سرايا - - سجلت أسعار الذهب والفضة تراجعًا كبيرًا خلال الأسبوع الماضي، إذ أوضح محللو شركة هيريوس للمعادن الثمينة أن تلاشي العوامل التي كانت تدعم الأسعار على المدى القصير، إلى جانب تحسن المعروض الفعلي في السوق، قد يؤديان إلى استمرار مرحلة التصحيح لفترة أطول من المتوقع.

المحللون الذين حذروا منذ أسابيع من أن الذهب أصبح في حالة تشبع شرائي مفرط، أكدوا في تقريرهم الأخير أن موجة الارتفاع الحادة للذهب قد بدأت بالفعل في التراجع بشكل ملحوظ.

وأشار التقرير إلى أن سعر الذهب سجل أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ عام 2013، إذ هبط بنسبة 6.8% من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4,382 دولارًا للأوقية إلى أدنى مستوى في 21 أكتوبر. وجاء ذلك بعد صعود مذهل بنسبة 66% منذ بداية العام، وأكثر من الضعف خلال 18 شهرًا منذ أن اخترق الذهب قممه السابقة في مارس 2024.

بينما تشير تحليلات هيريوس إلى استمرار التصحيح مع تراجع الطلب الهندي وتحسن المعروض العالمي، تقدم أداة WarrenAI رؤية استباقية تربط بين مؤشرات التقلب القياسية وتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة. هذه الرؤية المتكاملة تساعدك على تحديد نقاط التحول في توقيت حرج تشهد فيه الأسواق تفاوتاً بين المؤشرات الفنية والمحركات الأساسية.


وعلى المستوى العالمي، ارتفعت حيازات صناديق المؤشرات المتداولة في الذهب (ETFs) بمقدار 723 ألف أوقية خلال الفترة بين 13 و17 أكتوبر، وأضافت ما يقرب من الكمية ذاتها خلال أول يومين من الأسبوع التالي، من بينها 371 ألف أوقية في يوم 21 أكتوبر، ما يعكس استمرار حماس بعض المستثمرين رغم تراجع الأسعار.

وأكدت هيريوس أن المحركات الأساسية للاستثمار في الذهب ما تزال قائمة، وأن التصحيح الحالي قد يكون مؤقتًا، مشيرة إلى احتمال استئناف الارتفاع إذا استمر المستثمرون في زيادة تعرضهم للمعدن النفيس.

تحذيرات من المبالغة في الارتفاع وارتفاع التقلبات لكن التقرير حذر من أن أسعار المعادن الثمينة تجاوزت بكثير متوسطاتها المتحركة طويلة الأجل، وهو ما قد يشير إلى ارتفاع مفرط وسريع يصعب استدامته. وأوضح أن التجارب السابقة تظهر أن موجات التصحيح عادة ما تمتد لبضعة أشهر، مستشهدًا بفترة التداول العرضي التي امتدت نحو أربع سنوات بعد قمة عام 2020 قبل أن يعود الذهب لتسجيل قمم جديدة.

وأضاف التقرير أن مؤشر تقلب صناديق الذهب في بورصة شيكاغو (CBOE Gold ETF Volatility Index) بلغ أعلى مستوى له منذ أكثر من خمس سنوات، متجاوزًا مستويات التقلب التي شهدها العالم مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وخلال تعاملات يوم الثلاثاء، واصل الذهب خسائره بشكل متدرج، حيث انخفض السعر الفوري إلى ما يقرب من 3900 دولار للأوقية.

أسواق الفضة تتراجع وموجة بيع حادة تثير القلق اتجهت أنظار المستثمرين إلى الفضة التي شهدت هي الأخرى تراجعًا قويًا وسط مخاوف من المبالغة في ارتفاعها.

وأشار المحللون إلى أن أسعار الفضة انخفضت بنسبة 6% خلال الأسبوع الماضي، وكانت أغلب الخسائر في جلسة الثلاثاء التي هبطت فيها الأسعار بنحو 9% أي ما يعادل 4.50 دولار للأوقية. ولم يكن هناك سبب محدد لهذا الهبوط، بل بدا أن المستثمرين قرروا الحد من اندفاعهم التفاؤلي بعد فترة من التحذيرات بأن الأسعار تجاوزت المتوسط المتحرك لـ200 يوم.

وأوضح التقرير أن متوسط المدى الحقيقي لمدة 14 يومًا وصل إلى 1.90 دولار أثناء عمليات البيع الحادة يوم الثلاثاء، ما تسبب في تفعيل أوامر إيقاف الخسائر وزيادة عمليات جني الأرباح، إلا أن مؤشرات الشراء عند الانخفاض ظهرت مع تدفقات صافية إلى صناديق الفضة بلغت 13 مليون أوقية خلال الأسبوع ذاته.

تدفقات المعدن من المخازن العالمية شهدت الأسواق أيضًا تحسنًا في ظروف السيولة، إذ خفّت الضغوط في السوق الهندية مع انتهاء موسم الأعياد وتراجع الطلب الاحتفالي. وفي المقابل، استمر تحسن السيولة في لندن مع تدفقات المعدن من مخازن كوميكس (COMEX) وآسيا، مما خفّض من معدلات الاقتراض القصيرة الأجل والزيادات في الأسعار الفورية.

وأشارت هيريوس إلى أن اختناق السوق بسبب مراكز البيع القصيرة قد تراجع مع خروج نحو 8 ملايين أوقية من مخازن كوميكس، ليصل الإجمالي إلى 33 مليون أوقية منذ بداية الشهر، بعد فترة طويلة من التدفقات الداخلة. كما شهدت بورصة شنغهاي للعقود الآجلة خروجًا قياسيًا للفضة بلغ 1,495 طنًا خلال الأسبوع، مع أكبر تدفق يومي مسجل يوم الأربعاء بلغ 338 طنًا.

وفي يوم الثلاثاء، واصلت أسعار الفضة التراجع، لتسجل أدنى مستوى لها عند 46.12 دولار، بتراجع بنسبة 1.6%.