حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,14 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 14193

صبحا الحسين… وجيل التحرير

صبحا الحسين… وجيل التحرير

صبحا الحسين… وجيل التحرير

13-10-2025 06:54 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
بقلم المحامي محمد ابراهيم مطالقة

رحم الله جدتي صبحا الحسين، ورحم جميع موتانا وجدّاتنا وأجدادنا، وأسكنهم فسيح جنانه.
كانت من نساء الزمن الجميل، ترتدي الشمبر والشرش، وتضع أحيانًا الشماغ وأحيانًا البشكير الألماني، وفي المناسبات الحطة.
عاشت بسيطة في ظاهرها، عظيمة في جوهرها، ربّت رجالًا وكافحت في وجه الحياة، شاركت في البذار والرجاد والحصيدة، وكانت يدًا تبني وأخرى تزرع الأمل.

ذلك الجيل من النساء كان نسيجًا من الصبر والكفاح، لا يختلفن في المظهر ولا في الهمّ، يجمعهنّ هدف واحد: الحياة وتربية الأبناء وبناء المستقبل.
وفي المقابل، كان الآباء رجالًا من معدنٍ أصيل، يخرجون مع الفجر إلى الحقول والعمل، يحملون همّ العائلة والوطن معًا، يقيمون الليل من تعب النهار، ويعودون بجباهٍ يعلوها العرق وقلوبٍ يملؤها الرضا.
كانوا الآباء الذين أسسوا القيم، وورّثوا أبناءهم معنى الرجولة والشرف والانتماء.
منهم خرجت أجيال صنعت جيش 1948، وشاركت في معارك 1967، ووقفت في الكرامة عام 1968 بشجاعةٍ نادرةٍ، حيث سطر الجيش العربي الأردني أروع ملاحم البطولة والفداء.

وفي تلك المعركة الخالدة، دوّى صوت البطل الشهيد الرقيب حمدان نزال العزام وهو يقول عبر اللاسلكي: الهدف موقعي… ارمي
كلمات تختصر معنى التضحية وتخلّد صورة الجندي الذي قدّم نفسه درعًا للوطن.
ذلك الصوت لم يكن نداء موت… بل نداء حياة، حياة كرامةٍ وأمةٍ لا تنكسر.



واليوم، ما زال المشهد يتكرر في غزة، حيث يقف رجال من طينة الأبطال: يحيى، وأنس، وصالح، وغيرهم كثير ممن جعلوا من أجسادهم سطورًا في كتاب الكرامة.
أولئك الذين تربّوا على مبادئ تشبه ما زرعته صبحا الحسين في أبنائها، وما علّمه الآباء لأجيالهم:
أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع،
وأن الوطن لا يُبنى بالكلام، بل بالعزائم والدماء.

لكن السؤال يبقى قائمًا:
أين نحن من تلك الروح؟
أين دور الأمهات والآباء في صناعة جيلٍ يحمل الإيمان والرجولة معًا؟
كيف نعيد التوازن بين البيت والمدرسة، بين القيم والكفاح؟

وأقولها بالفم المليان:
إن لم نُعِدّ العُدّة… فالشِّدّة قادمة لا محالة.
فالرجال لا يُولدون صدفة… بل تُنجبهم الأمهات العظيمات والآباء الصادقون.








طباعة
  • المشاهدات: 14193
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2025 06:54 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم