18-09-2025 10:40 AM
بقلم : د. بتول مهداوي
يشهد العالم ثورة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وأداة محورية في تطوير الأعمال وتحسين جودة الحياة. ولا يقتصر تأثيره على الجانب التقني فقط، بل يمتد ليشمل أبعادًا أعمق ترتبط بالمسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات، إذ بات وسيلة فعالة يمكن من خلالها تعزيز الاستدامة وتحقيق العدالة ودعم المجتمع بطرق مبتكرة.
في المجال البيئي، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في دعم جهود الاستدامة، من خلال ابتكار أنظمة قادرة على تقليل استهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات الكربونية. كما يساهم في تطوير تقنيات لإعادة التدوير وإدارة النفايات بشكل أكثر دقة وكفاءة، إضافة إلى استخدامه في التنبؤ بالكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، مما يتيح المجال لاتخاذ إجراءات وقائية تحمي المجتمعات والموارد الطبيعية.
أما على الصعيد الاجتماعي، فقد أتاح الذكاء الاصطناعي أدوات متطورة لتحليل البيانات الضخمة والكشف عن الفجوات في مجالات التعليم والصحة والعمل، الأمر الذي يساعد الحكومات والمؤسسات على توجيه مواردها إلى الفئات الأكثر احتياجًا. كما أسهم في تطوير تطبيقات صحية تقدم خدمات الرعاية الطبية عن بُعد، وهو ما يعزز فرص الوصول إلى العلاج للفئات المهمشة أو التي تعيش في مناطق نائية. كذلك أسهم في تعزيز الشمولية عبر تصميم أنظمة وخدمات تراعي التنوع الثقافي والاجتماعي وتضمن استفادة أوسع للمجتمع.
وتبرز أهمية الذكاء الاصطناعي أيضًا في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، حيث يمكن من خلاله تحليل البيانات المالية والإدارية بدقة لاكتشاف أي مخالفات أو أنشطة مشبوهة، مما يدعم جهود النزاهة والحوكمة الرشيدة. وبالإضافة إلى ذلك، يسهم في تطوير الموارد البشرية عبر تصميم برامج تدريبية ذكية تساعد الموظفين على اكتساب مهارات المستقبل، فضلًا عن استخدامه في رصد رضا الموظفين وتحليل بيئة العمل واقتراح الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه المؤسسات..
في الختام، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية حديثة، بل أصبح شريكًا أساسيًا في تحقيق المسؤولية الاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة. وإذا ما تم توظيفه بشكل مسؤول وأخلاقي، فسيكون قادرًا على إحداث نقلة نوعية في حياة الأفراد والمجتمعات، من خلال بناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة، حيث يتكامل الابتكار التكنولوجي مع القيم الإنسانية لخدمة الإنسان والمجتمع.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-09-2025 10:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |