة الجهود للعمل المُشترك لتحقيق الرؤية الإصلاحيّة الذي دشنها جلالته؛ والذي تُعَد بوصَلةً نحو واقعٍ أردني زاهر ومُزدهر.
وفي خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالته في إفتتاحيّة الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، ضمانة تأكيديّة على قُرب الملك من الأردنيين، ومن حياتهم، ومن واقعهم، وإدراكه وجعهم، ومعرفته بقلقهم على مستقبلهم؛ ما يدفعه ذلك لأن يكون قلقاً بشكلٍ دائم، دون أن يكون خائفاً؛ ذلك لإيمانه بعزائم وصلابة الأردنيين الذين لا يرضخون للتحديات، ولا يستسلمون للوقائع الصعبة التي لا تجعله يضعف أو ينحرف عن بوصلة الإنتمائيّة لوطنه.
إن القلق الذي يشعر به القائد ليس بدافع الخوف، وإنما يشير إلى التفكير المُستمر بمستقبل وطنه وأبناء شعبه. وهذا ما يفعله الأب تجاه أبنائه. فكيف عندما يكون هذا الأب هو قائد وطن، ورُبان سفينه، يحمل في داخله همَّاً كبيراً يتمثل في مواصلة المسير للوصول إلى مستقبل آمن. وفي ذات الوقت، فإن هذا القائد الأب لا ينظر لنفسه أن الأمر والنهي له وحده من قبل ومن بعد؛ وأنما في خطاباته وتحركاته دائماً ما تجده يُعظّم التشاركيّة مع أبناء شعبه. فالقائد يستمد قوته من إيمانه بالله أولاً، ثُم من عزيمة الأردنيين؛ والأردنيين يستمدون عزيمتهم من حناكة وحكمة وعدالة وقُرب القائد.
ينظر جلالته إلى الأردنيين على أنهم الجدار الصلب الذي يستند عليه الوطن، ويجعله دائماً آمناً إذا ما حاوطت به المخاطر. فالأرديين أثبتوا عبر تاريخ التحديات أنهم أكثر الشعوب قُدرة على الصمود؛ ذلك لأنهم أحبوا تراب أرضهم، وآمنوا بأن وطنهم يستحق صبرهم وتضحياتهم، وأن ما يُقدمونه في سبيله ما هو إلّا إمتداداً لسيرة ومسيرة التضحيات التي قدمها الأجداد السابقيين الذين قدموا أرواحهم في سبيل تأسيس هذا الوطن وبقاءه حُراً. واليوم يُكمل الأردنيين هذه المسيرة الذي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، ويصونها الجيش العربي المصطفوي. جيش الكرامة والشجاعة.
لقد خصَّ جلالته في خطاب العرش السامي أمام مجلس الأمة المؤسسة العسكرية، إذ قال صادقاً، وهُنا أقتبس: ": "هنا رجال مصنع الحسين، درعا مهيبا" ما يعكس إهتماماً ملكياً بالجيش العربي، بوصفه الدرع الحامي للوطن، ولإرثه الذي أُسس على الكرامة والشجاعة والبطولات والفداءات. فالجيش العربي ليسَ مُجرد شعاراً يُزيّن جباه الرجال، ولا فوتيكاً يُرتدى؛ وإنما الجيش هو مصنع للرجولة التي تربت على أن أمن الأردن أمانة، فما يوماً خانَ الجيش ولا إستكان عن دوره البطولي في حماية الحمى. ولا أخلف بعهده أن يبقى خلف القيادة الهاشمية.
الحسين؛ أمير الشباب وقدوتهم وأولهم جُنداً لهذا الوطن. هكذا ينظر جلالته إلى إبنه بكونه شاباً يانعاً، وهكذا يُريده ويحثَه أن يكون مع الشباب. هذه الفئة الذي يُراهن جلالته على دورها الفعّال في صياغة مستقبلهم الواعد المَبنيّة قواعده على ما أُنجز في مسيرة النهضة، لمواصلتها بفكرٍ ونهجٍ صاعد.
لقد تعلمنا في خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني أن مَن أراد التقدم، فعليه مواصلة طريقه دون توقف؛ واضعاً في قلبه الإيمان بالله، ونُصب عينيه الأردن، هذا الوطن الذي يستحق أن يُجاهد الجميع لأجل بناءه وحمايته. ولهذا، فإن المسيرة مُنذ سنواتٍ طويلة ماضية بقيادة الهاشميين وعزم الأردنيين، الذين توافقت رؤآهم وإنسجمت تطلعاتهم. ومع جلالته، وصلت المسيرة مُجمل أهدافها، ولا تزال ماضيّة في تحقيق كُل ما يجعل الأردن قوياً، وما يدفع بالأردنيين نحو الواقع الأفضل الذي يستحقونه.
ولأن فلسطين قضيتنا، وأهل غزة هُم أهلنا، ولأن الجُرح واحد، فكان محوراً هاماً حديثه في خطابه عن القطاع الذي خرج أخيراً من مأزق الحرب التي دارت فيه لعاميين دون توقف. كان للأردن خلال ذلك الدور الإنساني الفعال في الوقوف إلى جانب الأشقاء من جهة؛ ولاعباً دبلوماسياً وسياسياَ حمل ملف المطالبة بضرورة وقف الحرب، وجال وصال مراكز القرار العالمي. حتى تحقق ذلك، وإنتهت الحرب.
نُحب صوت الملك وهو يتحدت إلينا بلغة المؤمن بالله، الواثق بأبناء شعبه، المُطمئن على وطنه الذي لا تنام أعين الرجال، ولا تغفل عن حمايته. أما التحديات، فهي أصبحت أشبه بروتيناً إعتاد عليه الأردن والأردنيين. فبلداً نجى من نيران الحروب حوله، وإستطاع أن تجاوز محنه وتحدياته الجسيمة في أكثر الأوقات إشتداداً. سيبقى شامخاً. لأن من يقوده قائد حكيم، ومَن يعيش على أرضها شعب وفيّ عظيم.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2025 11:30 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||