سرايا - يُعَدّ تزويد السيارة بالوقود مهمة يومية يقوم بها معظم السائقين من دون التفكير كثيراً في تفاصيل ما يحدث أثناء ضخ البنزين في الخزان. ومع ذلك، كثيراً ما يُثار موضوع ما يُعرف بـ "رغوة البنزين".

فهناك من يعتقد أنّ هذه الرغوة تؤثر في كمية الوقود التي يحصل عليها السائق عند المضخة، بينما يراها آخرون مجرد خرافة. فهل رغوة البنزين حقيقة أم مجرد وهم؟


في الواقع، رغوة البنزين ظاهرة حقيقية. فالبنزين، مثل كثير من السوائل الأخرى، يمكن أن يُنتج فقاعات ورغوة عند تحريكه أو ضخه بسرعة. فعندما يُضَخّ البنزين عبر فوهة المضخة إلى الخزان بضغط عالٍ، يمتزج الهواء بالوقود، مما يؤدي إلى تكوّن رغوة مؤقتة.

كما أن بعض المواد المضافة والمنظفات الموجودة في أنواع الوقود الحديثة قد تزيد من احتمالية تشكّل هذه الرغوة، تماماً كما تفعل المواد المضافة في الماء عند تكوين فقاعات الصابون.

لكن السؤال الأهم: هل تؤثر رغوة البنزين فعلاً في كمية الوقود التي نحصل عليها؟ في معظم الحالات، لا تؤثر الرغوة بشكل ملحوظ في حجم الوقود المزوّد. فمضخات الوقود مصممة لقياس حجم السائل بدقة، وليس الهواء أو الفقاعات.

ومع مرور ثوانٍ قليلة، تنهار الرغوة وتتحول مجدداً إلى سائل، مما يعني أن الكمية التي تدفع ثمنها تبقى ثابتة.

ومع ذلك، قد تؤدي الرغوة أحياناً إلى إيقاف فوهة المضخة تلقائياً بشكل مبكر، فيظن السائق أن الخزان قد امتلأ وهو لم يصل بعد إلى سعته الكاملة. وهذا ما قد يفسر اعتقاد بعض السائقين أنهم حصلوا على وقود أقل.

كما أن درجة الحرارة وتقلبات الوقود تلعب دوراً إضافياً. ففي الأيام الحارة، يتبخر البنزين بسرعة أكبر، مما يزيد من تكوّن البخار والرغوة.

لكن أنظمة الوقود عادةً ما تكون مضبوطة لحساب هذه العوامل، كما أن المضخات تخضع لرقابة دقيقة لضمان العدالة والدقة. وأي تأثير للرغوة يظل محدوداً ومؤقتاً، حيث تختفي خلال وقت قصير.

قد نقول في الختام، إن رغوة البنزين حقيقة وليست خرافة، لكنها لا تؤثر فعلياً في كمية الوقود التي تحصل عليها. فالرغوة التي تتكوّن أثناء التعبئة سرعان ما تتحول إلى سائل من جديد.

أقصى ما قد تسببه هو تعطيل بسيط لعملية التزويد بالوقود. لذلك يمكن للسائقين أن يطمئنوا إلى أن رغوة البنزين ظاهرة طبيعية غير ضارة، وليست خدعة في محطة الوقود.