25-09-2025 11:20 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
للملك منذ فترة طويلة تصريحات بشأن موضوع الحرب على غزة، سواء سياسيا او اغاثيا او إنسانيا او طبيا ، وآخرها في خطابه أمام الأمم المتحدة، بالإضافة إلى المؤتمر الذي عُقد في القاهرة. والموقف يتكرر مع تأكيدات متواصلة على أن الحل الوحيد هو منح الشعب الفلسطيني حقوقه. وإقامة دولة فلسطينة عاصمتها القدس.
ولم يشهد التاريخ موقف كموقف الأردن الرسمي المُبهر والهام للغاية، جنبًا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية والاغاثية الكبيرة التي لم تنقطع يوما ما وان كان هناك صعاب وعوائق عدة تكررت على مدار العامين المنصرمين التي يبذلها جلالة الملك، وان تنكر له البعض ، الا ان شمس الحق لا يمكن ان يغطيها غربال الكراهية والحقد والغيرة والأداء الذي قدمه جلالة طول منافحة وكفاحه من اجل فلسطين القضية والأرض الذي يمثل الدولة الأردنية. ولا تزال الخيارات أمامه مفتوحة ومتعددة، وقد أشار جلالة الملك إلى أن هذا الأمر يمتد إلى المنطقة برمتها ولن ينزوي أي من فيها عن صراع قد ياكل كل المُنجزات التي تحققت للعالم على كل الصُعد طول سنين طويلة من اجل الحرية والعدالة .
لقد كان هناك ضرورة لتدوين السردية الأردنية، حيث يتم تضمين جميع الحقائق، ويجب أن تدرس في المدارس والمناهج لتؤكد أن هؤلاء هم أعداء. وكذلك يجب أن يدرك الطلبة الجامعيون والمثقفون والسياسيون هذه الحقيقة، وهي سردية نتشارك جميعًا والتي قدمها جلالة الملك وبكل قوة ودبلوماسية هادئة قل نظيرها امام ترامب في اجتماعه قبل يومين وكان لها اثر في تحول نظرة وتفكير القيادة الامريكية حول مفهوم الصراع مع إسرائيل .
لقد اكد الملك عبدالله الثاني بن الحسين ان ما حصل في غزة ويحصل هو اختصار لـ(100) عام من النزاع ،فنحن اليوم حتى أطفالنا وأحفادنا الذين لا يعلمون شيئاً عن ماضي القضية باتوا يدركون الأمر جيدا.
ويستشرف جلالة الملك المستقبل بكل ما فيه من فواعل وعناصر دافعة لما قد يحدث جراء النزاع والصراع والتطرف ، وتأثيره على كافة الأطراف والاثنيات والأقليات ، فقبل عامين عندما تم تسليم جلالة الملك إحدى الجوائز في أميركا، وصعد على المنبر عندما تحدث جلالة الملك بقوله :" أنا أخشى على الوجود المسيحي المقدسي في فلسطين من أن يتعرض لشيء"، بعد أقل من أسبوع تم اغتيال شيرين أبو عاقلة بدم بارد على مرأى من العالم كله، وهي المقدسية الفلسطينية المسيحية والأمريكية في نفس الوقت، فجلالة الملك دائماً يتحدث بهذا الموضوع ، وحتى قبل 7 تشرين الأول بأسبوع شارك جلالته في منتدى الشرق الأوسط وقال :لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية لتحقيق السلام. لان السلام مساربة لن تكون الا من خلال القدس ومكانتها وفلسطين وارضها .
اليوم وصلت رسالة الأردن الى صانع القرار السياسي الأمريكي ، ووصل صوت الملك عبدالله الثاني بن الحسين الى كل أروقة المنظومة الدولية ، فسمعها الجميع وصدع لها الجميع ، بان السلام لن يأتي على طبق من ذهب . بل ان السلام لا يمكن صنعه الا بوجود ضمير يصدح بكل ما في الإنسانية من عناصر ليتم وقف الحرب ووقف النزاعات أينما كانت حتى ينعم العالم بسلام وامن واستقرار ، يسعى الى تحقيق مستقبل واعد ومشرق للأجيال القادمة أينما كانت .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-09-2025 11:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |