بقلم : الدكتورة فاطمة العقاربة
حذّر الأردن من أن الشرق الأوسط محكوم عليه بالهلاك ما لم تكن هناك عملية سلام تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.كان جلالة الملك عبدالله الثاني يتحدث في مقابلة حصرية مع برنامج بانوراما على بي بي سي، بينما كان يستعد لحضور قمة في شرم الشيخ المصرية حول خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في المنطقة والمكونة من 20 نقطة. تُعقد القمة في اليوم الذي أفرجت فيه حماس عن آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح السجناء والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل. حيث عقدت القمة في شرم الشيخ المدينة المصرية حيث جمعت رؤساء العالم لاجل التوقيع على اتفاقية وقف الحرب بغزة والالتزام الدولي اتجاه ذلك حيث حضور رؤساء العالم واعتراف دول من الاتحاد الاوروبي بدولة فلسطين يضعهم ضمن الالتزام السياسي الدولي بوقف الحرب بغزة حيث شدد جلالة الملك عبدالله الثاني بمقابلة له على بي بي سي "إذا لم نحل هذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلًا للإسرائيليين والفلسطينيين وعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، فإننا محكوم علينا بالهلاك
ونوه جلالته إن المنطقة شهدت محاولات سلام فاشلة عديدة، وإن تطبيق حل الدولتين - أي إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغزة، إلى جانب إسرائيل - هو الحل الوحيد. لانه في النهاية نتمنى ان نتمكن من إرجاع الأمور إلى نصابها، ولكن مع أفق سياسي، لأنه إذا لم نحل هذه المشكلة، فسنعود إليها مجددًا".
ومع ذلك ان تعنت اسرائل بتصريحاتها ورفضها مرارًا وتكرارًا حل الدولتين. لم يكون بالسهل اقناعها لاجل الموافقة على وقف الحرب لولا مساعي جلالة الملك بوقف حرب غزة التي شكرها ترامب بالقمة حيث قال شكرا لجلالة الملك عبدالله الذي كان المحور الاساسي بالعملية السلمية لاجل وقف الحرب على غزة . ولا ننسى باجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة دعا الرئيس ترامب جلالة الملك وقادة اخرين الى اجتماع هام لتوضيح خطته للسلام التي صرح عنها فيما بعد بقمة شرم الشيخ بان يجب احلال السلام ولا حرب ثالثة نسمح بها بالشرق الاوسط وهذا ما وافقه عليه جلالة الملك واخبره بان هذا الامر سيكون بقرار منك انت وهذا ما حصل فعليا بتواجده بشرم الشيخ .
وهذه خطة تفرحنا جميعا ولكن هل ستلتزم اسرائيل بما في جعبتها من اطماع وتوسع بالشرق الاوسط حيث لتاكيد ذلك قال جلالة الملك عبدالله بحديثه عن نتنياهو بأنه لا يثق باي شيء يقوله على الرغم من ان هناك إسرائيليين يمكن للقادة العرب العمل معهم لبناء السلام..

أما بالنسبة لحماس وقبولها تسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النارفان جلالة الملك تلقى تأكيدات من "الجهات التي تعمل عن كثب معهم، قطر ومصر، والتي تشعر بتفاؤل شديد بأنهم سيلتزمون بذلك". وفعليا على الساحة الغزاوية هل ستسمح حماس بتسليم اسلحتها وتسليم ادارة غزة للسلطة الفلسطينية حسب بنود اتفاق قمة شرم الشيخ لذلك حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من أن "الشيطان يكمن في تفاصيل" الاتفاق الذي توسط فيه ترامب، وأنه بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، من الضروري أن يظل الرئيس الأمريكي منخرطًا في العملية. وضمن نقاشات مطولة بين جلالة الملك والرئيس ترامب ادرك ان الامر لا يقتصر على غزة فقط وليست مجرد افق سياسي محدد بل يجب السعي الى احلال السلام بالمنطقة باشرها وهذا سيتحقق عندما يكون للفلسطينيين مستقبل . ومن وجهة نظر سياسية وعمق سياسي محنك فان جلالة الملك عبدالله الثاني يرى انه لابد من اتفاق سلام نهائي يضمن دولة فلسطينية لأن البديل سيعني على الأرجح نهاية المنطقة لان السلام هو الخيار الوحيد. فإذا لم يتحقق، فكم مرة يُجرّ الغرب، وأمريكا تحديدًا، إلى هذا النفق للحوار والمناقشات والاجتماعات بالمؤتمرات والقمم العربية والدولية الى متى ؟ لقد مرّ 80 عامًا ونحن بنفس الحوار والنقاش لاحلال السلام بالمنطقة فان الاوان ان نقول كفى لسفك الدماء وكفى لتشريد السكان من اوطانهم وذلهم وقتلهم. لقد قُتل أكثر من 67,000 شخص على يد الجيش الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقًا لمسؤولي وزارة الصحة في القطاع الذي تُديره حماس. وهذا مؤلم للنفس العربية لذلك التاريخ لا يقدم الكثير من اسباب لنكون متأملين كثيرا ولابد من ملاحظة لغة الجسد لجلالة الملك أثناء مصافحته لترامب فيها من الكثير ليتم تحليله وشرحه و لكن سعي جلالة الملك عبدالله الثاني بعمقه السياسي المحنك بان اجتماع قمة شرم الشيخ هي فرصة حقيقية لاحلال السلام ووقف الحروب