بقلم : علي الدلايكة
لا اعلم لماذا ما زال البعض يحاول ويصر على إثارة قضايا هي من المسلمات ليجعلها جدلية ويجعلها مادة للنقاش والأخذ والرد والقول والقول المضاد لتجلب الفكر والتفكير العقيم والتناكف والتخندق والاصطفافات والتي ليست بصالحنا ولا صالح الوطن ولا تخدمنا في هذة الظروف وإنما تخدم المتربصين الذين ينتظرون منا لحظة ضعف او ركون... فلماذا نوفر لهم ذلك ونمنحهم هذة الفرصة ؟؟؟

قاربنا على الستين من العمر ولم نسمع عن تحليل وتفصيل وطرح ونقاش عن الهوية الوطنية لا من قريب ولا من بعيد الا من فترة زمنية بسيطة تكاد لا تتعدى السنة تقريبا والكل يعلم ويعي ويدرك ويقر أن الاردنيون جميعا هويتهم واحدة ومرجعيتهم واحدة الوطن والقيادة الهاشمية الحكيمة ولم يكن ذلك يوما عندهم موضع للنقاش والجدل او الاثبات لا بل كان مرفوضا منبوذا كل من يحاول طرق هذا الباب للولوج من خلاله لابواب متعددة تثير الشك والريبة ....اتركوهم على طبيعتهم وسليقتهم التي فطروا عليها ولا يأخذكم القليل القليل الذي لا يذكر ممن شذ عن القاعدة وعن الطبيعية المعهودة الى ما هو غير مرغوب ولا مطلوب في هذة الظروف... وعلينا أن نثبت ونرسخ في فكرنا وفكر ابنائنا أن الهوية الوطنية عنوانها العمل والصدق والأمانة والجد والاجتهاد والإنجاز وامانة المسؤولية والارتقاء بالوطن وان نحافظ على مقدراته ومكتسباته والعدالة في توزيع المكتسبات ومحاربة الترهل والفساد والمحسوبية وان نعزز قيم الولاء والانتماء الحقيقي وان نبث روح المحبة والألفة والتكاتف والتراحم وان لا يكون حديثنا عن الهوية الوطنية تحقيقا لغاية او مكسب آني واثبات للوجود على الساحة السياسية ....
هويتنا واضحة راسخة ناصعة ساطعة واحدة اثبتت انها عنوان ومظلة الجميع وان الجميع يستظل بظلها وهي بمعانيها البسيطة الواضحة البعيدة عن التعقيدات التي قادتنا واوصلتنا الى هذة الحالة الفريدة في المنطقة والاقليم من الحصانة والمنعة ومن حالة راقية من الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب وهي بحالتها وما هي عليه تعكس قودة الدولة الاردنية وقوة نظامها السياسي واستقلالية الدولة في قرارها وهذا ما مكنها من مكانة قوية على الساحة المحلية والدولية.