01-10-2025 03:23 PM
بقلم : روشان الكايد
في ظل الحرب الدامية التي أنهكت غزة وأدخلت المنطقة في دوامة جديدة من العنف، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة سلام مثيرة للجدل، روّج لها باعتبارها الحل الذي سيُنهي الصراع ويطلق مرحلة إعادة إعمار واسعة .
غير أن القراءة المتأنية لبنود هذه الخطة تكشف أنها أقرب إلى ورقة سياسية تهدف لتسجيل نقاط في المشهد الدولي، لا إلى مسار حقيقي نحو سلام عادل ودائم .
الخطة تقوم على وقف فوري لإطلاق النار، إعادة الرهائن، إطلاق بعض الأسرى الفلسطينيين، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وتشكيل إدارة انتقالية دولية تحت مسمى "مجلس السلام" للإشراف على غزة .
كما تَعِد بضخ استثمارات كبرى لإعادة الإعمار، وتحويل القطاع إلى منطقة اقتصادية .
لكن جوهر الخطة يكشف انحيازاً واضحاً: فهي تستبعد حركة حماس من أي دور سياسي، تؤجل فكرة الدولة الفلسطينية إلى أجل غير معلوم، وتبقي السيطرة الفعلية بيد أطراف دولية تتصدرها واشنطن، ما يعني عملياً تغييب السيادة الفلسطينية .
والأخطر أن بعض البنود المتعلقة بـ "الممرات الآمنة" ومغادرة السكان تفتح الباب أمام مخاوف جدية من سيناريوهات التهجير القسري .
إن أي مبادرة للسلام تفقد قيمتها إذا لم تُبنَ على أسس العدالة والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .
أما خطة ترامب، فهي توفّر مظلة أمنية لإسرائيل، وتقدّم للفلسطينيين وعوداً مشروطة قد لا تجد طريقها إلى التنفيذ .
ومن هنا، تبدو الخطة مجرد ورقة سياسية في لعبة النفوذ، وليست خطوة واقعية على طريق تسوية تاريخية .
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-10-2025 03:23 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |