18-10-2025 10:50 AM
بقلم : علي الدلايكة
بعد كل هذا الذي مررنا به من احداث ومفترقات مفصلية ومنعطفات حادة غير مسبوقة نجد للاسف أن البعض منا ما زال لا يعي ماذا يعني ذلك كله وما هو مطلوب وما زال يجهل او يتجاهل أن مصلحتنا ومستقبلنا في هذا الوطن هو الوحدة الوطنية وكيف لنا ان نعزز منعتها وقوتها ولا بديل عن ذلك في ظل ظروف المنطقة وحالة الاقليم ... فلا يعقل ان نذهب ونغلف بعض الأحداث بغلاف فتنة العنصرية والطائفية والمناطقية او تكون منطلقا لها ومن ثم نقوم بالتبرير هروبا من الواقع وتنصلا من تحمل المسؤولية ....
لا أعرف ولا أفهم ماذا يعني الانتماء والولاء عند البعض وكيف نفسر تصرفاتهم التي تفرق ولا تجمع والتي تشتت ولا توفق الجهود أمام ما يناقض كلامهم عن حب الوطن والانتماء اليه والافراط في ذلك قولا لا يتعدى حدود افواههم ....
الاعتقاد أن حماية الوطن بهكذا تصرفات وسلوكيات خاطيء جدا وهذا ينم عن أفق محدود بالتفكير وضيق ومحصور... لذلك أجزم اننا أصبحنا بحاجة اكثر من اي وقت مضى لمراجعة أنفسنا وتصرفاتنا وطريقة تفكيرنا وما نعتقد وما تعودنا عليه مقارنين ذلك مع مدى تفهمنا لمعاني الانتماء والولاء الحقيقي ومدى التطابق والتوافق بينهما ومدى حاجتنا إلى مزيدا من الوعي والادراك والاستيعاب الفكري لما جرى وما يجري من أحداث وما ينتظرنا كذلك واسقاط هذا الفهم والوعي على حقيقة الانتماء الوطني لدينا واين تكون مصالح الوطن العليا ومستقبله منها ....وعلينا أن نعيد فهمنا وتفهمنا لبعض الاعتبارات والمعتقدات وبما ينسجم كذلك وديمومة مسيرة الدولة الاردنية وثباتها وتقدمها ....
كلنا في مركب واحد وربان السفينة جلالة الملك يعمل جاهدا على تحري سبل النجاة لها والوصول بها إلى بر الأمان وحمايتها من تلاطم الأمواج العاتية من حولها فلنحرص على أن لا يكون هناك من يحدث خرقا فيها ومن داخلها فيغرقها ونغرق جميعا وهذة مهمة جميع ركابها لا فرق بينهم في ذلك لان خطر الوقوع بالمحظور سيصيب الجميع ولن يفرق بين احد منهم او يتجاوزه ....وعلينا ان نعي ان الاخطار المترتبة على هكذا اخطاء اكبر بكثير من تحقيق بعض الغايات الشخصية والتي في غالبها عنجهية...
فلا مجال للمجاملة والتجميل والتراخي في التقويم شعبيا ورسميا سيما وأننا لا نملك ترف الوقت للتسويف في التحرك وان ننطلق باتجاه فزعة للوطن ونشترك جميعا في اعادة توصيف وتعريف وترسيخ مباديء الولاء والانتماء الحقيقي قولا وفعلا....
الى متى سيبقى الوطن ومستقبله رهين تصرفات وسلوكيات عنجهية ورعونة البعض التي لا تتعدى في تفكيرها وادراكها حلمة اذنها والتي لا تنظر ولا تهتم للوطن الا بمقدار ما تحقق من مكتسبات وغايات في الوقت الذي يقدم فيه الكثيرين للوطن دون منة... والى متى سيبقى النخب الحكماء اهل الوعي والادراك والمؤثرين من اصحاب الرأي والمشورة ينؤون بانفسهم عن القيام بالواجب الاخلاقي تجاه الوطن وتجاه المجتمع بان يضعوا النقاط على الحروف وان لا يختزلوا دورهم في تصدر جاهات في دور شكلي لا يسمن ولا يغني من جوع امام المساهمة في اعادة القطار المجتمعي الى مساره الصحيح ليعزز ويمكن مسيرة الدولة الاردنية سياسيا وامنيا واجتماعيا واقتصاديا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-10-2025 10:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |