سرايا - بعد مرور نحو عامين على عدوان الإبادة الذي ينفّذه جيش الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة، بأوامر مباشرة من المستوى السياسي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يبرز تساؤل جوهري: هل بدأ الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية يتغيّر لصالح أحرار العالم، وفي مقدّمتهم الفلسطينيون؟ وهل المظاهرات التي شهدتها الجامعات الأمريكية نصرةً لفلسطين ورفضًا لـ "إسرائيل"، ما هي إلا امتداد لموجة الغضب الشعبي التي تعمّ دول أوروبا؟ وهل وصلت الصحوة أخيرًا إلى واشنطن لتقول لكل أمريكي إن "إسرائيل" عبء وليست كنزًا؟ وهل بدأ المواطن الأمريكي يدرك أن أموال ضرائبه تذهب في النهاية لدعم الكيان؟.

وفي هذا السياق، تضمن برنامج “Last Week Tonight” الأمريكي الذي عُرض أمس هجومًا لاذعًا من مقدّمه جون أوليفر على "إسرائيل" ورئيس وزرائها نتنياهو. وهذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها نتنياهو لانتقاد ساخر وحاد بهذا الحجم من مذيع أمريكي بارز، يُعد برنامجه من بين الأكثر مشاهدة وتأثيرًا في الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة هآرتس العبرية، إن برنامج HBO لم يعد يُبثّ على القنوات في "إسرائيل" كما في السابق، بسبب استعدادات لإطلاق خدمة البث الخاصة بالقناة هناك. وأضافت أن حلقة الليلة الماضية حُجبت أيضًا عبر "يوتيوب" داخل "إسرائيل"، بحجة القيود التقنية، في إشارة واضحة إلى تدخّل مكتب نتنياهو لمنع عرض الحلقة التي تفضح ممارساته وتكشف ألاعيبه، خصوصًا في أحد أكثر البرامج الأمريكية جماهيرية.

وفي مونولوج خصّصه لنتنياهو، أشار أوليفر إلى أنه يشغل منصبه منذ 1996 بشكل متقطع، محاولًا تسويق نفسه كرجل قوي يحمي "إسرائيل". وسخر أوليفر من إعلان لحزب "الليكود" يُظهر نتنياهو كجليسة أطفال، قائلاً: "في الانتخابات القادمة، أنتم تختارون من سيعتني بأطفالنا".

كما وصف سارة نتنياهو بأنها "ماري أنطوانيت الإسرائيلية"، وتحدث عن تراجع شعبية زوجها في "إسرائيل" والولايات المتحدة، وربط بين سياساته والأزمة الإنسانية في غزة، متطرقًا إلى الأموال التي جرى تمريرها من قطر إلى حركة حماس برعايته على مر السنين.

وأشار أوليفر أيضًا إلى تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف والاتهامات الموجّهة إليه بالفساد، وقال: "هذا العام يواصل نتنياهو قيادة أطول حرب وأكثرها دموية في تاريخ "إسرائيل". لقد جوّع غزة، وقصف إيران، وشن غارات على قطر واليمن وسوريا ولبنان. يبدو أن أحدهم أعطاه كوب قهوة مكتوب عليه ’انهض واعمل بجد‘، ففهمه حرفيًا بطريقة معادية للمجتمع".

وفي أوروبا، يتسع نطاق مقاطعة "إسرائيل". فقد منعت بلدية برشلونة رياضيًا إسرائيليًا من المشاركة في مسابقة "ترياثلون"، في خطوة تأتي بعد قرار سابق بقطع العلاقات مع الكيان بسبب حرب الإبادة.

وفي السياق ذاته، طالبت شركة ريبوك المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم بإزالة شعارها من زيه الوطني، فيما أعلن الاتحاد الإسرائيلي بحثه عن راعٍ جديد بعد أن رضخت الشركة لضغوط المقاطعة.

وفي بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة، جرى التأكيد على ضرورة الاستمرار في عزل "إسرائيل" أكاديميًا وثقافيًا ورياضيًا بسبب تورطها العميق في جرائم الحرب والإبادة بحق الشعب الفلسطيني، معتبرة أن الاحتلال يستغل المواقف العربية المتخاذلة أو المتواطئة لفرض نفسه ككيان طبيعي في المنطقة وتوسيع نفوذه عبر تحالفات عسكرية وأمنية مع أنظمة استبدادية، وبشراكة كاملة مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

• إقرأ أيضاً : "أقدم صخور العالم يُقدَّر عمرها بمليارات السنين" .. خبير جيولوجي يكشف أسرار "كنوز عجلون الصخرية .. فيديو
• إقرأ أيضاً : الكشف عن معلومات جديدة حول محاولة اغتيال بشار الأسد في موسكو .. من وضع له السم؟
• إقرأ أيضاً : رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: ترامب فرض “اتفاق غزة” على نتنياهو والأخير سيسعى لإفشاله بوسائل مختلفة