سرايا - مع ازدياد وتيرة السفر عالميًا وعودة حركة الطيران إلى نشاطها الكامل، بدأت شركات الطيران حول العالم في تحديث سياساتها المتعلقة بأمتعة اليد، وهو ما أربك العديد من المسافرين الذين وجدوا أنفسهم أمام قواعد جديدة أو مشددة لم يكونوا معتادين عليها. لم يعد حمل حقيبة يد صغيرة أو حقيبة ظهر أمرًا بسيطًا كما كان من قبل، إذ تختلف القيود من شركة لأخرى، وتتغير التفاصيل بين الرحلات الداخلية والدولية. في ظل هذه التغييرات، أصبح من الضروري للمسافر أن يعرف ما يُسمح له بحمله داخل المقصورة وما يجب وضعه في الأمتعة المشحونة، لتجنب المفاجآت عند بوابة الصعود إلى الطائرة.

القياسات الجديدة والسياسات المتباينة بين الشركات لم تعد القواعد الخاصة بأمتعة اليد موحدة كما كانت في السابق، إذ باتت كل شركة طيران تضع معاييرها الخاصة للوزن والحجم المسموح به. على سبيل المثال، تسمح بعض شركات الطيران منخفضة التكلفة مثل "رايان إير" أو "ويز إير" فقط بحقيبة صغيرة توضع تحت المقعد الأمامي، بينما تفرض رسومًا إضافية على أي حقيبة أكبر توضع في الأرفف العلوية. في المقابل، لا تزال شركات الطيران الكبرى مثل "الخطوط القطرية" أو "الإمارات" أكثر مرونة، إذ تسمح للمسافر بحقيبة يد تزن حتى 7 أو 10 كيلوغرامات بالإضافة إلى حقيبة صغيرة شخصية. أما في الرحلات الأمريكية، فتختلف السياسة باختلاف نوع التذكرة، حيث أصبحت الفئة الاقتصادية الأساسية أكثر تقييدًا من ذي قبل. هذه الفروقات تجعل من المهم التحقق من سياسة شركة الطيران قبل الحجز، خاصة أن العديد من الشركات بدأت بتقليل الوزن المسموح لتقليل الازدحام داخل المقصورة وتسريع الصعود إلى الطائرة.


التكنولوجيا الأمنية تغيّر محتوى الحقائب من أبرز التغييرات الحديثة التي طالت أمتعة اليد، التطورات في إجراءات الأمن داخل المطارات. فمع اعتماد أجهزة الأشعة الحديثة ثلاثية الأبعاد (3D scanners)، بدأت بعض المطارات الأوروبية مثل مطار هيثرو في لندن ودبلن في أيرلندا بتخفيف القيود التقليدية على السوائل والأجهزة الإلكترونية. ففي تلك المطارات، لم يعد من الضروري إخراج الحواسيب المحمولة أو زجاجات السوائل الصغيرة من الحقائب عند التفتيش، كما يمكن حمل سوائل بأحجام تصل إلى 2 لتر في عبوة واحدة، وهو ما يمثل نقلة نوعية مقارنة بقاعدة "100 مل" القديمة. ومع ذلك، لم تُعمم هذه الأنظمة بعد في كل المطارات، مما يعني أن المسافرين يجب أن يتأكدوا من القواعد المطبقة في مطار المغادرة والوصول، لتفادي مصادرة أي أغراض. ومن ناحية أخرى، شددت بعض الدول على حظر الأجهزة الإلكترونية الكبيرة أو البطاريات المحمولة ذات السعة العالية داخل الأمتعة المشحونة لأسباب تتعلق بالسلامة.

نصائح ذكية لتجنّب المتاعب عند البوابات لتجنّب المفاجآت المزعجة، ينصح الخبراء بالسفر الذكي من خلال التخطيط المسبق للأمتعة. أولًا، يُفضل استخدام ميزان صغير لقياس وزن حقيبة اليد في المنزل قبل التوجه إلى المطار، لأن بعض شركات الطيران تقيسها بدقة عند البوابة. ثانيًا، يُستحسن اختيار حقيبة خفيفة الوزن ذات أبعاد محددة مسبقًا لتتوافق مع قياسات المقصورة. ثالثًا، عند حزم الأمتعة، يُنصح بوضع الأغراض القيمة والمستندات الهامة والأجهزة الإلكترونية في حقيبة اليد فقط، والاحتفاظ بالأغراض غير الضرورية في الأمتعة المشحونة. كما أن ارتداء الملابس الثقيلة أثناء السفر مثل المعاطف والأحذية الكبيرة قد يوفر مساحة إضافية داخل الحقيبة. ومن المهم أيضًا الاطلاع على سياسة الأمتعة الخاصة بالرحلات المتصلة، إذ قد تختلف القواعد بين الشركات عند تغيير الطائرة في مطار ترانزيت.

في النهاية، لم تتغير قواعد أمتعة اليد كليًا، لكنها أصبحت أكثر دقة وتفاوتًا بين الشركات، مما يجعل الإلمام بالتفاصيل ضرورة لكل مسافر. ومع تطور التكنولوجيا في التفتيش الأمني وتزايد المنافسة بين شركات الطيران، يبدو أن مفهوم "أمتعة اليد" سيواصل التطور في السنوات المقبلة، ليوازن بين راحة المسافر ومتطلبات السلامة والكفاءة التشغيلية. لذا، قبل أن تحزم حقيبتك المقبلة، خذ لحظة للتحقق من التفاصيل فقد تكون تلك الدقائق القليلة سببًا في تجنّب تأخير أو رسوم غير متوقعة، وضمان رحلة أكثر سلاسة وراحة.