بقلم : الدكتورة فاطمة العقاربة
خطاب جلالة الملك المعظم في مجلس الامم المتحدة لم يكن خطابا عاديا او تقليديا بل خطابا سياسيا انسانيا محنكا يبرز فيه اهم ما يجب ان يتم من تكاتف لاجل القضية الفلسطينية وان هذا الدور هو دور دولي بنشر السلام لاجل ايقاف الحرب بغزة والعمل على حل الدولتين الذي يعتبر من حق الشعب الفلسطيني ان يكون له دولة يعيش فيها بسلام وحرية لانه لا امن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة بدون دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1976
وهذا أيضاً شهادة عملية على نجاح الدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني، حيث أثبت الأردن أنه لاعب محوري في صياغة السياسات الدولية المتعلقة بفلسطين، وأنه قادر على تحويل المواقف المبدئية إلى خطوات ملموسة على الأرض، وفي وقت لا تزال فيه التحديات ماثلة، فإن ما تحقق في أيلول 2025 يؤكد أن الأردن سيبقى حجر الأساس في أي مسعى دولي جاد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك المدخل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة . وتطرق جلالة الملك للفخر بقواتنا المسلحة الاردنية التي تميزت على كافة المقاييس بالمحافل المحلية والاقليمية والدولية وهذا ما هو الا تأكيد وترسيخا لابراز دورهم البطولي في الدفاع عن الوطن ورفع اسم الأردن عاليًا، ومساهمتهم الفعالة في مهام حفظ السلام الدولية، مما يعكس قوة وكفاءة الجيش العربي في المحافل الدولية، ويعزز صورة الأردن كدولة قوية ومؤثرة في المنطقة ويعتبر الأردن من الدول الرائدة في المشاركة بهذه المهام، وهو ما يظهر التزام الأردن بالسلام الدولي وقدرته العالية بالتطوير المستمر وتعزيز مكانته الدولية وتنمية قدرات منتسبيه التي اثبتت على مدى سنوات طويلة انهم الجيش الاساس في الركيزة الامنية الدولية . وتعتبر طواقم الخدمات الطبية الملكية والمساعدات الانسانية جميعها تحت مظلة القوات المسلحة الاردنية العسكرية بتوجيهات جلالة الملك لهذا العمل الطبي الانساني هو يثبت بأن القوات المسلحة الاردنية هي صمام امان الاردن والدول المحيطة لانه الركيزة المهمة والمحور الاساسي لعمليات الاستدامة للاغاثة والمساعدات الدولية . ان كان جوا بجهود سلاح الجو الملكي الاردني او برا بقيادة العمليات الخصاة بالجيش العربي لتسهيل مهمة الاغاثة لكافة الدول وبالاخص غزة وما حال بها من دمار وجوع وامراض
والجيش العربي الاردي المصطفوي يد تحمل السلاح ويد تداوي الجراح وهذا عهدنا دوما بالاشاوس العسكريين الذين اثبتوا ان الجيش الاردني الاصدق قولا والاخلص عملا لانه يمثل امتداداً لرسالة الثورة العربية الكبرى ويحمل مبادئها وقيمها السامية منذ تأسيسه في عام 1921 على يد الملك المؤسس عبدالله الاول ومن تستمر المسيرة مع عبدالله الثاني بامجاد الفخر والاعتزاز بجيشنا العربي المصطفوي .
ونو جلالته بخطابه بأن فلسطين ليس منة من احد ولا كرما بل واجبا عربيا اسلاميا دوليا باخلاق وانسانية نتمناها ان تتسم وتظهر للعلن بالتعامل مع القضية الفلسطينية وليكون الاعتراف الدولي بدولة فلسطين اعترافا سياسيا واقعيا وليس ضمنيا .
وإن ما تتعرض له الاردن من صعوبات ومضايقات لتبنيها القضية الفلسطينية من قبل دولة اسرائيل لهو امر لابد من الخوض فيه وليعلم الجميع ان للاردن سيادة لا يمكن تعديها وان قرارنا سياسي يأتي لمصلحة شعبنا وحماية ارضنا التي هي كفيلة وقادرة على صد اي مضايقات للتراجع عن الوقوف مع القضية الفلسطينية فنحن السند والعون لفسطين والفلسطينين باذن الله تعالى .