سرايا - يعتبر محرك الاحتراق الداخلي أحد العناصر الأساسية في أي مركبة، وهو المسؤول عن تحويل الوقود إلى طاقة حركية تحرك السيارة. ومع ذلك، فإن كفاءته وعمره الافتراضي يعتمدان بشكل كبير على طريقة القيادة. إذا كنت ترغب في الحفاظ على أداء المحرك لفترة طويلة، فإن اتخاذ خطوات بسيطة واتباع نصائح دقيقة يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا.


كيفية إطالة عمر محرك السيارة أثناء القيادة: يتساءل الكثير من السائقين: كيف أطيل عمر محرك السيارة؟ إذا كان هذا سؤالك، فأنت بالتأكيد تدرك أهمية المحافظة على المحرك لتجنب الأعطال المكلفة وضمان أفضل أداء ممكن. إن اتباع أسلوب قيادة صحيح وصيانة دورية بسيطة كفيلان بزيادة عمر محرك الاحتراق الداخلي لسنوات طويلة. في السطور التالية نستعرض أهم نصائح الحفاظ على المحرك عند القيادة:

1. تجنّب القيادة بسرعات عالية: السرعات المفرطة لا تقتصر مخاطرها على السلامة المرورية فقط، بل تؤثر أيضاً بشكل مباشر على عمر المحرك. عند القيادة بسرعة عالية جداً، يضطر المحرك إلى العمل بجهد أكبر وضخ المزيد من الوقود، ما يزيد من الضغط على أجزائه الداخلية ويُسرّع من تآكلها.

النصيحة: التزم بالسرعات المعتدلة لتفادي الأعطال الباهظة والحفاظ على كفاءة محرك سيارتك.

2. استخدام ناقل الحركة بشكل صحيح: الاستخدام غير السليم للتروس يؤدي إلى تقصير عمر المحرك. على سبيل المثال، القيادة على ترس مرتفع مع عدد دورات منخفض للمحرك تسبب ما يُعرف بـ"السحب"، وهو ضغط إضافي قد يؤدي مع الوقت إلى تلف رؤوس الأسطوانات.

النصيحة: إذا كانت سيارتك بناقل حركة يدوي، احرص على تبديل التروس في الوقت المناسب لتفادي الضغط غير الضروري على المحرك.

3. تجنّب الأحمال الثقيلة: السيارات الصغيرة ليست مصممة لنقل أو جر الأحمال الكبيرة مثل شاحنات البيك أب. تحميل السيارة بأوزان زائدة يضع ضغطاً هائلاً على المحرك ويؤدي إلى استهلاك وقود أعلى.

النصيحة: تخلّص من أي وزن إضافي غير ضروري داخل سيارتك لتخفيف العبء عن المحرك وإطالة عمره.

4. إحماء المحرك قبل القيادة: إحماء السيارة لبضع ثوانٍ قبل الانطلاق يساعد على تحسين أداء المحرك وتقليل الاحتكاك بين أجزائه الداخلية. لكن يجب الانتباه إلى أن السيارات الحديثة تحتاج إلى نحو 30 ثانية فقط من الإحماء. تجاوز هذه المدة يزيد استهلاك الوقود والانبعاثات دون فائدة تُذكر.

النصيحة: لا تُبالغ في إحماء السيارة، بل اكتفِ بالمدة الموصى بها من الشركة المصنعة.

5. الالتزام بفترة التكيّف في السيارات الجديدة: تحتاج السيارات الجديدة إلى فترة تكيّف (Running-in) تبلغ حوالي 1,000 كيلومتر لضمان انسجام جميع الأجزاء الميكانيكية. خلال هذه المرحلة، يجب الالتزام بالتالي:

تجنّب التسارع المفاجئ.

الحفاظ على عدد دورات المحرك أقل من 4,000 دورة في الدقيقة.

تغيير السرعات باستمرار بدلاً من الثبات على سرعة واحدة لفترات طويلة.

استخدام المكابح بلطف لتفادي الضغط غير الضروري على النظام.

إن إطالة عمر محرك السيارة لا يعتمد فقط على الصيانة الدورية، بل يبدأ من طريقة قيادتك اليومية. تجنّب السرعات العالية، تعامل مع ناقل الحركة بحذر، لا تُحمّل السيارة فوق طاقتها، وامنح المحرك الوقت الكافي للإحماء. بهذه الخطوات البسيطة، ستتمكن من الحفاظ على محرك سيارتك في أفضل حالاته لسنوات طويلة.

يُثار جدل حول ما إذا كان يجب تدفئة المحرك في الصباح أم لا. عندما يكون الجو باردًا، فإن تدفئة المحرك لبضع دقائق يمكن أن يكون مفيدًا. المحرك يحتاج إلى الوصول إلى درجة حرارة تشغيل مثلى حتى يتمكن الزيت من الانتشار بكفاءة. ومع ذلك، مع تطور التكنولوجيا الحديثة، لم يعد تدفئة المحرك طويلًا ضروريًا مثلما كان في السيارات الأقدم.

