30-09-2025 08:21 AM
بقلم : علي الدلايكة
هذا هو حال البعض منا شيء يبعث على الحيرة عامان من المعاناة والدمار والتجويع والمهانة لشعب غزة والكل يبتهل ويرجوا الله ان تنتهي حرب غزة والتي لم يسجل التاريخ لها مثيلا عامان وكل حر شريف يبحث عن مخرج لهذة المأساة التي راح ضحيتها ما يزيد عن ٧٠ الف شهيد وما يزيد عن ٢٠٠ الف جريح جلهم من النساء والاطفال وما شابه ذلك من المفقودين عامان ونحن نرقب ونشاهد فظاعة الاحداث وهمجية الاحتلال دون رادع يردعه او يكبح جماحه لا بل انه يمعن في القتل والتجويع والتهجير والهدم مع مرور الوقت عائلات باكملها محيت من السجل المدني نساء ترملت اطفال يتموا لم يبقى شجر او حجر على امتداد غزة الا ودمر بوحشية فاشية لا مدارس ولا مستشفيات ولا دور عباده ولا مقار للاغاثة والبعثات والهيئات الدولية ولا اماكن مأوى بقي على وجه الارض عامان والمجتمع الدولي يقف عاجزا عن وقف آلة الحرب هذة....
وعندما وصل الحال الى وقف هذة الحرب برز البعض يُنَظِر وينتقد ويقدم الخطب والتي لا تقدم ولا تؤخر من الامر شيئا بعيدا عن الحكمة والواقعية والتي يجب ان تكون حاضرة وكما يقال صامد لا توكل ومفقش لا توكل وكل لما تشبع فما هو المطلوب وما هو البديل عندكم لكل هذا الكم من المعاناة ...وهنا اقول لهؤلاء وقبل اطلاق الاحكام جزافا هل لك ان تضع نفسك مكان اب فقد افراد اسرته او امرأة فقدت زوجها وابنائها او مكان من فقد يده او يديه او رجليه ولا مكان ولا امكانيات لعلاجه وان تم ذلك يكون بالطرق البدائية وبدون تخدير تخيل ذلك يا عزيزي وتخيل ان تكون والد لاطفال يتضورون جوعا وتعجز عن تأمين كسرة خبز لهم او حتى شربة ماء وتنكسر أمامهم تخيل ان يمر عليك واسرتك ايام وانت تبحث لهم عن وجبة طعام في اليوم وتعجز عن ذلك تخيل هداك الله ان تُرّحل قسرا مرتين او ثلاث مرات من مكان الى آخر دون ان تملك المال او الوسائل لذلك وتقطع عشرات الكيلوا مترات حاملا ما تيسر لك من امتعة على ظهرك سيرا على الاقدام واطفالك من خلفك وامامك تخيل هداك الله ان تذهب انت او ابنك او زوجتك الى مكان تلقي المساعدات وتختطفك او ابنك او زوجتك طلقة قناص فيختلط الدم بالطحين وما تيسر من طعام تخيل ان يهدم البيت على رأسك وابنائك وترزح تحت الانقاظ ومن يعز عليك وتسمع آهاتهم ولا تستطيع ان تحرك ساكنا تجاههم تخيل هداك الله ان تكون في خيمتك وتقصف وتحرق ومن فيها ولا امكانية لديك ولا حول ولا قوة لانقاظهم ويموتون حرقا امامك....الى متى سنبقى نُنَظِر ونحن جالسون امام الشاشات نأكل ونشرب ونتنعم على جراحهم وآلامهم المفزعة المفجعة وكم هي الشاهد التي تدمي القلوب ندعوا لهم بالفرج وزوال الغمة وعندما حان وقت الفرج باذن الله اخذ البعض ينكر ذلك ويستنكره ويريدهم أن يبقوا على حالهم التي نرفضها جميعا وننكرها وكم ذقنا ذرعا منها اليست اولى الاولويات لدى الجميع ولديهم ايضا ايقاف الحرب وشلال الدماء والخلاص من الذل والمهانة وقهر الرجال وامتهان كرامة النساء اليس ما تم هو نصر لاهل غزة وافشال لمخططات النتن وما كان يتوعد ويعد به الشعب الاسرائيلي من عودة الاسرى بالقوة والسيطرة على غزة واحتلالها بالكامل وتهجير الغزيين خارجها وانهاء المقاومة فماذا حقق من ذلك على ارض الواقع؟ لا شيء.. نعم قد يكون هناك تنازلات ومن الطبيعي ان تكون من اجل ايقاف هذا النزيف وانقاذ ما يمكن انقاذه من ارواح اما الممتلكات فلم تُبقي الحرب ولم تذر مع ان هذة التنازلات ليست بحجم ما كان يحلم به ويريده النتن لا بل ان تنازلاته وانكساره وفشله فاقت كثيرا تنازلات اهل غزة ووضعته في موقف محرج لدى زمرته المتطرفة في الحكومة والشعب الاسرائيلي نتيجة كذبة ومماطلته في ان يقبل فيما سبق من صفقات قد تكون اجدى نفعا له ولكنه الغباء السياسي...ومع ذلك كله فالقرار هو قرارهم ومصيرهم في غزة والذي يجب ان يكون مدروسا وان يأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الغزي في المدى المنظور والبعيد والحاجة الملحة لوقف هذة الحرب وان يأخذوا كذلك بعين الاعتبار والجدية ما هو علية المجتمع الدولي وموقفه تجاه ذلك وبنفس القدر من الاهمية مواقف الدول العربية والاسلامية من ذلك وما سيشكله مجتمعا مع الموقف الدولي من دعم وعمق استراتيجي لهم مستقبلا....
علينا ان نتحلى بالحكمة والواقعية والعقلانية وان ندقق النظر لما هو آت وان نوفر الغطاء والدعم الكامل لمواقف جلالته في هذة المرحلة وان نكون اكثر حذرا ومنعة ويقظة لان ما تم ان تم سيبنى عليه الكثير وهو يعنينا بكل تفاصيله ونحن جزء فاعل ورئيس في مجريات الاحداث القادمة وسيكون لنا دور فيها يتناسب وثوابتنا ومصالحنا الوطنية وان لم يتم سيكون هناك حديث آخر باحداث اخرى الله اعلم بمآلاتها .....
انه اخف الضرر والي ايده بالنار مش زي الي ايده بالمية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-09-2025 08:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |