19-10-2025 09:13 AM
بقلم : سيرينا الزعبي
رغم الارتفاع المستمر في أسعار الذهب خلال السنوات الأخيرة، لا يزال المواطنون يُقبلون على شرائه، سواء بغرض الاستثمار أو الادخار أو حتى الزينة. فالذهب لطالما كان الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه الناس في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، باعتباره أصلًا يحتفظ بقيمته، بل ويرتفع سعره مع مرور الوقت.
لكن السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه، ليس فقط: "هل نشتري الذهب الآن؟" بل: "ماذا سيحدث إن اضطر الناس إلى بيعه في وقت الحاجة؟"
هل سيكون بائعو الذهب على استعداد لشراء الذهب من الناس حينها؟ أم أنهم سيترددون أو حتى يرفضون، لأنهم أنفسهم سيكونون في أزمة ويحتاجون إلى السيولة النقدية، لا إلى مزيد من المعدن الأصفر؟
الطلب في مقابل السيولة
عندما يشتد الضغط الاقتصادي وتضيق الأحوال، يلجأ الكثيرون إلى بيع ما يملكون من ذهب لتغطية احتياجات أساسية أو سداد ديون أو تجاوز أزمات. وهنا تظهر معضلة: هل سيجدون من يشتري الذهب منهم؟
في الظروف العادية، بائعو الذهب يشترون الذهب المستعمل من الناس، لأنهم يعيدون تصنيعه أو بيعه بهامش ربح. لكن في أوقات الأزمات الشديدة، خاصة إذا كانت أزمة عامة تطال الجميع، فإن السيولة تصبح نادرة، والمخاوف من انخفاض الأسعار لاحقًا أو من الكساد الاقتصادي تجعل التجار أكثر حذرًا.
سيناريوهات محتملة
في حال استمرت الأسعار في الارتفاع:
قد يجد التجار فرصة للربح من شراء الذهب المستعمل، حتى من الناس المحتاجين، لكن ربما بأسعار أقل من السوق.
في حال حدث ركود أو انهيار اقتصادي:
سيحجم كثير من التجار عن الشراء، لأن الأولوية ستتحول إلى الاحتفاظ بالسيولة النقدية، لا اكتناز الذهب.
إذا فقد الناس الثقة بالنظام المالي:
قد ينقلب الوضع، ويصبح الذهب هو العملة البديلة، وحينها قد يزداد الطلب عليه حتى من قبل التجار، لكن بأسلوب مختلف، وقد لا يكونوا قادرين على تلبية طلبات الشراء بكميات كبيرة.
شراء الذهب قرار حكيم في كثير من الأحيان، لكنه لا يخلو من المخاطر. فكما نفكر في الشراء، علينا أن نفكر في السيناريو الأسوأ:
هل سأتمكن من بيعه عند الحاجة؟ ومن سيشتريه؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-10-2025 09:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |