حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,13 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2206

لماذا تضعف حاسة التذوّق .. مع التقدّم في العمر؟

لماذا تضعف حاسة التذوّق .. مع التقدّم في العمر؟

لماذا تضعف حاسة التذوّق ..  مع التقدّم في العمر؟

13-10-2025 06:19 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - - تتراجع معظم الحواس مع التقدّم في العمر، لكن ضعف حاسة التذوّق يُعد من أكثرها شيوعاً، بل وغالباً ما يمرّ دون ملاحظة. فقد أظهرت دراسة، نُشرت عام 2016، أن نحو ثلاثة أرباع كبار السن يعانون من اضطرابات في التذوق، وهي نسبة تفوق أي فقدان حسي آخر.

توضح بول جوزيف، المديرة المشاركة للمركز الوطني للشم والتذوّق في المعاهد الوطنية للصحة، أن كثيرين لا يدركون فقدانهم التدريجي للتذوق، لأن التدهور يحدث ببطء، وغالباً ما يكون ناتجاً عن ضعف في حاسة الشم، إذ إن معظم النكهة التي نشعر بها مصدرها الروائح لا الطعم نفسه.

وتشير جوزيف إلى أن فقدان التذوق والشم لا يقتصر على الإحساس بالنكهات فحسب، بل يمتد تأثيره إلى الصحة العامة والمزاج وجودة الحياة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تغيّرات في الشهية، واضطراب في العادات الغذائية، بل وحتى الاكتئاب.

«التذوّق والشم ليسا حاستين ثانويتين، بل هما جزء أساسي من نظام البقاء والتغذية والصحة النفسية»، تقول د. جوزيف.

◄ كيف يؤثر ضعف التذوّق في حياتنا اليومية؟

عندما تتراجع حاسة التذوّق، يفقد بعض الأشخاص شهيتهم، ويعانون من الضعف والهزال، بينما يلجأ آخرون إلى تناول أطعمة مالحة أو دهنية أو شديدة الحلاوة لتعويض النكهة المفقودة، مما يزيد خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب.

ويرتبط هذا الفقدان أيضاً بالاكتئاب، لأن التذوق والشم مرتبطان بمراكز العاطفة والمكافأة في الدماغ، كما أن الطعام يحمل ذكريات وعلاقات اجتماعية وثقافية تجعل فقدانه تجربة نفسية قاسية.

◄ أبرز أسباب فقدان حاستي التذوّق والشم

يُجمع الخبراء على خمسة أسباب رئيسية وراء هذه الحالة: الإصابات، الفيروسات، الالتهابات، صحة الفم، والتقدّم في السن.

1 - الإصابات الجسدية

يوضح الدكتور جايانت بينتو، جراح الرأس والرقبة في جامعة شيكاغو، أن ارتجاج الرأس أو العمليات الجراحية في الأذن والأنف والدماغ قد تُتلف الأعصاب المسؤولة عن التذوق والشم.

2 - الفيروسات

يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية إلى تلف مؤقت أو دائم في حاسة الشم. ويُعد فيروس كورونا (كوفيد-19) مثالاً بارزاً على ذلك، إذ يهاجم الخلايا الداعمة في الأنف، ويعطّل الخلايا العصبية المسؤولة عن الإحساس بالروائح.

3 - الالتهابات المزمنة

يُسبب التهاب الأنف المزمن أو الجيوب الأنفية انسداداً في مجرى الهواء وتلفاً في بطانة الأنف، مما يضعف الشم. وتشير الدراسات إلى أن علاج هذه الحالات مبكراً يساعد في تجنّب فقدان دائم للحاستين.

4 - مشاكل صحة الفم

وفقاً للدكتور سوكرث غانيسان من جامعة أيوا، فإن أمراض اللثة، وجفاف الفم، وتراكم البكتيريا على اللسان كلها قد تُضعف التذوق. ويُنصح بالمراجعة المنتظمة لطبيب الأسنان، وتنظيف اللسان، والحفاظ على رطوبة الفم.

كما أن أطقم الأسنان تحدّ أحياناً من الإحساس بقوام الطعام، مما يؤثر في إدراك النكهات.

5 - التقدّم في السن

يقول الدكتور جاي بهات، اختصاصي طب الشيخوخة، إن عدد براعم التذوق ومستقبلات الشم يبدأ بالانخفاض بعد سن الستين، وتقل قدرة الجسم على تجديدها. كما أن الأمراض المزمنة، مثل السكري، الزهايمر، باركنسون، والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى بعض الأدوية (كمضادات الاكتئاب وضغط الدم والعلاج الكيماوي)، تسهم جميعها في ضعف الحاستين. ويؤكد د. بهات أن الطبيب قد يتمكّن من تعديل الأدوية أو وصف بدائل تقلل من الأعراض، لكنه يحذّر من التوقف عن أي دواء من دون استشارة طبية.

◄ هل هناك علاجات فعّالة؟

تُعالج الحالات المؤقتة، مثل انسداد الأنف أو الاحتقان، بسهولة، لكن فقدان التذوق أو الشم المزمن يبقى تحدياً.

توضح الدكتورة ليندا بارتوشوك، من جامعة جورج واشنطن، أن الأدلة على فعالية مكملات الزنك أو الوخز بالإبر ضعيفة، في حين يمكن أن تساعد مكملات فيتامين B12 أو الحديد فقط في حال وجود نقص فعلي. أما العلاج الأبرز حالياً فهو ما يُعرف بـ«التدريب الشمّي»، وهو تمرين بسيط يقوم على استنشاق روائح محددة مرتين يومياً لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، لتحفيز الخلايا العصبية على التجدد. وتشير الدراسات إلى أن النتائج تكون أفضل لدى المرضى الأصغر سناً، أو الذين فقدوا حاستهم بعد عدوى فيروسية حديثة.

◄ نصائح لتحسين النكهة وجودة الطعام

توصي د. جوزيف بتجربة حلول عملية في المطبخ:

• استخدام الأعشاب والتوابل لزيادة النكهة.

• التركيز على أطعمة غنية بمذاق الأومامي، مثل الفطر والطماطم وجبن البارميزان.

• استخدام محسّن النكهة بكمية معتدلة، فهو يحتوي على ثلث الصوديوم الموجود في ملح الطعام.

• تنويع الأطعمة ودرجات حرارتها لإثراء تجربة الأكل.

ويختم د. بينتو بالقول: «ابحث عن النكهة بذكاء، لا بالملح والسكر والدهون.. يمكنك الاستمتاع بالطعام بطرق صحية وآمنة».








طباعة
  • المشاهدات: 2206
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2025 06:19 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم