سرايا - بعد هزيمتين متتاليتين، كان "السيتي" بحاجة إلى نجمه الأول كي يظهر في أجواء ديربي ملتهبة، وقد فعل المهاجم البالغ من العمر 25 عاما، ذلك بأسلوبه البارد المعتاد.

"ماكينة الأهداف النرويجية" رفعت رصيدها إلى سبعة أهداف هذا الأسبوع بعدما سجل ثنائية في فوز فريقه 3-0 على مانشستر يونايتد أول من أمس، وذلك بعد أيام من تسجيله خمسة أهداف في الانتصار الكاسح لمنتخب النرويج 11-1 على مولدوفا يوم الثلاثاء.

منذ موسمه الأول مع مانشستر سيتي في 2022-2023، حين سجل 52 هدفًا في جميع البطولات، وقاد الفريق إلى ثلاثية تاريخية من الألقاب، واصل هالاند نموه وتطوره.

وقال جوارديولا: "إيرلينج كان مذهلًا منذ البداية، لكن هذا الموسم هو الأفضل على الإطلاق. أقول إنه أفضل من موسم الثلاثية. إنه ديناميكي، ولا أحكم عليه من خلال الإبعادات الدفاعية، نحن نريده أن يسجل الأهداف وأن يساعدنا".

وأضاف الإسباني: "إيرلينج لم يخيب الآمال منذ وصوله. لقد أظهر التزاما ووقع عقدًا طويل الأمد لسنوات عديدة. إنه لاعب استثنائي".

أثبت هالاند قيمته على طرفي الملعب ضد يونايتد، وكانت مساهماته الحاسمة سببًا مباشرًا في انتصار "السيتي".

المهاجم النرويجي لمس الكرة تسع مرات في منطقة جزاء الخصم وست مرات في منطقته، مظهرا قدراته الدفاعية إلى جانب حسمه الهجومي.

ومع بداية الشوط الثاني، حين كان السيتي متقدمًا بهدف سجله فيل فودين برأسية، حاول يونايتد العودة للمباراة عبر سلسلة من الكرات العرضية داخل المنطقة. ومع كل كرة، كان رأس هالاند حاضرًا للتشتيت، حيث نفذ تدخلات حاسمة في كل مرة.

وإجمالا، قام هالاند بست إبعادات، منها أربع بالرأس، ليكون ثاني أكثر لاعبي السيتي تدخلا بعد المدافع روبن دياز.

وبعد أن تراجع ضغط يونايتد، استدعاه جوارديولا إلى الخط لمحادثة ودية قصيرة، ليعود بعدها النرويجي إلى موقعه الهجومي، وبعد ثوانٍ فقط ضاعف النتيجة بلمسة مذهلة.

وأظهر هالاند أنه بشر حين راوغ الحارس ألتاي بايندير وسدد نحو المرمى الخالي لكنه أصاب القائم، غير أن ذلك لم يحبطه، إذ عاد ليسجل هدفه الثاني بتسديدة هادئة.

وقال فيل فودين عن زميله: "أداء كامل. الطريقة التي احتفظ فيها بالكرة عندما كنا نعاني. لقد فعل كل شيء: الدفاع، الهجوم، الركض في العمق، والقيام بالأدوار الصعبة. لقد قدم جهدًا كاملًا، ونحن بحاجة إلى ذلك أكثر".

قائد يونايتد السابق روي كين علّق عبر "سكاي سبورتس" قائلا "إن هالاند كان يمكن أن يسجل المزيد"، مضيفا: "نحن نعرف نقاط قوته. لديك أحد أفضل المهاجمين في العالم يركض من منتصف الملعب، ولم يكن هناك أي شك في أنه سينهي الكرة. وإذا تحدثت عن اللاعب الجماعي، فيجب أن تُشيد به أيضًا لمساهمته الدفاعية".

المعدل التهديفي الذي يسير به هالاند يمنح المهاجمين الآخرين في البريميرليج ليالي بلا نوم.

الإنجليزي آلان شيرر، الهداف التاريخي للدوري برصيد 260 هدفًا، يراقب عن قرب، بينما وصل هالاند إلى 90 هدفا حتى الآن.

ومع ذلك، سجل النرويجي هدفه الخمسين أول من أمس في عدد مماثل من المباريات على أرضه بالدوري، ليصبح ثاني أسرع من يحقق ذلك، بعد شيرر الذي احتاج إلى 47 مباراة فقط.

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، وقع هالاند عقدًا جديدًا حتى 2034، ليصبح معدل تسجيله تهديدا مرعبا. فقد خاض حتى الآن 101 مباراة، وبوتيرته الحالية سيحتاج إلى 191 مباراة إضافية لمعادلة رقم شيرر، أي ما يعادل أكثر من خمسة مواسم كاملة في الدوري الممتاز.

ثيو والكوت، جناح آرسنال وإنجلترا السابق، قال لهبئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "إيرلينج هالاند وحش. دائمًا لديه صورة واضحة في ذهنه لأي فرصة داخل منطقة الجزاء. يعرف متى ينطلق ومتى يحتفظ بطاقته".

وأضاف: "إنها تلك الصورة التي يراها. وأقول لأي لاعب شاب: لا تحتاج إلى التفكير الزائد. هو لا يفعل ذلك، بل يبسط الأمور. رأينا ذلك في الهدف الثاني، إنهاء هادئ جدًا. لقد كان يعرف ما سيفعله. لمسته الثالثة للتحضير، وكان يبتسم قبل أن يسجل".

وتابع: "في المباريات الكبيرة، يعرف متى يخرج من قوقعته. بالطبع، عاش أسبوعًا رائعًا دوليًا أيضًا، فعاد بثقة كبيرة، وكأنه يضيفها إلى مخزونه الطبيعي. لديه حضور وهيبة.. هل سيحطم رقم آلان شيرر القياسي في البريميرليج؟ سنرى".