التقليل من استخدام التوقف الزائد: ترك السيارة متوقفة لفترة طويلة أثناء تشغيل المحرك يسبب استهلاكًا زائدًا للوقود وإجهادًا غير ضروري للمحرك. عند الانتظار لفترات طويلة، من الأفضل إطفاء المحرك. وفقًا لدراسة أجرتها منظمة EPA الأمريكية، فإن السيارات التي تعمل في وضع التوقف كثيرًا تعاني من تقليل كفاءة التشغيل وزيادة انبعاثات الكربون.

التقنيات الموفرة للطاقة: إذا كنت تمتلك سيارة حديثة، استخدم نظام "التوقف والتشغيل التلقائي" (Start-Stop) الذي يعمل على إيقاف تشغيل المحرك تلقائيًا عند التوقف وتشغيله عند الحاجة مجددًا. هذه التقنية تساعد في تقليل البلى بنسبة كبيرة.

فحص نظام التبريد بانتظام: نظام التبريد هو المسؤول عن الحفاظ على درجة حرارة المحرك ضمن الحدود الطبيعية. إذا تعطل هذا النظام، فإن المحرك قد يتعرض لارتفاع درجة الحرارة، مما يمكن أن يتسبب في تلف دائم. فحص مستوى سائل التبريد وإصلاح أي تسريب هو أمر ضروري.

أظهرت دراسة أجراها المعهد الأمريكي للسلامة أن 40% من أعطال المحرك تعود إلى مشكلات في نظام التبريد. لذلك، يجب إعطاء هذا النظام عناية خاصة.

خطوات فحص نظام التبريد:

تحقق من مستوى سائل التبريد بانتظام.

افحص القنوات المؤدية إلى المبرد للتأكد من عدم وجود تسريب.

تأكد من سلامة المروحة المستخدمة في تبريد المحرك.

القيادة بسرعة معتدلة: القيادة بسرعة عالية ليست فقط خطرة على حياتك، بل تسبب ضغطًا إضافيًا على المحرك. عندما تزيد سرعتك عن 120 كم/ساعة، يبدأ المحرك في استهلاك المزيد من الوقود وبذل جهد إضافي، مما يؤدي إلى زيادة التآكل.

يمكنك توفير الوقود بنسبة تصل إلى 15% إذا قمت بالقيادة بسرعة ما بين 80 و100 كم/ساعة.

استخدام المكابح بحكمة: استخدام المكابح بشكل مكثف ومفاجئ قد يتسبب في تحميل زائد على المحرك. لذلك، حاول أن تقرأ حركة الطريق أمامك وتجنب المكابح المفاجئة إلا عند الضرورة. القيادة بتوقعية تساهم في الحفاظ على المحرك.

استثمار في تقنيات المحركات الحديثة: العديد من السيارات الجديدة تأتي مزودة بتقنيات لتحسين أداء المحرك وتقليل استهلاكه للوقود. على سبيل المثال، تقنية الحقن المباشر (Direct Injection) تساعد في تقليل الاستهلاك وتحسين الأداء. إذا كنت تفكر في ترقية سيارتك، اختر واحدة مزودة بتلك الخصائص.

السيارات المزودة بهذه التقنيات تحقق كفاءة أكبر، مما يطيل عمر المحرك بشكل مباشر.

التعرف على أصوات المحرك غير الطبيعية: إذا لاحظت أي صوت غير طبيعي أثناء تشغيل المحرك مثل طقطقة أو اهتزاز، فهذا قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة. تجاهل هذه الإشارات قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة. افحص سيارتك فورًا إذا كنت تشك في وجود خلل.

إدارة المركبة في الطقس القاسي: قيادة السيارة في بيئات قاسية مثل الحرارة الشديدة أو البرودة تؤثر على أداء المحرك. خلال الصيف، تأكد من فحص نظام التبريد، أما خلال الشتاء، فإن استخدام زيت مخصص للبرودة يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على المحرك.

على سبيل المثال، يوصى باستخدام زيوت منخفضة اللزوجة في المناطق الباردة لضمان تدفقها بشكل سلس داخل المحرك.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حول كيفية إطالة عمر المحرك عند القيادة. إن اتباع أساليب القيادة السليمة وتجنب العادات الخاطئة يساعدك على الحفاظ على أداء المحرك وحمايته من الأعطال المكلفة. ولا يقتصر الأمر على أسلوب القيادة فقط، بل إن الالتزام بجدول الصيانة الدورية يُعد خطوة أساسية لضمان بقاء محرك سيارتك في أفضل حالاته لسنوات طويلة.