سرايا - أثار مقترح وزير الداخلية مازن الفراية بتحديد العزاء بيوم واحد فقط جدلاً واسعًا في الشارع الأردني، بين مؤيدين يرون فيه خطوة تخفف الأعباء الاجتماعية والمالية عن المواطنين، ومعارضين يعتبرونه تدخلاً في العادات والتقاليد.

ويهدف المقترح، وفق الوزارة، إلى التخفيف عن الناس ومراعاة ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما في ظل ما تشهده المناسبات من تكاليف متزايدة وأعباء تثقل كاهل الأسر.

ولقيت الفكرة تأييدًا من فئات اجتماعية ودينية، إذ أشار عدد من العلماء إلى أن تحديد العزاء بيوم واحد يتوافق مع مقاصد الشريعة في رفع الحرج والتيسير، ويمنع المبالغة في المظاهر الاجتماعية التي لا طائل منها.

وفي هذا السياق، استند الشيخ ماجد أبو فرج الفرجات إلى آراء علماء السلف الذين أنكروا إقامة “المآتم”، واعتبروها من البدع المكروهة لما فيها من تجديد للأحزان وزيادة في النفقات على أهل الميت. ونقل عن الإمام الشافعي قوله: “وأكره المأتم وإن لم يكن فيه بكاء”، وعن الإمام أحمد قوله: “هو من فعل الجاهلية”، كما أشار إلى موقف ابن تيمية الذي عدّ صنع الطعام للناس بعد الوفاة من البدع المنهي عنها.

ويرى الفرجات أن اقتصار العزاء على يوم واحد يحقق المقصد الشرعي والاجتماعي للتعزية بلا تكلف، ويمنع المبالغة التي حذّر منها العلماء، في حين أن الدعوات إلى تمديدها لثلاثة أيام تُعد مخالفة لهدي السلف، كونها تزيد من الأعباء على أهل الميت دون فائدة تُذكر.

ويختتم الفرجات بالقول إن الحكمة الشرعية والاجتماعية تلتقي اليوم في هذا التوجه، الذي يجمع بين الرحمة بالناس ومراعاة ظروفهم، وبين الحفاظ على روح التعزية دون المظاهر المرهقة.