حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,19 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8947

روشان الكايد يكتب: هل حقاً انتصرت غزة ؟

روشان الكايد يكتب: هل حقاً انتصرت غزة ؟

روشان الكايد يكتب: هل حقاً انتصرت غزة ؟

13-10-2025 03:55 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
هل حقاً انتصرت غزة ؟

سؤال يتردد في الشارع العربي والإسلامي، وفي كل بيتٍ تابع تفاصيل الحرب على غزة: هل حقاً انتصرت غزة ؟

الإجابة، بكل بساطة ووضوح، نعم... انتصرت غزة، وإن بدت مدمَّرة بالحجر، فهي شامخة بالعزيمة والإرادة .

فما يحدث اليوم على طاولة المفاوضات لم يكن يوماً خياراَ إسرائيلياً طوعياً، بل إذعانٌ قسريٌ لإرادة المقاومة التي صمدت لأشهرٍ طويلة في وجه أعتى آلة عسكرية في المنطقة .
لم يكن الاحتلال يبحث عن سلامٍ أو تسوية، لكنه وجد نفسه أمام واقعٍ جديد: لا نصر ميداني حاسم، ولا قدرة على إخضاع غزة، ولا سبيل سوى الجلوس إلى التفاوض مع من كان يصفهم بالأمس بـ"الإرهابيين" .

إن ما تحقق ليس انتصاراً عسكرياً بالمفهوم التقليدي، بل انتصارٌ استراتيجي ومعنوي يعيد تعريف موازين القوة في الشرق الأوسط .
فغزة التي كانت تُحاصر لتُخنق، أصبحت تُحاصر لتُفاوض، ومن كان يظن أن القصف سيكسر الإرادة، اكتشف أن النار لا تقتل الفكرة بل تُقوّيها .

لقد خرجت غزة من أتون الحرب بصوتٍ واحدٍ يصدح من تحت الركام: "نحن هنا" .
هذا الصوت وحده كان كفيلاً بإرباك إسرائيل، التي وجدت نفسها أمام مقاومة لم تفقد تماسكها، وشعب لم يرفع الراية البيضاء، بل رفع راية الصمود والثبات .

أما المفاوضات التي تُجريها إسرائيل اليوم بوساطات متعددة، فهي إعلانٌ صريحٌ عن فشلها في تحقيق أهدافها .
لم تستطع القضاء على المقاومة، ولم تُعيد جنودها المحتجزين، ولم تُخضع غزة، بل اضطرت للاعتراف بوجود شريكٍ على الطاولة فرض نفسه بقوة الميدان، وبقرارٍ دولي .

وهنا تكمن المفارقة التاريخية :
أن مدينةً صغيرة محاصرة، بلا جيش نظامي ولا غطاء دولي، أرغمت القوة العسكرية الأضخم في المنطقة على التفاوض، وعلى مراجعة مفهومها للأمن والانتصار .

إن غزة لم تنتصر بالسلاح فقط، بل بانتصار الوعي .
انتصرت حين أجبرت العالم على إعادة النظر في معادلة "المحتل والمحتلّ به"، وحين كشفت زيف الشعارات الغربية عن حقوق الإنسان، وحين جعلت من طفلٍ يحمل حجراً رمزاً للكرامة أمام آلةٍ مدججة بالموت .

غزة اليوم ليست مجرد جغرافيا محاصرة، بل رمز للصمود .
انتصارها ليس فقط في ما حققته من ثبات، بل في ما زرعته من وعيٍ وكرامةٍ في وجدان الشعوب العربية والإسلامية .
قد لا تُرفع رايات النصر رسمياً، لكن التاريخ وحده سيكتب أن إسرائيل خاضت حرباً لتُنهي غزة، فانتهت الحرب لتُثبت أن غزة هي التي أنهت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر .

فنعم، غزة انتصرت، لا لأنها لم تُقهر عسكرياً فحسب، بل لأنها قَهرت الخوف، وكسرت الصمت، وفرضت حضورها على العالم أجمع .











طباعة
  • المشاهدات: 8947
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2025 03:55 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل يرضخ نتنياهو لضغوط ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم